كانت السنة التي توشك على الرحيل رائعة بشكل لا يصدق لعشاق سينما الرعب، حيث قدمت شركات الإنتاج المستقلة الصغيرة واستوديوهات هوليوود على حد سواء جرعة مكثفة من الرعب. في هذا العام 2025، راهنت قناة وارنر بروذرز ديسكفرى بقوة على أفلام الرعب الأصلية، مانحة مخرجين مثل رايان كوجلر وزاك كريجر حرية سرد أي نوع من القصص التي يرغبون بها. في الوقت نفسه؛ أعاد داني بويل إحياء فيلمه الرائد عن الزومبي 28 Days Later بجزء ثانٍ جميل بشكل مذهل تدور أحداثه بعد الجائحة؛ ورأينا أيضًا رواية ستيفن كينج التي طال انتظارها تُعرض أخيرًا على الشاشة الكبيرة. حتى أن المخرج رايان جونسون انضم إلى هذه الموجة شديدة الرعب بفيلمه الثالث من سلسلة Knives Out؛ والذي حمل اسم Wake Up Dead Man. ولهذا كان اختيار الأفضل لهذا العام أشبه بمهمة مستحيلة؛ لكننا قمنا بها على أي حال. وفي السطور التالية نستعرض أفضل 5 أفلام رعب لعام 2025: Sinners كانت التوقعات عالية لأول أعمال المخرج رايان كوجلر Fruitvale Station الذي عرض في 2013. ومع فيلمه الأخير Sinners؛ فاق الأمر التوقعات؛ مقدمًا أفضل فيلم رعب لهذا العام، وواحدًا من أفضل أفلام مصاصي الدماء في الذاكرة الحديثة. عندما يعود التوأمان سموكستاك، وهما محتالان ذو ميول إجرامية، إلى مسقط رأسهما في ولاية ميسيسيبي ومعهما مبلغ مريب من المال، يبدآن في افتتاح ملهى ليلي جديد؛ ليوقظا من خلاله عن غير قصد شراً كامناً. يقدم النصف الأول من فيلم Sinners قصة مؤثرة عن حقبة تاريخية تسلط الضوء على الظلم العنصري والاقتصادي في جنوبالولاياتالمتحدة خلال فترة العمل بقانون جيم كرو، لكن الفيلم ينقلب فجأة إلى رعب عندما تظهر عصابة من مصاصي الدماء في الملهى وتبدأ في إحداث الفوضى. أما النصف الثاني فيتحول إلى فوضى دموية؛ مقدمًا رؤية جديدة لسينما الرعب، من المرجح أن يقلدها مخرجون آخرون لسنوات قادمة. 28 Years Later على نحو غير متوقع؛ جاءت عودة المخرج داني بويل والسيناريست أليكس جارلاند إلى سلسلة أفلام الزومبي التي قلت جماهيريتها؛ لتكون أفضل أعمالهما منذ سنوات. يقدم جارلاند سيناريو محكمًا وعميقًا يوسع النطاق الموضوعي لهذه الأفلام؛ ليشمل الحزن والموت وأهمية العائلة؛ ومعه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ دون إفراط في استخدام الاستعارات أو إظهار تفاصيل عمله. أما بويل الشهير بحيويته، حيث يصور بسرعة وعفوية باستخدام هاتف آيفون، ويتعاون مع مدير التصوير أنتوني دود مانتل ليقدم رؤية معاصرة وجميلة بشكل خطير. لكن النجم الحقيقي هو رالف فاينس، لذي يظهر في منتصف الفيلم في دور كان من الممكن أن يكون مجرد أداء مبالغ فيه، لكن فاينس يضفي على شخصيته، وعلى الفيلم بأكمله، عمقًا روحيًا، بالتزامن مع وصول رحلة الفتى سبايك البالغ من العمر 12 عامًا، ووالدته إيسلا إلى ذروتها العاطفية. إنه فيلم مؤثر بشكل غير متوقع وعميق للغاية؛ فيلم زومبي واقعي ومنعش ومؤثر إلى أقصى حد ممكن. Weapons عندما يهرب فصل كامل من أطفال الصف الثالث الابتدائي من منازلهم بشكل غامض؛ يوجه سكان بلدة مايبروك في ولاية بنسلفانيا أصابع الاتهام إلى معلمة الأطفال المفقودة، جوستين. تنتشر شائعات الاختفاء كالنار في الهشيم في