شاركت ليبيا، بمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، في دورته التاسعة، والتي تنظمها دائرة الثقافة وإدارة المسرح برئاسة الفنان أحمد أبو رحيمة، وبرعاية حاكم الشارقة د.سلطان بن محمد القاسمي، وذلك من خلال عرض " الكنز" الذي قدم على مسرح المجاز بمنطقة الكهيف، حيث عكس العرض ملامح البيئة المحلية الليبية وروحها التراثية. قدمت عرض "الكنز" فرقة زوايا المسرح بإدارة الفنان عبدالسلام الطيرة، من تأليف الكاتب ميلاد منصور وإخراج المخرج محمد الصادق، وقدمته فرقة «زوايا للفنون والمسرح» الليبية، وذلك بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة ورئيس المهرجان. العرض استلهم المخزون الثقافي والرمزي للبيئة الصحراوية الليبية، وجسد تفاعل المسرح مع الذاكرة الشعبية والهوية المحلية، ودارت أحداثه حول العلاقة بين الصديقين «بركة» و«مأمون»، اللذين يعيشان في الصحراء مع أسرتيهما، ثم ينطلقان في رحلة بحث م عن مصدر للمياه بعد جفاف العين التي كانت تسقي قريتهما، وأثناء شق طريقهما في الفلاة، يكتشف مأمون جرة مدفونة مليئة بالذهب، فيحتدم الخلاف بينه وبين بركة، الذي رفض الاستيلاء على مال ليس له؛ لينتهي الصراع بقتل مأمون لصديقه غدرا، وظل سر الجريمة مكتوما لسنوات، حتى كشفت «قلادة بركة» حقيقة ما حدث، وشارك في تجسيد أدوار العرض عدد من الممثلين، هم: سلوى المقصبي، وحنان رمضان، ومحمود محمد سعد، ومصطفى محمد عبد الصادق، وفرج حسين سالم، وسليمة علي خليفة، وعبد الحكيم علي، وأحمد محمد المهدي. وعقب انتهاء العرض، عقدت ندوة نقدية، أدارها محمد ولد سالم من موريتانيا، وأشادت المداخلات خلال الندوة، بالعمق الدرامي للعرض، وبالبساطة التي طبعت رؤية المخرج وأداء الممثلين، كما أثنوا على مضامين العمل التي أبرزت جوانب ثرية ومتنوعة من الثقافة الليبية. ويعد مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، منصة فنية متخصصة تعنى بتقديم التجارب المسرحية المرتبطة بالبيئة الصحراوية، ويهدف إلى إحياء الموروث الثقافي العربي واستثماره دراميا، عبر عروض تقام في الفضاءات المفتوحة وتستند إلى جماليات الصحراء وسيرها الشعبية، كما يسعى المهرجان إلى دعم الحراك المسرحي العربي، وتعزيز التبادل الثقافي بين الفرق المشاركة من مختلف الدول العربية، وترسيخ خصوصية المسرح الصحراوي بوصفه أحد الأشكال المسرحية ذات الطابع الجمالي والفكري المميز.