نكشف سر الحرب على كارتيرون ..هجوم غير مبرر

فى الوقت الذى يتصدر فيه فيه فريق الزمالك، جدول الدوري العام ، وينتظر الجهاز الفني بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون، واللاعبين الدعم من جانب الجماهير حتى ينتهي المطاف بالحصول علي اللقب المنشود كما يحدث مع المنافس .
انتقادت غير مبررة يتعرض لها الفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني لفريق الزمالك ، خلال الفترة الماضية، من قبل بعض المحسوبين على النادي الأبيض، وذلك على الرغم من تحسن أداء ونتائج الزمالك تحت قيادته، والمنافسة بقوة على درع الدوري، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها القلعة البيضاء خلال الفترة الراهنة، والتي تحتاج مساندة ودعم من الجميع.
بداية الهجوم
جاءت بداية الهجوم على كارتيرون بعد أن أعلنت اللجنة المكلفة بإدارة شئون نادي الزمالك، عن توجيه الشكر للبرتغالي جايمي باتشيكو المدير الفني السابق للفريق الأبيض والتعاقد مع كارتيرون، فشهدت مواقع التواصل الاجتماعي غضب عارم من جماهير نادي الزمالك، وذلك بسبب موقف المدرب الفرنسي عندما رحل عن تدريب الفريق الأبيض في شهر سبتمبر الماضي، قبل موعد مباراتي الرجاء المغربي في نصف نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا بأسبوعين، حيث حملت جماهير القلعة البيضاء كارتيرون سبب خسارة الزمالك البطولة الإفريقية، في ظل تأكيدهم على أن استمراره كان سيترتب عليه تتويج الزمالك بالأميرة السمراء، نظراً لخبراته الإفريقية وتفوقه على الغريم التقليدي الأهلي في ولايته الأولى.
كارتيرون الذي وصفه البعض ب "الهارب" عاد إلى جدران نادي الزمالك، معلناً عن ندمه بعد رحيله عن الفريق الأبيض ولكنه شدد في نفس الوقت أن الظروف التي كانت تحيط به حينها أجبرته على ذلك دون الكشف عن التفاصيل الدقيقة وراء ما يقصده، كما أن المدرب الفرنسي تنازل عن راتبه الكبير الذي كان يتقاضاه مع التعاون السعودي للعودة إلى الزمالك مرة أخرى، حيث كان يحصل على ثلاثة أضعاف ما يحصل عليه من الزمالك حالياً.
الغريب في الأمر أنه كان هناك هجوم أيضاً على باتشيكو بعدما أعلنت إدارة الزمالك السابقة عن عودته، وذلك لهروبه خلال ولايته الأولى، فبالعودة إلى الماضي وتحديداً منذ 7 سنوات عام 2014، قرر باتشيكو مفاجأة الجميع ورحل عن الزمالك بعد مباراة دمنهور في الدوري مستغلاً عدم وجود شرط جزائي، وتولى بعدها بساعات قليلة قيادة فريق الشباب السعودي.
وعلى الرغم من تشابه الموقفين، إلا أن باتشيكو وجد دعم كامل من الجماهير بمجرد أن وضع قدمه وعاد إلى نادي الزمالك، عكس كارتيرون الذي ظل البعض يهاجمه حتى بعد مرور نحو شهرين الآن على عودته إلى نادي الزمالك من جديد.
أرقام باتشيكو وكارتيرون
فشل باتشيكو في التتويج مع الزمالك ببطولتي دوري أبطال إفريقيا بعدما خسر من الأهلي في المباراة النهائية، رغم أنه تولى القيادة الفنية للفريق قبل أكثر من شهرين عن موعد المباراة، ثم ودع بطولة كأس مصر على يد طلائع الجيش من الدور نصف النهائي، بعد الخسارة بثلاثية.
وعلى صعيد بطولة الدوري العام للنسخة الحالية، خسر الزمالك مع باتشيكو أمام غزل المحلة، وتعادل مع أسوان وبيراميدز ووادي دجلة، وعلى المستوى الإفريقي فلم يحصد باتشيكو خلال ثلاث مواجهات سوى نقطتين فقط، حيث تعادل مع مولودية الجزائر في القاهرة ومع تونجيث متذيل المجموعة في السنغال، وخسر من الترجي على أرض الأخير بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
كارتيرون
الزمالك مع كارتيرون خلال فترته الأولى نجح في التتويج ببطولتين غاليتين، هما السوبر المصري على حساب الأهلي الغريم التقليدي، والسوبر الإفريقي على حساب الترجي التونسي بطل دوري أبطال إفريقيا آنَذاك، بأداء أكثر من رائع، وجاءت البطولتين خلال أسبوع واحد، وأطلقت جماهير الزمالك على هذا الشهر فبراير الأبيض، نظراً لأنه شهد تتويج الأبيض ببطولتين هامتين.
كارتيرون أظهر شجاعته وأصر على قيادة الزمالك في مباراة الترجي بعد عودته في ولايته الثانية، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وخسر المدرب الفرنسي مباراته الأولى مع الأبيض التي انتهت بنتيجة 1/0، وكانت هذه الخسارة بمثابة التربة الخصبة التي استغلها البعض لزيادة جرعات الهجوم الحاد على المدرب الفرنسي، على الرغم من توليه المهمة قبل المباراة بثلاثة أيام فقط.
