شهدت محكمة جنح مدينة نصر أحداثًا ساخنة أثناء نظرها ثالث جلسات محاكمة الشيخ " أبو إسلام" مدير مركز التنوير الإسلامي ، ونجله إسلام والصحفي هاني محمد ياسين. لاتهامهم بتمزيق الإنجيل أمام السفارة الأمريكية بسبب الفيلم المسيء للرسول الكريم، حيث نشبت مشادات كلامية بسبب إصرار المحكمة على سماع مرافعة النيابة دون الالتفات لطلبات الدفاع فقرر دفاع المتهمين الانسحاب والإصرار على طلب رد المحكمة. بدأت الجلسة في الساعة التاسعة والنصف صباحا برئاسة المستشار المعتصم بالله جبال، وبحضور ممثل النيابة العامة زياد الصادق ، وسكرتارية شعبان حسين وأحمد خليل. في بداية الجلسة طالب المستشار محمد نجيب المحامى استدعاء القائم مقام البابا لسؤاله عما إذا كان الكتاب الذي مزقه أبو إسلام أمام السفارة الأمريكية إنجيلا أم لا معتبرين أنه كتاب مترجم بالغة الانجليزية وهو كتاب القس تيرى جون وبيان إذا ما كان يتعبد به أي طائفة مسيحية أم لا ، وطالب دفاع المتهمين بتعويض مدني مقابل قدره مليون جنيه.
كما طالب بتشكيل لجنة فنية متخصصة لتفريغ السيديهات والأشرطة المقدمة من الشيخ أبو إسلام معتبرين أن تفريغ النيابة غير دقيق، واصفًا النيابة بأنها تقف موقفا معاديا للمتهمين.
كما طالب أحمد سيف الإسلام المحامى دفاع المتهم الثاني استدعاء إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة التحرير للإفادة بما نشره في الجريدة علي لسان أبو إسلام بحجة انه حوار مسجل مع المتهم الأول الشيخ أبو إسلام، واستخراج تصريح لمخاطبة مجمع البحوث الإسلامية للإفادة عما إذا كان الكتاب المترجم بالغات الأجنبية هل يعد مقدسًا وهل يجوز حمله دون طهارة من عدمه,وطالب الدفاع الالتماس باستخراج صورة رسمية من حكم محكمة القضاء الإداري عن قرار عزل البابا شنودة. كما طالب المحامى مخاطبة الكنائس المصرية الثلاثة المقدسة عما إذا كان كتاب القس "تيري جون" مقدس لديهم من عدمه وفى حالة تقديسه نفاد بالمحاضر المتخذة في هذا الشأن وأسماء المحاضر وبيان تاريخ الاعتماد. وإخطار مجلس الكنائس الثلاثة، لإثبات قدسية الكتاب الممزق أم لا، وتفريغ الاسطوانات المقدمة من المتهم الأول لأنها تحوى دليل براءته وإعادة تفريغ الاسطوانات لأنها استخدم فيها مونتاج غير من معالمها.
وردًا على طلبات الدفاع طالب ممثل النيابة من دفاع المتهمين إعادة قراءة التحقيقات بتمعن لأن هذه الطلبات لا تمد بصلة من قريب أو بعيد بالدعوى, ونوهت النيابة إلى أن أقوال المتهم في محضر التحقيقات تطابقت مع أقواله في مقاطع الفيديو التي تم تسجيلها أمام السفارة الأمريكية. واستنكرت النيابة طلب دفاع المتهمين حول استدعاء القائم بأعمال البابا وصلته بالقضية، وتمسكت النيابة بإبداء مرافعتها مما أدى إلى انسحاب دفاع المتهمين اعتراضا على عدم استجابة المحكمة لطلباتهم. بدأ زياد الصادق ممثل النيابة مرافعته قائلًا إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، ونحن نعيش في وقت مليء بالإحداث المتلاحقة التي يجب علي الجميع "لم الشمل" وترميم ما نستطيع ترميمه، إلا أنه يوجد مثل الشيخ أبو إسلام ممن يفتري على الله ورسوله بأفكاره المتطرفة والتحريض ضد غير المسلمين.
وأضافت النيابة أن أحداث الفتنة من المجاهدين الخارجين منذ ذكري 11 سبتمبر حيث تم الإساءة للإسلام من قبل الذين أرادوا باطلًا من خلال إشعال الفتنة التي تقضي على الأخضر و اليابس، وأن الشيخ أبو إسلام قد مزق معاني القران الكريم قبل أن تمس يده آيات الإنجيل. وأضاف أن ما جاء علي لسان أبو إسلام انه سيأتي بحفيده للتبول على الإنجيل يمثل عدم احترام واضح للمقدسات.
وأضاف ممثل النيابة أن الإسلام هو دين السلام والأمان ، حيث يقول كتاب الله " لا إكراه في الدين لكم دينكم و لي دين " ، والإسلام لا يأمر بالاعتداء على أهل الذمة ، إلا أن ما فعله أبو إسلام يعتبر مساس بوحدة الوطن.
وأكد المدعون الأقباط بالحق المدني في أقوالهم أمام محكمة جنح مدينة نصر، أن الشيخ أبو إسلام رئيس قناة الأمة المتهم بتمزيق الإنجيل قد ارتكب بواقعته الدنية تحريض على أقباط مصر و هدد أرواحهم وأموالهم للخطر. وقال ممدوح رمزي المدعي بالحق المدني أن الإنجيل لا يتجزأ ولا فرق بين إنجيل مصر وأمريكا وإلا يعتبر القران المترجم غير مقدس وما فعله أبو إسلام يمثل تحريضًا مباشرًا على أقباط مصر مما يهدد الأمن القومي لمصر.
و وصف احد المدعين اعترافات الشيخ أبو إسلام بالواقعة يمثل تناقض بين مستبسل لأمره وفاقد لوعيه. فيما أكد المحامي نجيب جبرائيل أن أبو إسلام قد مس الكرامة الدينية و وضعها موضع السخرية والاستهزاء حيث انه اعتاد إهانة الديانة المسيحية.
كما أشاد المدعون بمرافعة النيابة العامة ضد الشيخ أبو إسلام ، بينما نشبت مشادة كلامية بسيطة بين دفاع المتهم و احد المدعين عند إلقائه كلمة امام هيئة المحكمة
وأمام قاعة المحكمة تجمع العشرات من أنصار الشيخ"ابو اسلام" حاملين لافتات مدون عليها"فليعد للدين عزه وليعد للقران هيبته"، و"تحذير لقد نفذ رصيدكم"، و"من يحرق كتاب ربنا حرق كتابه وقلبه وكنيسته أسد هذه الأمة أبو اسلام" وأخذوا يهتفوا مرددين"اسلامية...إسلامية...لا شيوعية ولاصليبية...اسلامية 100%"
وعقب انتهاء الجلسة حدثت مشادات كلامية بين انصار "ابو اسلام" ومحامى المدعى بالحق المدني وقام عدد من المسيحيين بمحاولة تمزيق بعض الشعارات لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معلقة على إحدى السيارات منها"حبيبي يا رسول الله" فتدخلت قوات الأمن للفصل بينهما, واخذ أنصار أبو إسلام يهتفون "يا موريس مش هنسيبك لو أخر الدنيا هنجيبك.. ياموريس يا خسيس سيدنا النبي مش رخيص..لا اله إلا الله الإسلام حبيب الله".