في الوقت الذي يتوجه فيه المواطنون الأمريكيون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، للاختيار بين أوباما، ورومني تنتظر سيدات أمريكا من ستكون سيدة البيت الأبيض للأربع أعوام المقبلة، "ميشيل" أوباما أم "آن" رومنى. ميشيل أوباما سيدة البيت الأبيض السمراء وزوجة الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون باراك أوباما ومحامية أمريكية تعتبر أول سيدة أولى من أصول أفريقية ، كما تعتبر أغني سيدة في العالم لعام 2010 حسب إحصائية مجلة فوربس وكثيراً ما يتم مقارنتها في الصحافة الأمريكية بجاكلين كينيدي من حيث المظهر والملبس والاتجاه العام لها ابنتان ماليا وساشا. ويصفها أنصارها بأنها جاكلين كينيدي الجديدة، لأنها تشبهها في شبابها وأناقتها ويرى أنصارها أنها تتمتع بالرقة والذكاء والفصاحة أما منتقدوها فيأخذون عليها صراحتها المبالغ فيها وسخريتها ويتهمونها بالعنصرية بينما تطلق عليها بعض وسائل الاعلام المحافظة اسم "النصف المر" لسناتور ايلينوي و"سيدة الاحتجاجات". تقول عن نفسها إنها "حالة فريدة فتاة سوداء نشأت في ساوث سايد (حي فقير) في شيكاجو ولا يفترض بي على الاطلاق ان اكون هنا". وتؤكد إنها كانت متحفظة على خوض زوجها السباق الى البيت الابيض ، لانها تريد المحافظة على حياتهم العائلية ووافقت بعد وضع شرطين هما ان ترى ابنتاها ماليا (10 سنوات) وساشا (7 سنوات) والدهما مرة في الاسبوع، وان يتوقف عن التدخين وقد التزم بالشرطين. وكانت ميشيل اوباما من ركائز حملة زوجها الانتخابية فقد أعطت مئات التصريحات إلى وسائل الاعلام الامريكية، كما توجهت بصوتها العريض إلى حشود كبيرة في مناسبات عدة متوقعة ان يصبح زوجها "رئيسا غير عادي". وشككت الكثير من وسائل الاعلام وايضا زوجة المرشح الجمهوري إلى الرئاسة سيندي ماكين في وطنية ميشال اوباما بعد ان قالت في فبراير امام حشد من الناخبين "للمرة الاولى في حياتي منذ ان اصبحت بالغة، اشعر بفخر حقيقي ببلدي". وشرحت ميشيل في وقت لاحق كلامها بالقول "بالطبع انا احب بلدي في اي بلد آخر غير امريكا، لا يمكن لقصتي ان تحصل". وغالبا ما تتعرض ميشيل اوباما للانتقادات بسبب طريقتها في الحديث عن زوجها المرشح الذي "يشخر اثناء نومه ورائحة فمه تكون مزعجة في الصباح"، كما انه لم يتعلم ابدا "وضع جواربه مع الغسيل القذر". وردا على الذين عبروا عن صدمتهم من هذه التعليقات، قالت "لا استطيع أن امسك لساني ودائما ما امزح مع زوجي واناكفه. وهو قادر على التعامل مع امرأة قوية وهذا من الاسباب التي تجعله قادرا على ان يكون رئيسا". ولا ترى نفسها تلعب دورا في الواجهة في البيت الابيض. وتقول انها تريد ان تكون اما قبل كل شيء وقد صرحت اخيرا "مع باراك اتكلم في كل شيء، لكنني لست مستشارته السياسية، انا زوجته". نشأت ميشيل أوباما في عائلة متواضعة من أربعة افراد كانت تعيش في الحي الاكثر فقرًا في شيكاجو في منزل من غرفتين. واضطر والدها فريزر روبنسون الموظف في البلدية، ان يعمل طيلة حياته، رغم اصابته بمرض التصلب العصبي المتعدد (ام.اس). وتولت والدتها ماريان تربية الولدين. ونجحت ميشيل بالرغم من الظروف الصعبة دخول جامعة برينستون العريقة ، وخلال دراستها علم الاجتماع، تناولت موضوع التمييز العنصري: كيف ينطبع الطلاب السود "بالهيكلية الاجتماعية والثقافية للبيض" ويبتعدون اكثر فاكثر عن مجتمعهم الاصلي. وبعد برينستون، دخلت كلية الحقوق في جامعة هارفرد قبل أن تصبح محامية في مكتب إدارة اعمال في شيكاغو حيث تعرفت على من سيصبح زوجها في ما بعد. وقد روى الزوجان بالتفصيل لقاءهما الاول، مشيرين الى ان ميشال قاومت في البداية قبل ان توافق على مرافقة باراك الى السينما في الموعد الاول. بعد زواجهما في 1992، تركت ميشيل القطاع الخاص لتعمل في بلدية شيكاجو، ثم في المستشفى الجامعي الذي تتولى حاليا نيابة رئاسته وهي مكلفة العلاقات الخارجية. آن رومني (63 عاما) زوجة المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الامريكية منذ 43 عاما، عرفت كيف تكسب قلوب الامريكيين اثناء الحملة الانتخابية التي كانت مهمتها فيها اضفاء مسحة انسانية على الصورة الباردة لزوجها. وبعد ان اتهمتها معلّقة ديمقراطية في ابريل الماضي بأنها «لم تعمل يومًا واحدًا في حياتها»، ردّت آن رومني بكتابة أول تغريدة في حياتها: «اخترت البقاء في المنزل وتربية ابنائي الخمسة صدقيني إنه عمل». وهبت أمريكا بأسرها وميشال أوباما في الطليعة مع أنها زوجة الرئيس المرشح الخصم لرومني، للدفاع عن عمل الأمهات في المنزل. وذلك ما أعطى دعمًا لزوجة المرشح الجمهوري بدون التشديد على الإطار المميّز الذي عاشت فيه على الدوام. لأن الشابة آن ديفيس، قبل أن تتزوج من رجل الاعمال السابق الفاحش الثراء لتشكل معه ثنائيا جذابا، ولدت ايضا وسط عائلة ثرية من مشيغن (شمال). ولم تكن قد تجاوزت العشرين عاما عندما تزوجت من الشاب ميت الذي كان في الثانية والعشرين وانطلق الثنائي للدراسة -آن ليسانس في الفرنسية في جامعة بريغهام يونغ في يوتا (غرب) حيث عاشا «في طابق تحت الارض يأكلان المكرونة والتون المعلب» كما روت امام مؤتمر الحزب الجمهوري وتناولت الصحافة الامريكية مقابلة قديمة تحدثت فيها بعد شهر عسل امضته في هاواي عن بيع اسهم في البورصة ما سمح للزوجين بالدراسة بدون الحاجة للعمل. وآن رومني التي تعوّدت على الحياة السياسية بعد ان كانت «السيدة الاولى» في ولاية ماساتشوستس التي كان زوجها حاكمها من 2003 الى 2007، لا تفارق الابتسامة محياها وقد عرفت كيف تجذب الانظار اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية. واصبحت الورقة المؤثرة لزوج كثيرا ما يبدو فاترا وبعيدا عن اهتمامات الطبقة الوسطى. وتقضي مهمتها ايضا بالسعي لكسب اصوات النساء اللواتي يصوتن في الغالب للديمقراطيين. وهي تجيد ركوب الخيل --تقول ان الجياد ساعدتها على تجاوز مرضها التصلب اللويحي-- وفازت بجائزة الترويض كما تعمل من اجل مساعدة الاطفال المحرومين.