الشارقة- دعاء فودة أكد حاكم الشارقة الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، خلال افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، على أهمية الارتقاء بالمسرح وأن يكون هناك أناس يدعمونه ويرفعونه، مشيرا إلى أنه أحد الذين وهبوا أنفسهم منذ الصغر للمسرح، داعيا إلى الترفع عن الصغائر في العمل المسرحي، وموصيا إلى ضرورة الالتفاف حول كل العاشقين للمسرح واستذكر حاكم الشارقة، عام 1954 حين أخرج مسرحية كانت رسالتها قوية لدرجة أن أرباحها بلغت 30 ألف روبية في ذلك الوقت، موضحا أنها لم تكن صدفة، بل صادف يوم عيد، والعيد في الشارقة يتجمع الناس فيه تحت "شجرة الرولة"، حيث تم بيع التذاكر هناك، واصفا الحضور بالكبير والذي تقدمه الشيوخ آنذاك، معتبرا هذا الصيت نجاحا باهرا لمسرح يقوده شباب. وتحدث عن الجهود التي تقودها أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية في مجال دعم المسرح، مبينا أن الأكاديمية ستخرج للعالم العربي أعداد كبيرة من المواهب والخريجين المصقولة مهاراتهم من بلدان مختلفة، مؤكدا احتضانهم خلال فترة الدراسة، والأخذ بيدهم بعد التخرج من خلال دعم أفكارهم كونهم صغار مبتدئين في هذا المجال، مشيرا إلى أنه إذا لم يلقى الخريج الاهتمام فسيضيع، موضحا أنه تم مناقشة هذه الخطوة في اجتماعات الأكاديمية للوصول إلى نتائج ملموسة، مؤكدا بأن الأعداد المنتسبة كبيرة والأبواب جميعها مفتوحة لجميع الجنسيات. وأكد حاكم الشارقة، أن العمل المسرحي لا بد أن يتجرد من الإقليميات الضيقة، داعيا إلى أهمية كسب الود بالروح في هذا المجال، وذلك للارتقاء بالناس ما يؤدي إلى الارتقاء بالمسرح، موصيا المسرحيين والكتاب والمخرجين بعدم الانجرار خلف التفاهات والأعمال الهزلية، ولا بد أن يكون المسرح ذو رسالة قوية، مؤكدا بأنه أول من اصطدم بهذه التحديات، في نهاية الخمسينات وبداية الستينات عندما كان له عمل مسرحي واصطدم بالمندوب الإنجليزي آنذاك، الذي تمت دعوته لعمل مسرحي قوي، وطلب بعدها إغلاق المسرح ومصادرة الأدوات وأُخذت المشروعات الذي عمل عليها من مسرحيات كتبها بنفسه، متمنيا أن تكون الأعمال في هذا المجال من أشخاص لديهم إيمان بما يقولونه والمصداقية، ناصحا الكتاب والمسرحيون والمخرجون بضرورة تطوير أنفسهم بسرعة، للتواجد بين الكبار ورفع علم الدولة بين الدول العالمية التي تنظم مسابقات في المجال المسرحي. وعرض خلال الافتتاح مسرحية «البراق وليلى العفيفة» من كتابة حاكم الشارقة الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، وتعد المسرحية إضافة جديدة إلى الأعمال التي قدمها حاكم الشارقة للمسرح الصحراوي، بعد مسرحيات "علياء وعصام" (2015)، و"داعش والغبراء" (2016)، و"الرداء المخضب بالدماء" (2024)، وتقدم المسرحية فرقة مسرح الشارقة الوطني بمشاركة فريق يتخطى ال100 فنان من ممثلين ومؤدين وتقنيين، من بينهم أحمد الجسمي، باسم ياخور، إبراهيم سالم، أحمد العمري، وعبدالله مسعود، ويتولى إخراج المسرحية محمد العامري، وتتناول «البراق وليلى العفيفة» إحدى القصص المستمدة من التاريخ العربي. يذكر أن، مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، تأسس عام 2015 استجابة لتوجيهات الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، وليكون منصة للتفكير والنقاش والتجريب حول سبل استعادة ومحاورة التراث العربي وسيره الشعبية، وتقديمها برؤى معاصرة وباستخدام الوسائط المتعددة لفنون المسرح.