برحيل الزميل العزيز محمد عبدالواحد، مدير تحرير الأخبار، لا نفقد فقط صحفيًا مهنيًا مخلصًا، بل نودع إنسانًا نادرًا ترك أثرًا عميقًا فى كل من اقترب منه أو عمل معه. كان حضوره هادئًا ومطمئنًا، وابتسامته الدائمة عنوانًا لشخصيته، تسبق كلماته وتخفف عن زملائه أعباء المهنة وضغوطها. عرفناه خلوقًا، صادقًا، نقى السريرة، لا يحمل فى قلبه إلا الخير، ولا ينطق لسانه إلا بما يرضى الله. كان يؤمن بأن الصحافة رسالة ومسؤولية قبل أن تكون مهنة، فأتقن عمله بإخلاص، وتعامل مع الجميع باحترام ومحبة، دون تمييز أو ادعاء. لم يكن صوته مرتفعًا، لكن أثره كان واضحًا، ولم يسع يومًا إلى الظهور، لأن قيمته الحقيقية كانت حاضرة فى كل موقف. رحيله المفاجئ ترك فراغًا موجعًا فى القلوب، فهناك أشخاص إذا غابوا شعرنا بأن جزءًا من الروح قد افتقدناه، وبأن المكان لم يعد كما كان. وجعت قلوبنا لأن القلوب الطيبة لا تعوض، ولأن من يزرعون الخير فى صمت يرحلون وهم أكثر الناس حضورًا فى الذاكرة. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يغفر له، ويجعل مقامه فى عليين، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء. خالص العزاء لأسرته الكريمة، ولكل زملائه ومحبيه. وسيظل محمد عبدالواحد حاضرًا بيننا بسيرته العطرة، وابتسامته التى لن تغيب، ودعواته الصادقة التى اعتاد أن يخصّ بها الجميع.