أثار تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» قلقًا عالميًا، محذرًا من خطر كبير يهدد مدينة إسطنبول التركية، مشيرًا إلى أن شيئًا مرعبًا يحدث في أعماق بحر مرمرة، مما قد يؤدي إلى زلزال مدمر. وبحسب التحليل المنشور، فإن خط الصدع تحت بحر مرمرة، الذي يربط البحر الأسود ببحر إيجة، يتعرض لضغط متزايد، مما يثير مخاوف العلماء من وقوع زلزال قوي جدًا بالقرب من المدينة. اقرأ أيضًا| اليابان ترفع التحذير من وقوع تسونامي بعد زلزال بقوة 6,7 درجات أكدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ساينس العلمية وجود نمط مقلق: على مدى السنوات العشرين الماضية، حدثت زلازل متزايدة الشدة في المنطقة، تتحرك تدريجيًا شرقًا، مستهدفة منطقة مغلقة يبلغ طولها من 15 إلى 21 كيلومترًا، والتي يشير إليها العلماء باسم "صدع مرمرة الرئيسي"، وتقع تحت سطح البحر جنوب غرب إسطنبول، والتي ظلت هادئة منذ زلزال عام 1766 الذي بلغت قوته 7.1 درجة على مقياس ريختر. صرحت جوديث هوبارد من جامعة كورنيل بأن زلزالاً كبيرًا جدًا بالقرب من إسطنبول قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث. وبحسب التقرير، فإن استمرار هذا النمط وزيادة الضغط قد يؤدي إلى حدوث زلزال بقوة 7 درجات أو أكثر في مدينة يسكنها حوالي 16 مليون نسمة. أشارت الدراسة إلى سلسلة ملحوظة من 4 زلازل متوسطة الشدة: 2011: زلزال بقوة 5.2 درجة في الجزء الغربي من الصدع 2012: زلزال بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر إلى الشرق منه سبتمبر 2019: زلزال بقوة 5.8 درجة في الجزء الأوسط من الصدع أبريل 2025: زلزال بقوة 6.2 درجة يقع مباشرة شرق خط الصدع. يشير الباحثون إلى أن الزلزال القادم قد يكون أقوى من سابقيه وقد يحدث مباشرة تحت إسطنبول. بينما يعتبر بعض العلماء هذا التسلسل مجرد مصادفة، فإن الإجماع العلمي يحذر من احتمال وقوع زلزال مدمر بسبب تراكم الضغط على صدع شمال الأناضول. من جانبها، أكدت عالمة الزلازل باتريشيا مارتينيز غارزون على أهمية الكشف المبكر عن أي إشارات غير عادية والتخفيف من آثار الزلازل، مؤكدة أن التنبؤ بالزلازل لا يزال أمرًا مستحيلاً. تجدر الإشارة إلى أن تركيا شهدت كوارث زلزالية مدمرة في السنوات الأخيرة، أبرزها زلازل فبراير 2023 في جنوبتركيا وسوريا، والتي بلغت قوتها 7.8 و 7.5 درجة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 55000 شخص. يحذر الخبراء من أن النمط الحالي في صدع مرمرة الرئيسي قد يؤدي إلى زلزال أقوى وأكثر خطورة في تركيا، وربما مباشرة تحت إسطنبول، مما يضع المدينة على رأس قائمة المناطق الأكثر عرضة للكوارث في العالم.