◄ «فرحات»: الرئيس السيسي وضع إطارًا شاملًا للتحديات الحقيقية التي تواجه التنمية في أفريقيا ◄ «أبو النصر»: العلاقات المصرية الروسية نموذجًا ناجحًا للشراكات الدولية القائمة على التعاون طويل الأمد ◄ «سوزي»: الرئيس السيسي يؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك القائم على التنفيذ الفعلي وليس الاكتفاء بالشعارات جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في منتدى «روسيا – أفريقيا» لتجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه قضايا القارة السمراء، واضعة التنمية الشاملة والاستقرار المستدام في صدارة الأولويات. وقد رأى سياسيون أن الكلمة عكست رؤية إستراتيجية واعية للدور المصري في أفريقيا، تقوم على دعم الشراكات المتوازنة، واحترام سيادة الدول، وتعزيز فرص النمو، بما يسهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تشهدها القارة، ويعزز مكانة مصر كفاعل رئيسي في دعم الاستقرار الإقليمي. وعكست كلمة الرئيس السيسي، التزامًا مصريًا ثابتًا تجاه دعم قضايا القارة، وذلك انطلاقًا من مسؤولية تاريخية ورؤية مستقبلية تؤمن بأن التنمية الحقيقية هي الطريق الأضمن للاستقرار، حيث أتفق خبراء السياسة، في تصريحات ل «بوابة أخبار اليوم»، على أن الرسالة المصرية حملت وضوحًا وصدقًا في الطرح، ورسخت صورة مصر كشريك موثوق يسعى إلى بناء أفريقيا قوية وقادرة على مواجهة تحدياتها، عبر التعاون المشترك والعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا لشعوب القارة. من جانبه، أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه بالوزراء ورؤساء الوفود الأفريقية المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «روسيا – أفريقيا» عكست بوضوح عمق الرؤية المصرية تجاه قضايا القارة الأفريقية، و أكدت أن مصر تتحرك انطلاقا من إدراك استراتيجي بأن أمن واستقرار وتنمية أفريقيا تمثل امتدادا مباشرا للأمن القومي المصري. وأوضح فرحات أن الرئيس السيسي وضع إطارا شاملا للتحديات الحقيقية التي تواجه التنمية في أفريقيا، وفي مقدمتها ضعف البنية التحتية ونقص التمويل وارتفاع المخاطر، لكنه في الوقت نفسه قدم خريطة طريق عملية تقوم على خمسة محاور رئيسية، تشمل دعم الممرات الاستراتيجية والمناطق اللوجستية، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، ودعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي، وتعميق التجارة البينية الأفريقية، إلى جانب التركيز على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، بما يوضح وعي القيادة السياسية بمتطلبات المستقبل والتحولات العالمية. وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن حديث الرئيس عن الاستثمارات المصرية في أفريقيا، والتي تجاوزت 12 مليار دولار، وحجم التبادل التجاري الذي تخطى 10 مليارات دولار، يؤكد أن الدور المصري في القارة لم يعد مقتصرا على الدعم السياسي والدبلوماسي فقط، بل أصبح قائما على شراكات اقتصادية وتنموية حقيقية تسهم في خلق فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب أفريقيا. وأكد فرحات أن تأكيد الرئيس السيسي على رفض الإجراءات الأحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، وعلى رأسها نهر النيل، ييرز موقفا مصريا ثابتا يقوم على احترام القانون الدولي وتحقيق المنفعة المشتركة دون إضرار بأي طرف، مشددا على أن مصر كانت وستظل داعمة للتعاون مع دول حوض النيل من أجل التنمية المشتركة، مع الحفاظ على حقوق دول المصب. وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الرسائل المتعلقة بأهمية استقرار منطقة القرن الأفريقي وأمن الملاحة في البحر الأحمر، ومشاركة مصر في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، يجسد إدراكا مصريا عميقا للترابط بين الأمن الإقليمي والاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات. وشدد فرحات على أن كلمة الرئيس السيسي حملت رسائل طمأنة وشراكة حقيقية للدول الأفريقية، و رسخت دور مصر كقاطرة للعمل الأفريقي المشترك، وداعمة للإصلاح العادل للنظام الدولي، بما يضمن تمثيلا منصفا للقارة الأفريقية في مؤسسات الحوكمة العالمية، ويحقق تطلعات شعوبها في الاستقرار والتنمية والازدهار. ◄ شراكات دولية متوازنة وفي ذات السياق، أكد النائب محمد عبدالعال أبو النصر، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، أن اللقاء الهام الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية، يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، ويجسد حرص القيادة السياسية المصرية على تعزيز الشراكات الدولية المتوازنة التي تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، موضحا أن توقيت اللقاء يحمل دلالات خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، بما يعكس الدور