ولكن كعادة كارتيرون التي يعلمها المقربين منه فقط، أغلق المدرب الفرنسي أذنيه وأكمل طريقه دون النظر لما يحدث حوله، خاصة أنه ليس من هواه استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، واستغل كارتيرون ، فترة التوقف الدولية وقام بتجهيز لاعبي الزمالك من النواحي البدنية والفنية والنفسية وجنى ثمار عمله، وحقق الزمالك الفوز على مولودية الجزائر على أرض الأخير بهدفين دون رد، ثم اكتسح تونجيث بأربعة أهداف في القاهرة، لينجح الفرنسي المخضرم في حصد 6 نقاط، من ثلاث مواجهات.
كارتيرون في الدوري
خسر كارتيرون مع الزمالك مباراة واحدة في الدوري أمام غريمه التقليدي الأهلي، فيما تعادل مع كلاً من بيراميدز والمقاولون والأهلي، وجميعها مباريات تفوق فيها الزمالك ولكن حالت الظروف دون تحقيق المكسب، طارة من رعونة اللاعبين والتفريط في مباريات سهلة، وطارة أخرى من التحكيم الذي يقف كالعادة ضد مصلحة النادي الأبيض.
بخلاف ذلك، يقوم كارتيرون بأدوار أخرى بخلاف دوره الفني كمدرب للزمالك، حيث يحاول احتواء اللاعبين وإبعادهم عن الأزمات التي يمر بها النادي الأبيض، لاسيما الأزمة المالية التي حالت دون صرف مستحقاتهم خلال الأشهر الماضية، وهو الدور الذي كان يقوم به خلال ولايته الأولى أيضاً، فنجح المدرب الفرنسي في إقناع اللاعبين بالنزول إلى التدريبات ثلاث مرات من قبل بعد احتجاجهم على عدم صرف مستحقاتهم، في الوقت الذي كان يختفي فيه أمير مرتضى المشرف على الكرة وقتها، ويبتعد عن الصورة، ويقوم بإغلاق هاتفه، ويصدر كارتيرون للتعامل مع اللاعبين.
رحيل كارتيرون
وصل الأمر مع البعض للمطالبة برحيل كارتيرون بعد شهرين فقط من عودته للزمالك، بحجة تعادله مع الأهلي في المباراة الأخيرة، مع منح أسامة نبيه فرصة تدريب الزمالك، ولكن ماذا إذا حدث؟
طبيعة الجماهير لا تقبل بالمدرب المصري، فإذا تحقق هذا السيناريو، سيعود نفس من طالبوا برحيل كارتيرون، ويطالبون بالتعاقد مع مدرب أجنبي جديد، ويدخل الزمالك في نفس الدائرة المعتادة، وسيكون الأبيض هو الخاسر في النهاية.
فرصة التتويج بالدوري
يعتبر كارتيرون فرصة التتويج مع الزمالك بدرع بطولة الدوري العام، بمثابة فرصة ذهبية لمصالحة جماهير القلعة البيضاء وإصلاح الفجوة التي مازالت موجودة بين الطرفين بعد رحيله إلى السعودية، فهل سينجح كارتيرون فيما يخطط له؟
إنجازات كارتيرون
على الرغم من صغر سنه إلا أن كارتيرون يعتبر من أفضل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الزمالك، لما يمتلكه من سيرة ذاتية قوية، حيث نجح في حصد العديد من الألقاب مع الفرق الإفريقية التي تولى تدريبها، إذ قاد مازيمبي للتتويج ببطولتي الدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا، وشارك الفريق الكونغولي تحت قيادته في كأس العالم للأندية، كما نجح في التتويج بالسوبر الإفريقي مع الرجاء المغربي، وقاد الأهلي لنهائي دوري أبطال إفريقيا قبل أن يخسر أمام الترجي، وحصد المركز الثالث مع منتخب مالي في بطولة كأس الأمم الإفريقية نسخة 2012، بخلاف بطولتي السوبر المحلي والإفريقي مع الزمالك.
دائماً ما ينادي الجميع بحاجة النادي للاستقرار الإداري، ولكن بنفس المنطق، الزمالك يعاني من عدم الاستقرار على الصعيد الفني أيضاً على مدار تاريخه، وذلك بسبب كثرة تغييرات المدربين، حيث يكون القرار نابع في المقام الأول إرضاءً للرأي العام، قبل أن يكون بحثاً عن مصلحة الفريق، فكل التجارب السابقة تبرهن حاجة الزمالك لبقاء كارتيرون على الأقل حتى نهاية الموسم، أملاً في التتويج ببطولتي الدوري والكأس والتخطيط لموسم جديد قوي، وتجنب الأزمات التي وقع فيها الفريق الأبيض خلال الموسم الماضي بعد رحيل المخضرم السويسري كريستيان جروس، على الرغم من التتويج معه ببطولة الكونفدرالية والعودة إلى منصات التتويج الإفريقي بعد غياب دام 14 عاما.