هي فتاة باكستانية صغيرة لا يتجاوز عمرها الأربعة عشر ربيعا ولكنها كتبت اسمها بأحرف من نور في سجل الإنسانية وتاريخ العالم المتحضر. فمنذ كانت في الحادية عشر من العمر وهي تكتب يومياتها باللغة الأردية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المعاناة في ظل قمع طالبان وتشن حملة من أجل تعليم البنات. "مالالا" كانت عائدة يوم الثلاثاء الماضي من المدرسة إلى بيتها في وادي سوات بباكستان عندما هاجمها مسلحون وأطلقوا عليها ثلاث رصاصات أصابتها في الرأس. يتوقف التاريخ عند هذه اللحظة عندما يقدم إرهابيون يتمسحون بالإسلام وتتملكهم الكراهية على اغتيال فتاة صغيرة هي في نهاية المطاف مجرد طفلة لمجرد أنها أعملت عقلها وفكرت وقررت رغم حداثة سنها أن تكون مع المستقبل ضد خفافيش الظلام أعداء الحياة والحب والحرية . وقد أعلنت حركة طالبان أن "مالالا" تروج للعلمانية وأنها سوف تستهدفها مرة أخرى!!. طالبان وأمثالها من الجماعات الظلامية في عالمنا الثالث المبتلى بهم لا تريد أن تتعلم أن دماء "مالالا" المراقة ستروي تربة متعطشة للحرية وستنبت الآلاف من "مالالا".. فكلنا "ملالا يوسف". مالالا في غيبوبة تصارع الموت وقد حملتها طائرة عسكرية الى بريطانيا للعلاج .. وأملنا كبير في رحمة الله بهذه الزهرة الصغيرة.. يا رب نجها وخيب مسعى الظاملين..