الإسكندرية : محمد مجلي الكلمة من أخطر ما يكون فهي قد تنجي صاحبها من المهالك وربما تكون كلمة واحدة تخرج من فم أي شخص وتتسبب في هلاكه. وهذا ما حدث مع هذا الشاب الصعيدي الذي ترك بلدته في اعماق الصعيد وسافر إلى عروس البحر الابيض المتوسط بحثًا عن لقمة عيش لم يجدها في بلدته الصغيرة لم يدرِ انه سيعود إليها على اجزاء. نعم هذا ماحدث بعد أن قتله صديقه وجاره في المسكن بعد كلمة تلفظ بها وكانت كلمته الأخيرة. التفاصيل الكاملة للجريمة التي أفزعت أهالي الإسكندرية في السطور التالية. وسط أجواء شتوية باردة وسماء ملبدة بالغيوم تتساقط معها قطرات المطر الخفيفة، استيقظ أهل منطقة أبو يوسف بنطاق حي العجمى، غربي محافظة الإسكندرية، على رائحة كريهة تصل إلى حد العفونة، إلا أنه تبين لهم أنها صادرة عن أحد صناديق القمامة والمخلفات فى المكان المخصص لذلك، وتحقق لهم ما توقعوا، بعد أن عثر بعض العمال والنباشين على بقايا أجزاء بشرية داخل جوال لشخص مجهول الهوية، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية والتى ساهمت يقظة رجالها وفطنتهم إلى سرعة فك لغز العثور على الجثة. سر الجريمة تفاصيل الجريمة فى طياتها باتت منذ اللحظة الأولى أنها تشير إلى وجود سر كبير وراء مقتل هذا الشخص الذي يبدو أنه فى نهاية العقد الثالث وبداية العقد الرابع وتبين أنه جرى تقسيمه إلى 4 أجزاء مما يدل منذ اللحظة الأولى على بشاعة المشهد وصعوبته وأنه انتقام لسبب كبير، إلا أن التحقيقات كان لها الرأي الفصل فى الواقعة التي اثارت قلقًا كبيرا بعد أن تبين أن مرتكب الجريمة هو شخص قام بقتل صديقه الذي يسكن معه بنفس الشقة بعد أن حضر كليهما من بلده بحثًا عن لقمة العيش، وتبين أن سبب ارتكاب الجريمة هو اتهام المجنى عليه للمتهم بالاستيلاء على مبلغ مالى من إحدى السيدات اللاتي يقدمن لها خدمة نقل اثاث منزلي واكتشفت ضياع مبلغ مالى 1200 جنيه لكنهما اكدا عدم درايتهما بالأمر فتركتهما لكن القصة ظلت فى ذهن المجنى عليه. بلاغ للأمن تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية برئاسة اللواء رشاد فاروق، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة الدخيلة، يفيد بالعثور على جثة شخص ومتعلقاته داخل جوال أبيض والجثة مقطعة لأجزاء وغير مكتملة وذلك بأحد مقالب القمامة بنطاق أبو يوسف دائرة القسم. على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط مباحث قسم شرطة الدخيلة، والأجهزة المعنية إلى موقع الحادث وذلك لبدء البحث فى كشف لغز العثور على الجثة. ونجحت الأجهزة الأمنية فى كشف هوية المجنى عليه؛ تبين أنه يدعى (ع. ع .ص)، فى العقد الرابع من العمر، عامل باليومية وتبين أنه مقيم بدائرة القسم، رفقة اثنين من أصدقائه العاملين باليومية وأنهم استأجروا مسكن وتقاسموا ثمنه حيث أقام كل منهم فى غرفة، وتبين أن مرتكب الجريمة هو أحد الشخصين المقيمين فى ذات الغرفة ويدعى (ط .ج.ع)، فى العقد الرابع من العمر، عامل باليومية، وذلك بعد أن رصدته الكاميرات يحمل جوال ويسير به منذ نزوله من محل سكنهم حتى وصوله إلى مقلب القمامة الذي كان يقصده وتم العثور على الجثة بداخله. ضبط المتهم خلال 6 ساعات تقريبا نجحت الأجهزة الأمنية فى فك لغز الجريمة حيث جرى تقنين كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتم إعداد كمين للمتهم وتم إلقاء القبض عليه خلال فترة وجيزة وتم اقتياده إلى قسم الشرطة لبدء التحقيق معه حيث أدلى بتفاصيل الجريمة بالكامل واعترف بارتكاب الجريمة وأنه من قتل صديقه فى العمل داخل المسكن الذي يعيشان فيه. وخلال إجراء التحقيقات اللازمة مع المتهم ومواجهته بما جاء فى تحريات المباحث الجنائية، كشف المتهم عن تفاصيل صادمة، موضحًا أن سبب ارتكابه جريمة القتل لصديقه هو الخلاف على 1200 جنيه، سُرقت من إحدى السيدات اللاتي كانوا يعملون لديها. حيث كشفت التحقيقات؛ أن المتهم من إحدى محافظات الصعيد وأنه كان بدون عمل حتى نصحه المقربون بالسفر إلى محافظة الإسكندرية من أجل العمل والكسب الحلال، وعلى الفور وافق ليحضر إلى عروس البحر الأبيض المتوسط، منذ ثلاثة أعوام ليقوم بمهام عامل باليومية وأنه فور نزوله استقر بمنطقة أبو يوسف بنطاق حي العجمى، دائرة قسم شرطة الدخيلة، حيث أقام رفقة عمال بذات الشقة وهى عبارة عن غرفتين وصالة وأقام بها رفقة كل من المجنى عليه (ع .