"ولعلي شمعة وصليلي"، كلمة يرددها الأقباط عند معرفة أن هناك شخص يزور أحد الأديرة والكنائس القبطية، فيطلب منه الصلاة له وإشعال الشموع أمام أيقونة السيدة العذراء مريم، والعديد من القديسين وذلك لطلب الشفاعة وحل المشاكل وتحقيق الأمنيات. ولم تخل أي كنيسة أو دير من الشموع، وذلك لما لها من عدة استخدامها ليس فقط للصلاة، وإنما البعض يقدمها كنذور عند تحقيق طلب من شفيعه من القديسين، وأيضا إنارتها عن قراءة الإنجيل المقدس داخل الهيكل، وتستخدم عند طلب تحقيق أمنية أمام صورة لإحدى القديسين وأيضا يستخدم العديد من الأقباط في العديد من المناسبات مثل إحياء ذكرى شهداء الكنيسة في جميع العصور للتعبير عن حزنهم لرحيل شهدائهم. ورغم أن إنارة الشموع للصلاة أمام الأيقونات القبطية أمر معتاد للأقباط إلا أن العديد لا يعرف ما السبب لذلك وهل هناك دلالات دينية لذلك، ويقول القس بولس حليم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لبوابة أخبار اليوم، أنه عند استخدام الشموع ووضعها أمام أيقونات القديسين إشارة إلى أن القديسين هم أبناء للعالم وأيضًا كان كالشمعة يذوب لكي ينير للآخرين وعند الصلاة فهي تعد رمزا للسلام وإنارتها تمثل نور لحياة المؤمن عند صلاته. واستكمل متحدث الكنيسة أن إنارة الشموع تذكرنا بأن خالق العالم خلق النور أولاً ومن ثم كل الأشياء الأخرى بالترتيب مثل قول الكتاب المقدس "وقال الله ليكن نور وكان نور" (تكوين 3:1) ، كما أن إنارة الشموع في الكنائس كتعبير الكتاب المقدس "انتم نور العالم" ومن خلالها نصلي تعبيرا لوجود المحبة والسلام ووجود الله دائما في حياتنا. وتعود إنارة الشموع في الكنائس أنه كان قديما لا يوجد بها نوافذ وكانت مظلمة بسبب انخفاضها عن مستوى الأرض وبالتالي كانت الأيقونات لا تظهر وبإضاءة شمعة تظهر الأيقونة لذلك تكريمًا لصاحب الأيقونة تضيء شمعة لكي تنير. وفي القرن السابع كان الأساقفة في إيطاليا يحملون الشموع في مسيرة عند دخوله الهيكل لبدء الصلاة، وأمامه سبعة شمامسة حاملين شموعًا مضيئة، وعند خروج الشماس لقراءة الإنجيل يسبقه شماسان حاملان شمعتين مضيئتين كرامة للإنجيل المقدس. وفي أخبار القديس غريغوريوس الكبير سنة 605 مً ، وجدت رسالة يشرح فيها كيفية الصلاة على الشموع، وضرورة إضاءة جرن المعمودية ليلة الفصح بشموع تُضاء من قناديل الكنيسة وليس من خارجها. وفي خطاب ل هدريان الأول سنة 772 م يفيد أنه كان محظورًا على الكهنة لبس ملابسهم للخدمة ليلة الفصح قبل أن تُضاء الشموع المخصصة لهذه الليلة والمكرسة بصلوات خاصة ، كما ضرورة طقس إيقاد الشموع ليلة الفصح في الطقس الأسباني في مجمع توليدو، في مؤرخات أسيذور الإشبيلي سنة 633 م. وتابع أن استخدام الشموع أمام صور القديسين والشهداء تكريما لهما باعتبارهم أشخاص قدموا حياتهم لإنارة الناس في الإيمان المسيحي.