نشرت صحيفة "الجارديان البريطانية" تقريرا حول هجوم الاحتلال على قطاع غزة، اعتبرت فيه عملية اغتيال القائد العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، فعل متطرف ينذر بعواقب متطرفة، واشارت إلى أن توقيته يعد محاولة من نتنياهو لكسب تأييد الناخبين "الإسرائيليين" عن طريق توجيه ضربة حاسمة ضد حماس قبل الانتخابات المقرر إجراؤها يناير المقبل. وقالت الصحيفة، إن هذه العواقب تكمن في رد فعل نشطاء قطاع غزة الذين تعهدوا بانتقام عنيف واستئناف العمليات التفجيرية التي أفزعت المدن الصهيونية على مدى عقد أو أكثر من الزمان. وأضافت أنه على الرغم من أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، وصديقه المخلص وزير الدفاع، إيهود باراك، من المفترض أنهما وضعا مثل هذه العواقب محل اعتبار، إلا أن تاريخ الصراعات الأخيرة للكيان الصهيوني - عملية الرصاص المصبوب في غزة عام 2008 ولبنان عام 2006- قد تخللتها العديد من الحسابات الخاطئة حول قدرات وإمكانات "الخصم". وتابعت الصحيفة، إن عملية الرصاص المصبوب، التي أسفرت عن مقتل حوالي 1400 فلسطيني و 13 قتيلا صهيونيا، كانت هدفا دمويا و تضمنت عواقب سياسية ودبلوماسية "لإسرائيل"، لكن من دون تحقيق هدفها العسكري الرئيسي وهو، ردع حماس. وكما في عام 2008، فإن الأمر غير الواضح الآن أيضا فيما يتعلق بالقصف الجوي للكيان الصهيوني على القطاع هو إلى أي مدى قادة الاحتلال مستعدون للاستمرار في القتال في غزة، وعند أي نقطة سوف ينتهي هذا القتال؟. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إيهود باراك كان قد أعلن أن أهداف العملية هي تعزيز الردع "الإسرائيلي" واستنزاف البنية التحتية الصاروخية لحماس وإلحاق الضرر بالحركات الفلسطينية المسلحة الأخرى، ولكن وصفت الصحيفة هذه الأهداف بأنها مبهمة ويصعب تحديد مقياس نجاحها. وفى سياق متصل، قالت الجارديان إن قصف "إسرائيل" على قطاع غزة في هذا التوقيت يبدو أنه محاولة من نتنياهو -الذي يسعى جاهدا لإعادة انتخابه في يناير القادم- لإقناع وجذب الناخبين عن طريق توجيه ضربة حاسمة ضد حماس، لذلك فهو على الأرجح لا يستطيع التوقف الآن حتى يتم إيصال مثل هذه الضربة بشكل واضح. ومن جانبها، لفتت الصحيفة إلى أن القيود الدولية السابقة على تحركات نتنياهو هي غائبة في هذه المرة، حيث إنه لا توجد عملية سلام ملموسة، وليس هناك انخراط نشط للولايات المتحدة بعد أن تم عدم الاستجابة بطريقة مخزية لجهود فترة الولاية الرئاسية الاولى لباراك أوباما، إضافة إلى أن "الأطراف العربية المعتدلة" المفضلة للغرب ليس لها دور فعال. وقالت الصحيفة إن حرب نتنياهو على قطاع غزة ربما في نهاية المطاف تعزز سلطة حركة حماس في القطاع أو بدلا من ذلك تتسبب في انقسامات داخل الحركة وتفسح المجال لجماعات جهادية أكثرعنفا، وهي نتائج لا تخدم قضية التعايش السلمي التي أصبحت الآن في طي النسيان. Comment *