بدأت مؤخرًا خطوات جادة نحو ترميم تراث القارئ الشيخ محمد رفعت، أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن الكريم فى القرن العشرين، وإنشاء موقع رسمى للأزهر الشريف لبث هذا التراث الخالد. جاء ذلك عقب لقاء جمع بين الدكتورة هناء حسين محمد رفعت، حفيدة الشيخ محمد رفعت، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. وقالت الدكتورة هناء: إن اللقاء مع الإمام الأكبر كان أكثر من رائع، حيث لمست منه كل الود والتواضع والتقدير العظيم لقيمة الشيخ رفعت، مضيفة أن أكثر ما أسعدها هو اهتمام الأزهر ليس فقط بترميم التراث، بل بحمايته وصونه أيضًا. وأوضحت أن المشروع يتضمن إنشاء موقع رسمى عبر الأزهر يضم جميع تلاوات الشيخ رفعت، وهو حلم كانت تتمنى تحقيقه منذ سنوات حتى شاء الله أن يتحقق. وكشفت أن العثور على الأسطوانات التاريخية الخاصة بالشيخ رفعت جاء بمحض الصدفة أثناء عمل الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ على فيلم وثائقى عن الشيخ، حيث قادته أبحاثه إلى أحفاد زكريا باشا مهران، المصدر الأهم للتسجيلات النادرة. وأشارت إلى أن العائلة، ممثلة فى الأستاذة زينب مبارك والأستاذ علاء أبو النجا، أبدت كرمًا كبيرًا، إذ سلّموا جميع الأسطوانات لوالدها وأشقائها قائلين: «خدى الأسطوانات كلها، ولما تخلصى الترميم ادّينى نسخة.. وهذا كرم كبير من عيلة محترمة ربنا يكرمهم».. وأضافت أن المشروع، عند اكتماله بإذن الله، سيجعل مصر تمتلك نحو 70% من تسجيلات الشيخ محمد رفعت لتلاوة المصحف الشريف، مشيرة إلى أن بعض المواد تحتاج إلى معالجة فنية ومونتاج ليكون التراث متاحًا بجودة فنية عالية لأول مرة. ومن جانبه، قال الشيخ حسن عبد النبى عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف والمكلَّف من الإمام الأكبر بدراسة المشروع، إن العمل جارٍ على مراجعة وترميم 100 أسطوانة لم تُذع من قبل، مؤكدًا أن هذا المشروع الضخم يُعد إنجازًا تاريخيًا يُضاف إلى سلسلة الأعمال الجليلة للإمام الأكبر فى خدمة التراث القرآني. وأوضح أنه بعد الانتهاء من الترميم، ستُراجع التسجيلات من حيث صحة القراءة، ثم يُعد تقريرًا بالمجاز منها، لافتًا إلى أنه قام العام الماضى - بتكليف من الإمام الأكبر - بمراجعة 30 ساعة من تلاوات الشيخ محمد رفعت فى مدينة الإنتاج الإعلامي، وتمت إتاحة بعضها على بوابة الأزهر الشريف. وأشار إلى أن الإذاعة المصرية تمتلك حاليًا نحو 40 ساعة فقط من تلاوات الشيخ، وأنه جارٍ جمع القراءات النادرة غير المذاعة والموجودة فى المكتبات الخاصة ولدى الأفراد. كما تم التواصل مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) للتحقق من وجود تلاوات نادرة لم تُذع فى مصر أو العالم الإسلامي، ولا يزال الرد قيد المتابعة. وختم الشيخ حسن عبد النبى حديثه بالإشادة بتوجيه الإمام الأكبر لدراسة مشروع إحياء التراث القرآنى لكبار المقرئين، موضحًا أنه يعمل أيضًا على تشكيل لجان لإنشاء منصة إذاعية لبث القراءات النادرة لكبار القراء بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للإعلام، فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بذلك واستمرارا لجهود الأزهر للحفاظ على التراث القرآنى العظيم.