تحولت ملاحقة شبكات تعدين البيتكوين غير القانونية في ماليزيا إلى عملية معقدة أشبه بالعمليات الأمنية واسعة النطاق، بعدما لجأت السلطات إلى استخدام طائرات مسيرة وتقنيات كشف حراري لتعقب مواقع التعدين المخفية. اقرأ أيضا| إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة على حي التفاح شرق مدينة غزة تحلّق الطائرات فوق المتاجر والمنازل المهجورة لرصد البؤر الحرارية الناتجة عن تشغيل معدات التعدين، فيما تستخدم فرق الشرطة على الأرض أجهزة محمولة للكشف عن أي استهلاك كهربائي غير طبيعي، وفي بعض الحالات، جاءت البلاغات من السكان بعد سماع "أصوات طيور" اتضح لاحقا أنها تسجيلات تُشغّل بهدف إخفاء ضجيج الأجهزة. ووفقا لبيانات الحكومة الماليزية، تم ضبط نحو 14 ألف موقع تعدين غير قانوني خلال السنوات الخمس الماضية، تسببت بسرقة كهرباء تقدّر بنحو 1.1 مليار دولار من شركة الكهرباء الوطنية "تيناغا ناسيونال" وارتفع النشاط بشكل ملحوظ منذ بداية أكتوبر مع تسجيل البيتكوين مستويات قياسية قبل تقلبها مجدداً. أساليب تمويه معقدة تلجأ العصابات إلى التنقل المستمر بين مبان مهجورة، وتركيب عوازل حرارية للحد من انبعاث الحرارة، إضافة إلى كاميرات مراقبة وحراسة على المداخل لحماية مواقعهم. لجنة حكومية خاصة وفي 19 نوفمبر، شكلت ماليزيا لجنة مشتركة تضم وزارة المالية والبنك المركزي لتنسيق حملة أكثر صرامة ضد نشاط التعدين غير المشروع. وأوضح نائب وزير تحول الطاقة، أكمل نصر الله محمد ناصر، أن خطورة هذه الممارسات تجاوزت كونها مجرد سرقة كهرباء، بل أصبحت تهديداً للبنية التحتية. تعدين يلتهم الطاقة يعتمد تعدين البيتكوين على أجهزة فائقة القدرة تقوم بتنفيذ تريليونات العمليات الحسابية لتوثيق المعاملات على الشبكة مقابل مكافآت من العملة المشفرة، عالمياً، يستهلك هذا النشاط طاقة تتجاوز استهلاك دول بأكملها مثل جنوب إفريقيا وتايلاند. أما حصة ماليزيا من قدرة التعدين العالمية فغير واضحة حالياً، إذ تعود آخر بيانات منشورة إلى عام 2022 عندما بلغت نسبة البلاد نحو 2.5% من معدل التجزئة العالمي. ورغم أن التعدين قانوني في ماليزيا، فإن السلطات تشدد على ضرورة الحصول على الطاقة بشكل نظامي وسداد الرسوم المستحقة، محذرة من أن الحملات ستستمر لمكافحة السرقة والحد من المخاطر على شبكة الكهرباء.