رأت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا يحظى إلا باهتمام ضئيل من جانب الاتحاد المنشغل بقضايا يراها أكثر أهمية من حصول أنقرة على عضويته. وقالت المجلة، في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت، إن المفاوضات بهذا الشأن توقفت لسنوات لأسباب يراها الاتحاد الأوروبي كفيلة بعدم ضم تركيا إلى أعضائه، ومنها مؤشرات حقوق الإنسان هناك والنزاع بينها وجارتها قبرص والتي تحظى بعضوية الإتحاد وكذلك الشكوك التي تنتاب أعضاء رئيسيين بالإتحاد مثل ألمانيا وفرنسا حول قدرة أنقرة على الوفاء بمتطلبات الانضمام للكتلة الأوروبية التي تضم27 دولة. وأشارت المجلة إلى التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من العاصمة الألمانية برلين، الثلاثاء 30 أكتوبر، حينما قال إن تركيا ما لم يتم منحها العضوية الكاملة بحلول العيد المئوي لدولتها الحديثة عام 2023 ، فإن الإتحاد الأوروبي سيخسر فرصة أن يضم دولة "مزدهرة وجذابة"، غير أنه (أردوغان) اعترف في الوقت نفسه بأنه حدد هذا الموعد ليمنح الفرصة لبلاده بأن تتحول إلى قوة اقتصادية وسياسية على مستوى العالم. وتناولت "دير شبيجل" موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الطلب التركي بشأن فتح باب التفاوض مجددا، حيث قالت إن الاتحاد الأوروبي هو "شريك أمين في المفاوضات"، مضيفة أن المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد يمكن أن تبدأ مجددا "بصرف النظر عن وجود أسئلة لم نحصل على إجابات واضحة من تركيا لها". ولفتت المجلة الألمانية إلى أن التصريح الأخير لميركل يحمل نفس ما آل إليه تقرير اللجنة الأوروبية من معنى بشأن فشل تركيا في تحقيق إصلاحات ديموقراطية واتخاذ خطوات من شأنها أن تساعدها في الانضمام للاتحاد، وذلك منذ أن بدأت المفاوضات على هذا الصعيد عام 2005. ونوهت المجلة بالتباين في موقفي ميركل وأردوغان، فميركل بميولها المحافظة تفضل أن تظل دولة تركيا المسلمة "شريك متميز" للاتحاد الأوروبي وليست دولة كاملة العضوية به، بينما يرى أردوغان أن تركيا باقتصادها المزدهر وتزايد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط تستحق أن تلقى مزيدا من الإهتمام في القارة العجوز.