لم يكن الكيوي يومًا في صدارة الفواكه المرتبطة بصحة الجهاز الهضمي، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة غيرت هذه الصورة تماما. وهذه الفاكهة الخضراء ذات القشرة الخشنة انتقلت من مجرد عنصر غذائي غني بالفيتامينات إلى حل طبيعي مدعوم بالأدلة لمشكلة شائعة يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم: الإمساك. والأهم أن فوائد الكيوي لم تعد محل اجتهادات أو نصائح شعبية، بل حصلت على اعتراف رسمي من هيئات تنظيمية كبرى في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في خطوة نادرة في عالم الادعاءات الصحية، وفقًا لموقع "unecuisine-pourtous. اقرأ أيضًا | أبرز فوائد الكيوي.. يعزز المناعة ويحمي القلب والبشرة - اعتراف رسمي غير مسبوق تشير القوانين الصحية في أوروبا وبريطانيا إلى أن أي ادعاء يتعلق بفائدة غذائية يجب أن يستند إلى دراسات سريرية دقيقة، ولهذا السبب، نادرًا ما يُسمح للأطعمة، حتى الغنية بالألياف، بأن تُسوق نفسها كعلاج مباشر لمشكلة صحية. في هذا الإطار، يُعد الكيوي استثناءً لافتًا؛ إذ أصبح الفاكهة الوحيدة التي يُسمح لها رسميًا بالادعاء بأنها تساعد على تحسين حركة الأمعاء، هذا الاعتراف لم يأتِ من فراغ، بل بُني على سلسلة من التجارب العلمية الموثقة. - ماذا تقول الدراسات ؟ أُجريت عدة دراسات على بالغين يعانون من الإمساك المزمن، حيث طُلب من المشاركين تناول حبتين من الكيوي يوميًا لفترة تراوحت بين عدة أسابيع وشهر، دون تغيير نظامهم الغذائي أو نمط حياتهم. النتائج كانت واضحة : زيادة منتظمة في عدد مرات التبرز تحسن ملحوظ في راحة الجهاز الهضمي انخفاض الشعور بالانتفاخ والانزعاج تحسن عام في عملية الهضم وفي بعض الحالات، أظهرت النتائج أن تأثير الكيوي كان مماثلًا أو أفضل من تأثير بعض الملينات الخفيفة، ولكن دون آثار جانبية مزعجة. - لماذا الكيوي تحديدًا؟ يرجع الخبراء فعالية الكيوي إلى تركيبته الغذائية الفريدة، التي تجمع بين عدة عناصر داعمة لصحة الأمعاء: 1- الألياف الغذائية المتنوعة يحتوي الكيوي على: ألياف قابلة للذوبان، تساعد على تليين البراز ألياف غير قابلة للذوبان، تعزز حركة الأمعاء هذا التوازن يجعل تأثيره لطيفًا وطبيعيًا. 2- إنزيم الأكتينيدين وهو إنزيم نادر نسبيًا في الفواكه، يساعد على هضم البروتينات، ما يخفف العبء عن الجهاز الهضمي ويحسن عملية الامتصاص. 3- محتوى مرتفع من الماء الماء عنصر أساسي لعمل الألياف بكفاءة، والكيوي يوفر هذا العنصر بشكل طبيعي، ما يعزز تأثيره دون التسبب في تهيج الأمعاء. نصائح عملية للاستفادة القصوى من الكيوي استنادًا إلى الأبحاث والتوصيات العلمية، يمكن اتباع الإرشادات التالية: - الجرعة المثالية تناول حبتين من الكيوي الأخضر يوميًا يُفضل تناولهما في الصباح أو بين الوجبات - مدة الاستخدام الاستمرار لمدة 3 إلى 4 أسابيع على الأقل لملاحظة النتائج بوضوح - طريقة التناول يُفضل تناوله نيئًا يمكن إضافته إلى الزبادي، أو السلطات، أو العصائر دون طهي، لأن الطهي قد يقلل من فعالية الإنزيمات - شرب الماء احرص على شرب كمية كافية من الماء يوميًا نقص السوائل يقلل من فاعلية الألياف، مهما كانت جودتها - ما الذي لا يفعله الكيوي؟ رغم فوائده المثبتة، يشدد الباحثون والمنظمون على أن الكيوي: لا يُغني عن نمط حياة صحي لا يعوض قلة الحركة أو التوتر المزمن ليس علاجًا لكل اضطرابات الجهاز الهضمي لكنه يُعد أداة طبيعية فعالة ضمن منظومة متكاملة تشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني. قصة الكيوي مع الإمساك مثال واضح على كيف يمكن للعلم أن يعيد تقييم أطعمة بسيطة ويمنحها مكانة طبية معترف بها، فبدلًا من الاعتماد على الحلول الدوائية فقط، يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام خيارات غذائية طبيعية، آمنة، ومدعومة بالدليل. وبينما تبقى العادات الصحية أساسًا لا غنى عنه، يبرز الكيوي اليوم كفاكهة صغيرة تحمل أثرًا كبيرًا على راحة الجهاز الهضمي وجودة الحياة اليومية.