إيمان مصيلحى بعد هدنة قصيرة فى الصراع الدبلوماسى والاقتصادى بين الصينوالولاياتالمتحدة عقب القمة الأخيرة التى جمعت الرئيس الصينى شى جين بينج ونظيره الأمريكى دونالد ترامب فى كوريا الجنوبية، تصاعد التوتر مجدداً بين واشنطنوبكين بعد موافقة إدارة ترامب على صفقة أسلحة أمريكية ضخمة لتايوان. وردت الصين على القرار الأمريكى بالتحذير من أن مبيعات الأسلحة الأمريكيةلتايوان تزيد من فرص حدوث صدام بين القوتين العظميين. اقرأ أيضًا | بكين تحث واشنطن على وقف تسليح تايوان فورًا وقال جوه جياكون، المتحدث باسم الخارجية الصينية، إن المساعدة العسكرية «تضع السكان فى تايوان على برميل بارود، وتدفع مضيق تايوان صوب الخطر، وتزيد بصورة حتمية من خطر نشوب صراع بين الصين وأمريكا والمواجهة بينهما». وأضاف أن «أى خطوة لتسليح تايوان ستواجه بعواقب وخيمة»، مضيفاً أن بكين قدمت شكوى دبلوماسية لدى واشنطن. وذكر جوه مجدداً أن بلاده «ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وسلامة أراضيها». جاء ذلك بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن حزمة الأسلحة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، تشمل صواريخ متوسطة المدى ومدافع هاوتزر وطائرات مسيرة. وتغطى اتفاقيات مبيعات الأسلحة الثمانى 82 منظومة من راجمات الصواريخ عالية الحركة «هيمارس»، و420 نظاماً صاروخياً تكتيكياً تتبع الجيش من طراز «أتاكمز» بقيمة تتجاوز 4 مليارات دولار، وهى أنظمة تماثل تلك التى أمدت بها الولاياتالمتحدةأوكرانيا خلال حقبة إدارة الرئيس السابق جو بايدن للدفاع عن نفسها فى مواجهة روسيا. كما تشتمل المبيعات على 60 منظومة من مدافع هاوتزر ذاتية الدفع والمعدات المتصلة بها، بقيمة تزيد أيضًا على 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى طائرات مسيرة تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار. وتقول تسونج يوان تسو ليو الباحثة الزميلة فى برنامج مارويس آر جرينبرج للدرسات الصينية فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: الإجراءات القوية التى اتخذتها الصين ردًا على قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التجارية توجه رسالة لا لبس فيها وهى أن بكين قادرة على استيعاب أى ألم لكى تمارس ضغطًا حقيقيًا على الولاياتالمتحدة. وبحسب مجلة فورين افيرز فقد أمضى قادة الصين وقتًا فى الاستعداد لعودة ترامب إلى السلطة فى واشنطن. كما أنهم ينظرون إلى الحرب التجارية كجزء من صراع أوسع نطاقًا يمكن أن يستمر لعقود. أما بول هير، باحث أول فى «مجلس شيكاغو للشئون العالمية» وضابط الاستخبارات الأمريكى السابق المتخصص فى منطقة شرق آسيا، فيقول: إن الوضع الراهن فى تايوان لن يستمر كثيرًا، وإن الصين ستسعى إلى استعادة السيطرة على الجزيرة، رغم الرفض الأمريكى والغربى لمثل هذه الخطوة. وحذرت تسونج يوان تسو ليو من الاستهانة بالصين التى أمضت السنوات الثلاث عشرة الماضية فى ترسيخ قوتها والاستعداد لصراع على النفوذ العالمى قد يستمر لعقود. ففى حين لم ترد أى قوة اقتصادية أخرى فى العالم بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى واليابان على الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس ترامب، ردت بكين بالمثل وفرضت رسومًا غير مسبوقة على المنتجات الأمريكية وأوقفت استيراد منتجات أمريكية تعتمد بدرجة كبيرة على السوق الصينية وفرضت قيودًا على تصدير سلع صينية تحتاجها الولاياتالمتحدة بشدة، ثم خرجت من هذه المواجهة سالمة إلى حد كبير. ولأول مرة منذ حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتى، تواجه الولاياتالمتحدة قوى كبيرة تستطيع ليس فقط تحدى القوة الأمريكية وإنما على إجبارها على تقديم تنازلات للوصول إلى حلول وسط مع بكين.