المحوري لمصر كركيزة أساسية للاستقرار والتوازن في محيطها الإقليمي والدولي. وأضاف أبو النصر، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن اعتزازه بمسار العلاقات المصرية الروسية، تعكس رؤية واضحة لتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، موضحاً أن تأكيد الرئيس على أهمية مشروعات التعاون الاستراتيجي المشتركة، وعلى رأسها مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع محطة الضبعة النووية، يعكس إصرار الدولة المصرية على توطين التكنولوجيا المتقدمة، ودفع جهود التنمية المستدامة، وجذب الاستثمارات النوعية التي تخدم الاقتصاد الوطني. وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن إشادة الرئيس بانعقاد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة روسيا – أفريقيا، الذي تستضيفه مصر، تعكس بوضوح ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري تجاه القارة الأفريقية، موضحاً أن تصريحات الرئيس بشأن أهمية هذا المؤتمر في تعميق الشراكة الاقتصادية والتنموية بين روسيا والدول الأفريقية تمثل دعمًا عمليًا لأجندة أفريقيا 2063، وتسهم في تعزيز السلم والاستقرار داخل القارة، بما يحقق المصالح المشتركة، ويدعم مسارات التنمية الشاملة للدول والشعوب الأفريقية. وأشار أبو النصر إلى أن تناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة والسودان وليبيا، يعكس ثوابت السياسة الخارجية المصرية القائمة على دعم الحلول السياسية، ورفض التصعيد، والحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، مؤكداً أن موقف الرئيس الداعي إلى وقف الحرب في غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد في المنطقة، يعبر عن الدور الإنساني والسياسي المسؤول الذي تضطلع به مصر، ويؤكد مكانتها كوسيط موثوق يسعى لحماية الأمن والاستقرار الإقليمي. اقرأ ايضا| الرئيس السيسي: مصر أطلقت وكالة لضمان الصادرات والاستثمارات في أفريقيا واختتم النائب محمد أبو النصر بيانه بالتأكيد على أن العلاقات المصرية الروسية تمثل نموذجًا ناجحًا للشراكات الدولية القائمة على التفاهم والتعاون طويل الأمد، مشيرًا إلى أن التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين بشأن القضايا الدولية، بما في ذلك تطورات الأزمة الروسية – الأوكرانية، يعكس حرص مصر الدائم على دعم الحلول السياسية وتغليب لغة الحوار، مؤكداً أن هذه العلاقات تسهم في تعزيز مكانة مصر الدولية، وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادي والسياسي، بما يخدم مصالح الشعب المصري ويدعم الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. ◄ بناء شراكات متوازنة تحقق مصالح الشعوب الأفريقية من جانبها، أكدت الدكتورة سوزي سمير، عضو مجلس الشيوخ، أن الرسائل التي حملتها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه المشاركين في المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «روسيا–أفريقيا» عكست بوضوح ثوابت السياسة المصرية تجاه القارة الأفريقية، القائمة على دعم السلم والأمن، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة، وبناء شراكات متوازنة تحقق مصالح الشعوب الأفريقية. وأوضحت عضو مجلس الشيوخ، في بيان لها، أن تأكيد الرئيس على محاور التنمية الخمسة، وفي مقدمتها البنية التحتية والطاقة والأمن الغذائي والتجارة البينية والتحول الرقمي، يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة التحديات الحقيقية التي تواجه أفريقيا، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك القائم على التنفيذ الفعلي وليس الاكتفاء بالشعارات. وأشادت الدكتورة سوزي سمير، بتأكيد الرئيس السيسي على رفض الإجراءات الأحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، معتبرة أن هذا الموقف يجسد التزام مصر بالقانون الدولي وبمبدأ تحقيق المنفعة المشتركة دون الإضرار بحقوق الدول الأخرى، ويعزز مناخ الثقة والتعاون بين دول القارة، خاصة في القضايا المصيرية المرتبطة بالأمن المائي. كما ثمنت عضو مجلس الشيوخ، رسائل الرئيس المتعلقة بأهمية الاستقرار والأمن كمدخل رئيسي لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية، مشيرة إلى أن طرحه القائم على تغليب الحلول السياسية ورفض منطق الصراعات يعكس خبرة الدولة المصرية في التعامل مع الأزمات الإقليمية، ويؤكد أن الاستقرار هو الأساس لأي نهضة اقتصادية حقيقية. واختتمت الدكتورة سوزي سمير تصريحها بالتأكيد على أن الدور المصري في أفريقيا، بقيادة الرئيس السيسي، لم يعد دورًا داعمًا فقط، بل أصبح شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل القارة، من خلال نقل الخبرات، وتنفيذ المشروعات، والدفاع عن القضايا الأفريقية في المحافل الدولية، بما يعزز مكانة مصر الإقليمية ويخدم مصالح الشعوب الأفريقية كافة.