فى عالم يموج بالصراعات، وفى مشهد إقليمى تلتهب فيه الحدود من حولنا، أدركت مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة أن ضعف الدول يغرى بالعدوان عليها، وأن امتلاك القدرة والقوة الشاملة هو بوليصة التأمين الوحيدة ضد أى عدائيات محتملة، ووثيقة الأمان لحماية الشعب ومقدراته. رسالة ردع ناعمة بعثت بها مصر للعالم خلال معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية فى نسخته الرابعة «إيديكس 2025». عنوانها أن امتلاك القوة والسلاح هما الضمانة الحقيقية للسلام، وأن الاستثمار فى التسليح والتكنولوجيا العسكرية ليس سباقاً نحو الحرب، بل هو سعى لترسيخ أسس سلام لا يستغنى عن القوة. قدّمت مصر فى «إيديكس 2025» بياناً عملياً حول فلسفة القوة الرادعة والرشيدة فى آنٍ واحد، اللازمة لحماية الاستقرار والسلام. وجسّدت هذا المعنى عملياً فى خطوط حمراء كثيرة وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لحماية أمنها القومى، مستنداً إلى قوة رشيدة تحمى ولا تعتدى. كما تجلّى هذا المعنى بوضوح خلال كلمة الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، فى المعرض، حيث قال: «إن امتلاك مصر لعناصر القدرة هو استثمار فى السلام الحقيقى؛ فالدول القوية تحترم إرادتها وتُصان حدودها». مكاسب لا حدود لها حققتها مصر من خلال «إيديكس»، فقد تمكنت من تحويل معرض الصناعات الدفاعية إلى منصة لاستعراض القوة أمام كل مَن يحاول أو يفكر فى اختبار صبر القاهرة وحقها المشروع فى الدفاع عن أمنها. راجمات صواريخ «رعد 200»، والطائرات المسيرة الشبحية، والمركبات المدرعة «تمساح» و«سينا»، والذخائر الذكية، وأنظمة التشويش المتطورة، والفرقاطات البحرية.. بكل هذه المنظومة من الأسلحة الحديثة قدّمت مصر بعضاً من ملامح قوتها وقدرتها، وكشفت عن قفزات نوعية فى التسليح بأيدى وعقول مصرية وشراكات عالمية. أعظم الرسائل التى بعثت بها مصر للعالم من معرض «إيديكس»، هى تلك التى أكدت من خلالها أنها انتقلت من خانة الدول المستهلكة للتكنولوجيا العسكرية إلى خانة الدول المصنعة لها والمصدرة أيضاً. كذلك فإن الانتقال إلى مقاعد «المصنع الشريك» يمثل خطوة استراتيجية كبرى، واستكمال لنهج مصر نحو سيادة تامة، وقدرة أصيلة على الدفاع عن مواقفها ومصيرها. ولتظل مصر وشعبها وجيشها، فى حفظ الله ورعايته، ضد كل الشرور والمهالك.