من أخطر الجرائم التى تنتهك حقوق البشر هي الإتجار بهم واستغلال حاجتهم وعوزهم، لانتهاك حقوقهم والإتجار بهم واستغلالهم في الجرائم والأعمال الخارجة عن القانون، وهذا ما حدث فعلا في تلك القضايا التى سنسرد تفاصيلها في السطور التالية؛ عندما قرر بعض الأشخاص من معدومي الضمير استغلال ضحاياهن من القاصرات اللاتي قست عليهن الحياة والظروف الصعبة واستغلوا حاجتهن للمال والسكن ليجعلوهن يعملن في الأعمال المنافية للآداب والتسول وغيرها من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، لكن في النهاية كانوا جميعًا في قبضة رجال الأمن لينتهى الأمر بأحكام رادعة للمتهمين. القضية الأولى نظرتها محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار محمد إبراهيم عبدالشافي، وبعضوية كل من المستشارين أحمد زكى المنوفي، والمستشار محمد عاطف مشالي، والمستشار أحمد حنفي عبدالجواد، وأمانة سر سعيد عبدالعظيم يعقوب، المتهم في تلك القضية يعمل سائقًا قرر أن يسلك طريق المال من خلال الجريمة، ظن أنه سيكون بعيدًا عن الشبهات لأن تفكيره المريض صور له أن الجريمة لن تتم من خلاله بل من آخرين لانه طوال الوقت سيكون بعيدًا، لكنه لم يكن يعرف أن مايفعله هو جريمة إتجار في القاصرات، وانه وحده هو الذى سيكون متهما في تلك الجريمة لأن هؤلاء القاصرات لا حول لهن ولا قوة، وليس لهن ذنب بل هو الذى استغل ظروفهن، وحاجتهن للمال وقدمهن لراغبي المتعة الحرام. الواقعة كما سطرتها أوراق القضية رقم 1078 جنايات قسم شرطة المنتزه أول، بدأت عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية إخطارًا من ضباط الإدارة العامة لحماية الآداب يفيد ضبط متهم بتسهيل الدعارة والاعمال المنافية للآداب؛حيث جاء في أوراق القضية أنه وردت معلومات إلى ضباط إدارة حماية الآداب؛ يفيد إنشاء المدعو «م.ف.ال» سائق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للإعلان عن نفسه لقوادة النسوة الساقطات والفتيات القاصرات وتسهيل دعارتهن بمقابل مادي، مستخدمًا في ذلك هاتفه المحمول . وبعد رصد المتهم من خلال رجال إدارة مكافحة الإتجار بالبشر، أخطرت النيابة العامة والتى قررت سرعة تحريات رجال المباحث لضبط الجناة ليتم رصد المتهم والقبض عليه وتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة؛ حيث تبين من التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة بإشراف المستشار محمود عوف المحامى العام الأول لنيابات المنتزه بالإسكندرية؛ أن المتهم عرض على المجني عليها «ج.ع.م» 16 عامًا العمل في ممارسة الرذيلة مقابل 2000 جنيه، وألقي القبض عليه وبصحبته المجني عليها بمنطقة المنتزه، وأمام جهات التحقيق اعترف المتهم في التحقيقات بارتكاب الواقعة، قائلًا: إنه استغل المجني عليها لراغبي المتعة بمقابل مادي عن طريق عرضها على راغبي ممارسة الرذيلة مع علمه كونها طفلة لا يتعدى عمرها 18 عامًا مستغلا في ذلك حاجتها للمال للإنفاق على نفسها وأسرتها بعد انفصال والديها وفقدها مصدر للإنفاق، وكذلك مكان لتعيش فيه، ليغريها المتهم بالمال وتوفير سكن ملائم لها لتنصاع إلى رغباته الشيطانية ويبدأ في تقديمها إلى راغبي المتعة الحرام، الفتاة التى ضبطت لم تكن الوحيدة بل كان هناك أخريات استغلهن المتهم وقدمهن لراغبي المتعة الحرام، النيابة قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات ومن ثم إحالته الى محكمة جنايات الاسكندرية وبعد عدة جلسات اصدرت المحكمة حكمها بمعاقبته بالسجن المشدد 7 سنوات وغرامة مالية قدرها 200 ألف جنيه، لاتهامه بالإتجار في البشر واستغلال الفتيات القاصرات في الأعمال المنافية للآداب العامة والترويج لدعارتهن عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بمقابل مالى عصابة الملهى الليلى وأمام نفس الدائرة كانت هناك قضية أخرى المتهم الرئيسي فيها صاحب شركة سياحة؛ حيث كشفت تحقيقات النيابة العامة والاوراق أن المتهمم.ح .ج ، 56 سنة، رئيس مجلس إدارة شركة للاستثمارات السياحية وم.