مازالت الحقائق تتكشف ودائرة الاتهام تتسع فى قضية التحرش وهتك عرض أطفال بإحدى المدارس الدولية، وحسناً فعل الرئيس السيسى بتحويل القضية للمحكمة العسكرية التى بدأت تحقيقاً عاجلاً للسرعة فى الإجراءات ووضع العقوبات التى تتناسب مع مثل هذه الجرائم البشعة والمخيفة التى تحدث فى المكان الذى نأمن جميعاً على وجود أطفالنا بداخله. النيابة والمحكمة العسكرية ستقوم بدورها فى الحكم على الجناة.. ولكن ما هو الدور المجتمعى والثقافى والإعلامى المنتظر لمنع مثل هذه الجرائم فى مجتمعنا..؟ ما حدث هو تراكم أكثر من أربعة عقود انهارت خلالها الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية داخل المنظومة التعليمية وهى أنشطة تهذب الأخلاق وتساهم فى التكوين الفكرى والثقافى للمتلقى، لم نعد نرى ما كنا نشاهده بالمدارس خلال الستينيات والسبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات من مسابقات موسيقية وفنية ورياضية وأيضاً تعليمية بين المدارس فى المحافظة الواحدة وبين المحافظات وبعضها البعض، كانت مثل هذه الأنشطة تحفز الطلاب وترقى بتكوينهم الثقافى والفكرى والأخلاقى، وكانت لهم المتنفس لأرواحهم يكتشفون من خلالها أنفسهم ويمارسون حقهم الطبيعى فى التعبير لا التعلم فقط. وحين انهارت اختفت هذه الأنشطة انهار معها جزء أصيل من تكوينهم ومستقبل مجتمع بأكمله وأصبحت المدارس دورًا للتلقين والحفظ فقط. ناهيك عن الدور الإعلامى للسينما والتليفزيون حين كانت الأفلام والمسلسلات تحوى القيم الأخلاقية والرومانسية المفتقدة وكانت أفلام الجريمة تحتوى على المواعظ وهو عكس ما حدث خلال العهود الأربعة السابقة حين عمت أفلام الجريمة والقتل والمخدرات واتسعت رقعتها بالغزو التكنولوجى ووسائل التواصل الاجتماعى وهو ما أدى لزيادة السلوكيات العدوانية. الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية بما فيها الرسم والموسيقى بالمدارس ليست رفاهية فلها من التأثير على التعلم وبناء الشخصية والانضباط والعمل الجماعى والإبداعى واحترام الآخرين، تراجع الأنشطة هو تآكل لجزء مهم من هوية التعليم.