أنا شابة في الثلاثينيات من عمري .. سيدة ناجحة في بيتي وعملي ولا أعتبر ان هناك مشاكل من أي نوع في حياتي ولكن لأهلي رأي مختلف.. وقد أصبحوا هم مشكلتي الوحيدة.. كنت أسعد إنسانة في العالم .. زوجة وأم لطفلتين ..حتى جاء يوم أسود في شهر أغسطس من عام 2007 عندما توفي زوجي الحبيب فجآة وكنت في السابعة والعشرين من عمري.. فجأة أصبحت أرملة شابة.. وقد مثل الفراق لي في البداية صدمة هائلة زلزلت عالمي كله.. ولكنني سرعان ما تمالكت نفسي.. فأنا أعيش مع قطعتين من زوجي الراحل الحبيب هما ابنتاي.. بل انني مازلت أشم رائحته في أنحاء البيت.. ومازلت احتفظ بملابسه وساعته ونظارته في نفس الأماكن التي تركها فيها يوم وفاته.. لم يكن أحمد مجرد زوج بل هو حب عمري كله والري ذقت معه السعادة على كافة المستويات.. أصبحت أراه الآن وأتحدث معه وأنام في أحضانه رغما عن الجميع .. انه لم يعد يفارقني أبدا .. فقد أصبحت أعيش باستمرار مع حبيبي الشبح.. وأنا سعيدة للغاية بذلك.. والمشكلة الآن في أهلي.. أبي وأمي واخوتي الذين يطالبونني باستمرار بالانفتاح لفكرة الزواج مجددا.. " انت ماتزالين صغيرة".. " انت بحاجة الى رجل يساعدك على مواجهة الحياة".. " ظل راجل ولا ظل حيطة".. الخ الخ.. انهم لا يريدون تركي وشأني فماذا أفعل؟ عزيزتي.. لا تكوني ناقمة على أهلك بهذا الشكل فهم يحبونك ويريدون لك الخير.. ولكن ليس من حقهم ان يفرضوا الفكرة عليك بهذا الشكل.. فلابد وان تكوني مستعدة نفسيا وعاطفيا لها.. وتذكري ان ابنتيك ستكبران ذات يوم وتتزوجان وتتركانك .. يجب ان تنظري الى المستقبل البعيد.. ولكن يجب اولا ان تتغلبي على صدمة رحيل زوجك التي مازلت تعانين منها.. عزيزتي.. انك بحاجة الى زيارة طبيب نفسي كما انك بحاجة لان تكوني أكثر قربا من الله للتغلب على حالة الصدمة الشديدة التي أصابتك منذ ما يزيد عن خمس سنوات.. وفقك الله لما فيه الخير.