البلدة الصغيرة؛ مما يدفع جوستين إلى لقاء آرتشر الغاضب. وبينما يحاول الاثنان كشف الحقيقة؛ يكتشفان أن الطالب الوحيد المتبقي لجوستين - وهو صبي صغير يدعى أليكس - يعيش مع قريبة له غريبة الأطوار تُعرف باسم جلاديس؛ وهي ليست كما تبدو على الإطلاق. فيلم الإثارة غير التقليدي للمخرج زاك كريجر عمل غريب الأطوار؛ لكنه نوع جيد من الغرابة؛ ولا تمنع مواضيعه المظلمة من ظهور مواهب كريجر الكوميدية بوضوح. تتخلل الفيلم نكات سوداء لاذعة تخرج الضحكات بصوت عالٍ؛ وفي نفس الوقت لا تقلل أبدًا من رعب فكرته الأساسية. في نهاية المطاف؛ يعد فيلم Weapons إضافة رائعة إلى عالم أفلام الرعب؛ فهو يتميز بتصوير بديع وأداء تمثيلي متقن وكتابة بارعة. لا يتوسع الفيلم في شرح نفسه؛ ولكن بدلاً من أن يؤثر ذلك سلبًا على جودته؛ يصبح هذا الغموض بمثابة مرآة للمشاهدين ليتأملوا فيها. يثق المخرج كريجر في قدرة المشاهدين على استنتاج رمزية الفيلم ومعناه الأعمق بأنفسهم؛ بدلًا من الخوض في سرد مفصل ومفرط في الشرح؛ الأمر الذي من شأنه أن يفسد متعة وإثارة التجربة. Wake Up Dead Man: A Knives Out Story فيلم Wake Up Dead Man للمخرج رايان جونسون - بتفاصيله الدقيقة والأنيقة - ليس فيلم رعب تقليدي ولا قصة مس شيطاني؛ لكن عند النظر إليه من منظور الرعب؛ يبدو أقرب إلى قصص إدجار آلان بو بشكل أكبر من الجزءين الأولين في السلسلة. يتخلى الفيلم الجديد عن أجواء القصر الريفي المريح على طريقة أجاثا كريستي في الفيلم الأول؛ وعن أجواء الجزيرة المشمسة في الفيلم الثاني؛ لصالح توجه أكثر قتامة وظلامًا. تتراكم الجثث في بلدة صغيرة؛ حيث تدور الأحداث غالبًا في كنيسة موحشة وغابة كثيفة وضريح. لكن العناصر الأكثر دلالة هي دوافع جرائم القتل في هذا الفيلم؛ والطريقة التي يعرضها بها جونسون على الشاشة. مشهد فلاش باك لانهيار امرأة بشكل مأساوي صوره المخرج بأسلوب أفلام المس الشيطاني؛ بينما المواجهة داخل الغابة تبدو وكأنها مشهد من فيلم رعب. يحمل فيلم Wake Up Dead Man جوانب عديدة؛ فهو يتضمن دراسة متعمقة للدين؛ ووسيلة لجونسون للارتقاء بمستواه ككاتب ومخرج؛ ولكنه أيضًا تحول واعٍ نحو أسلوب سردي مختلف؛ أكثر قتامة ورعبًا وقمعًا من أفلامه السابقة مع المحقق بينوا بلان. Companion عندما ابتعد فيلم M3gan 2 هذا العام عن خط أفلام الرعب؛ جاء فيلم Companion ليملأ الفراغ. لكن هذا الفيلم الروائي الأول للكاتب والمخرج درو هانكوك - الذي سبق له كتابة فيلم Blue Mountain State - يتخذ منحى مختلفًا تمامًا في أفلام الإثارة التي تدور حول الذكاء الاصطناعي. يقدم فيلم Companion البشر كأشرار؛ بدلًا من الروبوت المرافق آيريس، التي أبدعت في تجسيدها الممثلة صوفي تاتشر، نجمة الدراما الناجحة Yellow Jackets. تبدأ الأحداث بقتل آيريس - غير مدركة أنها كائن اصطناعي - لرجل دفاعًا عن النفس. ومع تطور القصة؛ يتضح أن البشر المحيطين بها هم من يصابون بالجنون؛ سواء كان ذلك بسبب الغضب أو الغيرة أو الأنانية، حتى الوصول لذروة الفيلم - وهي ذروة مُرضية - وإن لم تخل من لحظات محبطة تثير الدهشة من مدى انحدار شخصيات البشر. اقرأ أيضا: فيلم The Wailing.. حينما يتحول العنف الجنسى إلى مسخ يطارد النساء