ذكرت مجلة "فورن بوليسي"الأمريكية أنه إذا ما لم تتوخ إسرائيل الحذر في تحركاتها في قطاع غزة،فسيؤدي إلى تقوية شوكة حماس بدلا من إضعافها. وأضافت الصحيفة أن العدوان الإسرائيلي على غزة قد يعزز من نفوذ المنظمات الفلسطينية الجهادية الناشئة ذات الأجندات الأكثر تشددا. وأوضحت المجلة-في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أن اغتيال أحمد الجعبري،قائد كتائب القسام وأحد أبرز قادة الحركة، يعد بالفعل ضربة موجعة للجناح العسكري للحركة الفلسطينية التي فقدت أحد قادتها الأشداء وقد تكون هذه الضربة هي بداية لإعادة تهيئة قطاع غزة وضمان فوز إسرائيل بمعركة على الأرض ولكنها قد تمنى بهزيمة في الحرب بشكل عام ضد حركة حماس. ورأت المجلة الأمريكية أن شعب إسرائيل لن يحظ باستقرار وأمن من خلال الحروب التي لا نهاية لها و التي تخوضها بلاده ضد قطاع عريض من الجماعات الفلسطينية دائمة النشوء والتطور،مشيرة إلى أن عملية الرصاص المصبوب أو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008 فشلت في تسوية قضايا أمن إسرائيل ولم تضعف من قبضة حماس المحكمة على القطاع بل على العكس،عرضت إسرائيل لوابل من الانتقادات الدولية نظرا لاستهدافها المدنيين وارتكاب جرائم حرب كما يزعم البعض وإفراطها في استخدام القوة. وأردفت تقول أن سوء التقدير والحسابات الخاطئة من جانب جميع الإطراف المعنية ستعيد لنا جولة جديدة من الفوضى من شأنها أن تزيد الأمور سوءا وخطورة. ولفتت المجلة إلى أنه ربما يكون صعب التكهن بسير مجريات هذا الصراع خلال الأيام القليلة المقبلة ولكن ما بات جليا هو أن اندلاع موجة العنف كان نتيجة "دوامة من الإحداث" التي تعيد صياغة بنية القوى داخل حركة حماس وعلاقاتها مع القوى الإقليمية بما في ذلك إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وأشارت المجلة إلى أنه خلال فترة عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008،امتنع قادة حركة حماس في القطاع عن شن هجمات ضد إسرائيل وحاولوا منع الجماعات المسلحة هي الأخرى ولكن هذه السياسيات شهدت تحولا على مدار العام الجاري ويعزى ذلك بدرجة كبيرة إلى التحولات الداخلية داخل بنية الحركة،على حد قول المجلة.