فى جو حميمي.. دارت حوارات غنية، عميقة فى مناقشة نوعية مركزة «كما وصفتها الشاعرة والكاتبة فاطمة ناعوت» لرواية «الزمن الأخير» بداية من اختيار مكان إقامة الندوة «بيت السنارى» التاريخى صاحب الروح المحلقة، والطاقة المشعة بالنور الفطرى، الإنسانى القريب من القلب. وهو اختيار الكاتب القدير منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية فهو بحسه الأدبى، الفنى شعر بتماس بين موضوع وعالم الرواية وبين المكان الخاص الحميم. نقاط سريعة مقتبسة من تلك الندوة المؤثرة، الرائعة سأنقلها إليكم هنا أولا المتحدثون الأعزاء وكلهم أصدقاء يمثلون قامات رفيعة فى عالم الأدب: منير عتيبة، هيثم الحاج على، فاطمة ناعوت، السيد شحتة. دار الحوار حول القضية المهمة التى تعالجها الرواية وهي سجال الإنسان مع الزمن والصراع غير المعلن بيننا وبين الأيام، قالوا إن الكاتبة استطاعت عبر لغة سردية رائقة أن تفتح الكثير من الملفات المجتمعية المسكوت عنها، كما تبنت فكرة مهمة جدًا هي «بيت العائلة» التي جعلت منها بوصلة جديدة لتوجيه الشباب نحو الترابط الاجتماعي والفكر والثقافة باعتبارها عوامل مهمة في تشكيل وعيهم. قال منير عتيبة إن رواية «الزمن الأخير» لنوال مصطفى تناقش قضية مهمة جدًا هي الزمن وتأثيراته الممتدة على ذاكرة الأشخاص والأوطان والأبعاد النفسية التي يتركها تقدم العمر. وقد طرحت الكاتبة سؤال الزمن من خلال البطلة «شهد» التي تصل إلى مفترق طرق عندما تبلغ الخمسين من عمرها. تخشى أن تتحول إلى نسخة من أمها التي أُصيبت بالزهايمر ولم تعد تتذكر أي شيء من الماضي، وأشار إلى أن اللغة التي اتسمت بالجمال والسلاسة جعلت النص يحقق الأهداف التي رسمتها الكاتبة لنفسها. أن جمال النص الأدبي يكمن في أن كل قارئ له سيتلقاه من زاوية خاصة به، بشرط أن تكون لديه القدرة على تقديم الأدلة التي تدعم ما يقوله من داخل العمل حتى لا يحمّل السرد ما لا يحتمل. وقال الروائي والناقد السيد شحتة إن رواية الزمن الأخير لنوال مصطفى رواية جدلية، حيث تفجر بجرأة شديدة جملة من القضايا التي يدخل بعضها ضمن دائرة المحظورات المجتمعية، من بينها: هل للحب سن معينة؟ وهل من حق المرأة بعد سن الخمسين أن تعيش قصة حب جديدة، وأن تفكر في بداية حياتها مع الرجل الذي ترى فيه فارس الأحلام؟ وقال إن الرواية يمكن قراءتها من خلال أكثر من مستوى؛ فهي عمل اجتماعي يتناول قضايا الخيانة الزوجية والبرود العاطفي والزواج التقليدي، وهي رواية نفسية تغوص داخل نفسية المرأة والرجل في سن اليأس، وترصد التصدعات الداخلية والجروح الغائرة التي تحكم طريقة تصرف كلا الطرفين.