رحل عن دنيانا الصديق والزميل العزيز محمد عبدالواحد، فرحل معه شىء من الطمأنينة، وهدأ صوت كان لا يعرف إلا الصدق والإخلاص. كان طيب القلب، نقيّ الروح، صافِى الوجدان، لا يحمل فى صدره إلا الخير، ولا يترك فى المكان إلا أثرًا طيبًا. مخلصًا فى عمله، يؤدى واجبه فى صمت، لا يطلب ثناءً ولا ينتظر جزاءً، وكأن الإتقان عنده عبادة، والصدق منهج حياة. عرفناه محافظًا على صلاته، يؤديها فى وقتها، هادئ الطباع، وقور الحضور، قليل الكلام، كثير الفعل. إذا تحدث أصغت القلوب قبل الآذان، وإذا غاب شعرنا أن شيئًا جميلًا قد انكسر فى يومنا. ستبقى ذكراك حاضرة بيننا، وسيرةً طيبة تشهد لك ما حيينا. إنا لله وإنا إليه راجعون.