منذ قرون طويلة كان الإنسان يستخدم الشمعة بشكل يومي لعدم وجود بديل لها في الإنارة، لكنها تحولت إلى رمز روحي وثقافي يضيء الذاكرة الإنسانية. ففي الوقت الذي تختار فيه دول الاحتفاء بالحداثة بطرق مختلفة، ما زالت كولومبيا في السابع من ديسمبر من كل عام تفضل العودة إلى هذا الرمز البسيط، لتصنع منه مهرجان من الضوء يملأ الشوارع ويمنح المدن مشهد احتفالي يخطف الأنظار. اقرأ أيضًا | «شموع سارة».. ورود وكاسات ومخبوزات! 1- يوم الشموع في كولومبيا يُعرف السابع من ديسمبر في كولومبيا ب"يوم إضاءة الشموع"، وهو تقليد عمره أكثر من 150 عامًا يعود إلى دعوة البابا بيوس التاسع عام 1854 لإشعال الشموع دعمًا لفكرة الحبل بلا دنس، ومنذ ذلك الحين تحولت المناسبة إلى عيد وطني رسمي، وإشارة لبدء موسم أعياد الميلاد. تغدو المدن في هذا اليوم بحرًا من الأضواء، حيث يضع السكان الشموع أمام المنازل والطرق والساحات، تعبيرًا عن الإيمان والامتنان، واحتفاء بالسيدة مريم العذراء. 2- الشمعة في الكنيسة القبطية وبعيدًا عن الاحتفالات الشعبية، تحمل الشموع في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية معنى روحي عميق، فبحسب تراث الكنيسة تعد الشمعة رمز للسماء التي تضيء بنور المسيح، والكلمة المقدسة التي تهدي المؤمنين. ويتم إشعال الشموع خلال التناول والمعمودية والإكليل، تعبيرا عن الفرح والنقاء، وتتلى أثناء ذلك صلوات. 3- شمع العسل ُصنع الشموع التقليدية في الكنيسة من شمع العسل، للإشارة إلى الفضائل التي يلتزم بها الكاهن، مثلما تجمع النحلة رحيقها بتعب واجتهاد، كما تُستخدم الزيوت والإضاءة التقليدية لتكميل الطقس الروحي. 4- فن قبطي منذ القرن الثالث عشر استلهم الأقباط قديما جمال النور فصنعوا ثريات زجاجية ملونة مزينة بالشموع، أضاءت الهياكل والكنائس في مشهد فني بديع، ولا تزال أجزاء من هذا التراث محفوظة حتى اليوم في المتحف البريطاني وعدد من متاحف أوروبا.