ص. 39 سنة، مضيف بملهى الليل، وم . ح 45 سنة مدير ملهى ليلي، و م. ج 42 سنة، مدير ملهى، وف. ع ربة منزل بارتكاب جريمة الإتجار بالبشر بأن تعاملوا في أشخاص طبيعيين وهن الأطفال المجني عليهن حبيبة، وشهد، وهاجر، وغادة، ورناد؛ بأن استغلوا حالة الضعف وحاجة المجني عليهن بقصد استغلالهن جنسيًا حال كون المجني عليهن أطفالا لم يتجاوزن الثامنة عشر سنة، وقد ارتكبت تلك الجريمة بواسطة جماعة إجرامية منظمة تضم المتهمين ومدارة بواسطة المتهم الأول وحال كون المتهمة الخامسة من أصول المجني عليهما الأولى والثانية استغلوا تلك الأطفال في الأعمال المنافية للآداب، وقد جاء في تحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بأنه وردت معلومات تفيد بقيام المتهم الأول مدير ملهى ويعاونه آخرون باستغلال الأطفال القاصرات بالملهى إدارته واستقطابهن داخل الملهى لاستدراج راغبي الأعمال المنافية للآداب، فاستصدر إذن من النيابة العامة وتم ضبط المتهمين بداخله واعترفن المجني عليهن باستقدام المتهم الأول لهن إلى الملهى مقابل مبلغ مالي مستغلا حالة الحاجة لديهن لارتفاع الطلب عليهن لصغر سنهن وليحرضن رواد الملهى الليلي على الفسق. سرقة ونصب في أحد شوارع المهندسين في ساعات متأخرة من الليل تسير سيارة بشكل عكسي بها ثلاثة شباب وفتاة ليقوم ضابط المرور بإيقافها، وأثناء ذلك اخذت الفتاة تحاول الهرب، ليتفاجأ ضابط المرور بتلك الفتاة تطلق استغاثة من الداخل وتطلب منه إنقاذها، وبالتحقيق في الامر تبين أن الشباب الثلاثة يستغلون الفتاة التى لم يتعد عمرها ال16 عاما في النصب على الأثرياء بعد الإيقاع بهن عن طريق الكلمات المعسولة والحب، ثم يستغللهن في اعمال النصب بعد تصويرهن وتهديدهن بفضحهن اذا لم يستجبن لأوامرهم، حيث تقوم الفتيات بالإيقاع بالرجال من الاثرياء وسرقتهم، بمساعدة هؤلاء الشباب، ليتم القبض على الشباب الثلاثة وتحرير محضر بالواقعة وإحالتهم للنيابة العامة وحبسهم وإحالتهم إلى محكمة الجنايات التى اصدرت حكمها عليهم بالسجن 10 سنوات والغرامة 200 الف جنيه. التسول ومن الأعمال المنافية للآداب إلى استغلال الفتيات في التسول، وهذا ما حدث مع احدى الفتيات التى توفى والداها لتذهب لتعيش مع خالتها والتى قررت استغلالها في اعمال التسول! جنا ذو الخمسة عشر عاما بعد أن اصبحت يتيمة الأب والأم، جميع الابواب أغلقت في وجهها ماعدا منزل خالتها التى قررت من اليوم الأول استغلالها والكسب من ورائها، وهناك بدأت تتعرض لكافة انواع العذاب والمهانة على يد خالتها وزوجها وصديقه، صارت جنا خادمة لخالتها وأسرتها، وبالرغم من إهانتها وضربها بشكل مستمر إلا أن الخالة لم يكن يعجبها ذلك حيث طلبت منها أن تنزل للعمل حتى تنفق على نفسها، لم تعرف الفتاة ماذا تفعل أو تعمل؟ لتقرر الخالة وزوجها إجبارها على التسول في الشوارع، لكن الفتاة رفضت طلبهما لتقوم الخالة بتقديم الفتاة لزوجها وصديقه حتى تذلها وتكسر عينها كما يقولون، فهتك الاثنان عرضها واعتديا عليها ضربًا بواسطة عصا خشبية وحديدية، لم تجد جنا سبيلًا سوى الانصياع إلى رغباتهم المريضة ونزلت تتسول في الشوارع ليلًا ونهارًا وتعود لهم بالمال، وعندما تأتى بمبالغ قليلة لا يتورعون عن تعذيبها واستمر المتهمون على هذا الحال حتى ضاقت جنا من معاملتهم القاسية وقررت الهروب، لتجن الخالة وزوجها وصديقه الذين اخذوا يبحثون عنها في كل مكان فهي كانت بالنسبة لهم مثل الدجاجة التى تبيض لهم ذهبًا، واستطاعوا بعد عدة ايام العثور عليها، ليعودوا بها إلى المنزل وهناك ضربها المتهمون الثلاثة بواسطة عصا خشبية وحديدية عقابًا لها على هروبها منهم، لكن جنا الفتاة الصغيرة لم تستطع تحمل تعذيبهم لها أكثر من ذلك لتفارق الحياة ولم يجد المتهمون سبيلًا للهروب من جريمتهم سوى إلقاء جثتها بإحدى المناطق النائية، ظن المتهمون أنهم سيفلتون من جريمتهم بعد الخلاص من جثة جنا، لكن الأهالى عثروا على الجثة، وأبلغوا رجال المباحث وبإجراء التحريات عن الواقعة يتم كشف الجريمة بعد أن تعرف على الجثة أحد جيرانها، ليتم القبض على المتهمين الثلاثة وإحالتهم الى محكمة جنايات الجيزة دائرة الإتجار بالبشر والتى وجهت لهم اتهامات القتل العمد والإتجار بالبشر، ويصدر القرار بإحالة أوراقهم لفضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامهم. اقرأ أيضا: ضبط 11 شخصًا لاستغلال الأحداث في التسول وبيع السلع بالقاهرة