عندما نفتخر بمصريتنا وهويتنا الوطنية، نحن لانتغنى بأمجاد انتهت أو نعيش على أطلال الماضى، ولكن تاريخنا المعاصر ملىء بأيام الفخر، ونضالنا الوطنى متصل حلقاته من مصر القديمة إلى مصر المعاصرة.. ومن هذه الأيام عيد النصر الذى وافق انسحاب آخر جندى من جنود العدوان الثلاثى من منطقة قناة السويس فى 23 ديسمبر 1956 عيد لانتصار الإرادة المصرية وحب المصريين لأرضهم والدفاع عنها مهما كلفهم من تضحيات، وليس هناك أغلى من النفس يقدمه المصريون للحفاظ على أرض مصر العزيزة وعدم السماح أن يمسها عدو غادر أو محتل غاصب. فى 26 يوليه 1956، أعلن الزعيم جمال عبد الناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس، وفى 29 أكتوبر، قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالعدوان الثلاثى على مصر، ولكل منهم مأربه ما بين عودة الاحتلال الانجليزى لمصر والسيطرة على المجرى الملاحى لقناة السويس وتقويض الدولة الوطنية المصرية المساندة لحركات التحرر وعلى رأسها الثورة الجزائرية. هاجمت الجيوش الثلاثة، منطقة القناة، ووقف صمود أهالى مدينتى بورسعيد وبور فؤاد البواسل حائلًا أمام تقدم القوات الغازية، وفى 2 نوفمبر 1956، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارًا بوقف القتال، ووَجَّه الاتحاد السوفيتى، إنذارًا للدول الثلاث وتبعته الولاياتالمتحدة، وأدى الضغط الدولى إلى توقف العدوان وقبول وقف إطلاق النار والانسحاب فى 23 ديسمبر. وَثَّق المؤرخون، صمود أهالى بورسعيد واحتضانهم لرجال المقاومة الشعبية الذين أتوا من كل مكان بمصر للوقوف ضد العدوان وتمسك أهل مصر بمدينتهم وأرضهم وقدموا درسًا عمليًا لكل شعب حر صاحب كرامة للتمسك بأرضه ودحر الغزاة.. لم يفر أهالى بورسعيد ويتركون مدينتهم نهبًا للمعتدين متعللين بالحرب، ولم تكن المقاومة سهلة، بل شهدت مدينة بورسعيد، معارك طاحنة وآلاف الشهداء ثمنًا غاليًا للانتصار والحفاظ على جزء عزيز من أرض مصر.. تحية لكل مصرى على أرض بورسعيد، وتهنئة بعيدها القومى عيد النصر عيد كل مصر.