ع .ص)، وشخص أخر يدعى (م .ا .ل)، عامل، موضحًا أن المجنى عليه كان يقيم فى غرفة، بينما يقيم هو رفقة زميلهم الثالث فى الغرفة الثانية. وأوضحت التحقيقات؛ أن المتهم والمجنى عليه تعرفا على بعضهما البعض منذ وصوله الأول لمحافظة الإسكندرية ونشأت بينهم علاقة صداقة بحكم العمل والإقامة بمسكن واحد وأصبحوا قريبين ويتناولون الطعام سويا ويتواصلون يوميا سواء جمعهم عمل واحد كونهم عمال باليومية، أو تفرقا ليكون كل واحد فى عمل منفصل. 1200 جنيه وكشفت التحقيقات، أن المجنى عليه طلب من المتهم أن يشاركه إحدى الأعمال لدى إحدى السيدات وهى نقل أثاث منزلي «عفش» بمنطقة البيطاش، بنطاق حي العجمى، وعقب وصولهما إلى العمل والانتهاء من نقل العفش، استفسرت منهم صاحبة العمل عن وجود مبلغ مالي يقدر ب 1200 جنيه موجودة بدرج الكمودينو، الذي كان ضمن المنقولات، فأجابوها بعدم مشاهدة المبلغ وأنهما لم يأخذ أي منهم المبلغ التي تستفسر عنه. وقال المتهم خلال اعترافاته: «طلبنا من السيدة تفتيشنا أو إبلاغ الشرطة عنهم لتفتيشهم واذا كان لها ستحصل عليه، إلا أنها رفضت واستعوضت ربنا قائلة، ربنا يعوض عليا، وعقب انتهاء العمل عادا إلى المنزل ومارسا حياتهما بصورة طبيعية. وبحسب التحقيقات، مرت الأيام واسبوع وراء أسبوع وشهر تلو الآخر، وبعد مرور سنة وتحديدًا الجمعة الماضية، فوجئ بأن المجنى عليه يطلب منه مبلغ من المال وهو 1200 جنيه قيمة المبلغ الذي فقدته السيدة، لافتا أنه وجه له الاتهام بسرقتهم، مؤكدا أنه أنكر علاقته بالواقعة وأنه ليس حرامي حتى يقوم بسرقة السيدة، لافتا أن المجنى عليه قبل الواقعة كان توقف عن العمل لفترة طويلة وبدأ فى الاستدانة والاعتماد على المقربين فى الحصول على المال بدعوى ردها بعد عثوره على فرصة عمل. وأشارت التحريات، إلى أن المجنى عليه شكك فى كلام المتهم وتعدى عليه بالسب ووجه له ألفاظا نابية تطال من الأم والأب ثم تطورت المشادة الكلامية إلى مشاجرة ثم توقفا ثم عاود المجنى عليه طلب المبلغ وأن المتهم أكد له أنه مش حرامي فتطاول عليه مجددا ًووجه له ألفاظا وشتائم ما جعله يفكر فى الانتقام والتخلص منه. عقاب شديد تفاصيل ارتكاب الجريمة جاءت صادمة بحسب ما أدلى به المتهم خلال اعترافاته، حيث أوضح أنه قرر معاقبة المجنى عليه وعزم النية على قتله وبالفعل انتظر خروج صديقهم الثالث الذي يقيم معهم بذات الشقة، وقام بإغلاق باب المنزل المقيمين بداخله وأحكم غلق كافة منافذ الشقة حتى لا ينكشف أمرها وأحضر عدد 2 سلاح أبيض عبارة عن سكينتين الأولى كبيرة الحجم والثانية صغيرة وتوجه إلى غرفة نوم المجنى عليه وطالبه بالذهاب إلى السيدة لإنهاء الخلاف إلا أن الأخير رفض، فأخرج السكينة الصغيرة وضعها فى رقبة المجنى عليه ثم طعنه طعنة أخرى فى صدره. وبحسب أقوال المتهم، أشار إلى أنه لم يكتف بذلك فأخرج السكينة الكبيرة وسدد له عدة طعنات استقرت في البطن ثم قطع الجثة لأجزاء ودفن منها أجزاءً فى الشقة، ثم أخذ باقي الجثمان ووضعه فى جوال و ألقاه بأحد صناديق القمامة كما وضع كافة متعلقاته فى الجوال حتى لا يفتضح أمره. وأكد المتهم، أنه اتخذ قرار القتل والتخلص من المجنى عليه وذلك انتقامًا من المجنى عليه بعد قيامه بسبه بأفظع الشتائم وأنه نال خلال شتمه وسبه من الأم والأب بالإضافة إلى أنه اتهمه بالسرقة وطعن فى ذمته فقرر معاقبته وقتله وتقطيعه إلى أجزاء. أودع المتهم فى الحبس وتحرر محضر بالواقعة واخطرت الجهات المعنية لمباشرة التحقيق في الواقعة، ووضعت جثة المجنى عليه تحت تصرف النيابة العامة. وبدأت نيابة الدخيلة الجزئية إجراء التحقيقات اللازمة والموسعة فى الواقعة مع المتهم وذلك تحت إشراف المستشار عمر أبوكليلة، وكيل النائب العام لنيابة الدخيلة بالإسكندرية، حيث أمر بحبس المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق وطلب تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة بالمكان ومناقشة المتهم والتصريح بدفن جثة المجنى عليه عقب انتهاء الطب الشرعي من تشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة ومطابقتها بأقوال المتهم. اقرأ أيضا: خلاف عائلي يتحول إلى جريمة قتل.. أنهت حياة زوجها ب4 طعنات