تتجه أنظار العالم غدًا إلى القاهرة، حيث تنطلق النسخة الرابعة من المعرض الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2025»، الحدث الأضخم الذى يرسخ مكانة مصر كلاعب فاعل ومؤثر على خريطة التوازنات الإقليمية والدولية. وفى توقيت بالغ الدقة يشهد فيه العالم صراعات وخلافات دولية كبرى، تنجح الدولة المصرية بفضل قواتها المسلحة ودبلوماسيتها المتوازنة واستقلالية قرارها الوطنى فى جمع أقطاب دولية مختلفة الاتجاهات تحت مظلة واحدة، مما يؤكد أن مصر هى أحد اللاعبين الفاعلين فى توازن القوى بالمنطقة والعالم. وفى توقيت بالغ الأهمية التقينا اللواء أركان حرب محمد عدلى عبد الواحد، رئيس هيئة تسليح القوات المسلحة، ليطلعنا على الجديد والمتميز فى هذه النسخة التى أكد أنها تشهد لأول مرة «تمصيرًا» كاملًا للتنظيم دون الاستعانة بشركات أجنبية، بالإضافة إلى سابقة تعد الأولى من نوعها بدمج القدرات التصنيعية المدنية ممثلة فى «اتحاد الصناعات المصرية» لتصنيع قطع غيار الأسلحة والمعدات، التى كانت تُستورد أغلبها سابقًا بالعملة الصعبة. اقرأ أيضًا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4724386/1/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A" title="القوات المسلحة تعلن تفاصيل المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2025""القوات المسلحة تعلن تفاصيل المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2025" فى البداية سألته.. ونحن قرب ساعات من افتتاح النسخة الرابعة، ما الجديد والمتميز فى «إيديكس 2025» هذا العام مقارنة بالنسخ السابقة؟ - اسمحوا لى بتوجيه الشكر للقيادة السياسية والعسكرية لتبنى استضافة هذا الحدث العالمى تحت إشراف وتنظيم القوات المسلحة وفى كل نسخة نسعى لخروج المعرض بالمكانة اللائقة ببلدنا العظيم. وتعد أقوى وأبرز النقاط خلال تنظيم النسخة الحالية هى أن تنظيم المعرض هذه المرة تم بشكل كامل دون الاستعانة بالشركات الأجنبية منظمة للحدث، وتم تشكيل اللجنة فى صورة فريق عمل متكامل من العناصر المشاركين بالنسخ السابقة لضمان استدامة الخبرات وتداولها فى مجال تنظيم المعارض الدولية. وغدًا انطلاق ينطلق المعرض بمشاركة كبرى الشركات العالمية للصناعات الدفاعية على أرض مصر. هناك حديث عن مشاركة قطاع التصنيع المدنى بقوة فى هذه النسخة.. كيف تحقق ذلك؟ - بالفعل، من إحدى نقاط التميز والقوة فى هذه النسخة دراسة القدرات التصنيعية للدولة فى قطاع التصنيع العسكرى أو المدنى لتحقيق تقارب بين رؤى القطاعين؛ فلأول مرة يصبح لدينا اعتماد كبير على قطاعات التصنيع المدنى المتمثل فى «اتحاد الصناعات المصرية»، وذلك بعد مراجعة لإمكانات التصنيع المتقدمة لديهم والتأكد من قدرتهم على تنفيذ وتصنيع العديد من قطع غيار الأسلحة والمعدات بنفس خامات وجودة المنتجات الأجنبية، مما ساهم فى فتح مجال للشراكة الفعالة معهم وفتح فرصة كبيرة أمامهم للتصدير وسيكون هناك تواجد كبير لهم خلال المعرض لعرض منتجاتهم واستعراض قدراتهم وهو ما يفتح الباب أمامهم للتعاقد والتصدير. ما العائد الإستراتيجى من تنظيم المعرض وسط هذه التحديات والصراعات التى يشهدها العالم؟ - لا يعد «إيديكس» مجرد معرض تجارى، بل هو أحد أدوات السلام الذى لا يمكن تحقيقه بشكل منفرد. ليست مجرد سوق للبيع والشراء فقط، بل هى منصات لتبادل الخبرات وبناء التحالفات الدفاعية يساهم فى مكافحة الإرهاب، وتأمين الممرات الملاحية، ومواجهة التحديات غير التقليدية. هذا التعاون يقلل من احتمالية نشوب حروب عشوائية ويزيد من التنسيق الدولى لضبط الأمن، كما أن المعرض أداة إستراتيجية متعددة الأبعاد لتعزيز الأمن القومى المصرى، وموقعها الجيوإستراتيجى، واقتصادها، وسياستها الخارجية فى وقت تتزايد فيه أهمية القدرات العسكرية والتعاون العسكرى بين دول العالم.. نؤكد استمرارية ودورية تنظيم وانعقاد المعرض لضمان تنفيذ رؤية الدولة المصرية، يأتى فى مقدمتها التأكيد على دور مصر الفاعل بخريطة الشرق الأوسط وإفريقيا ونطمئن المصريين بقدرات الدولة وقواتها المسلحة، التى تمثل الضامن الفاعل لتوازن القوى الإقليمية. كيف نجحتم فى جمع أقطاب عسكرية كبرى بينها الكثير من الاختلافات تحت سقف معرض واحد؟! - بالتأكيد كان ذلك تحديًا كبيرًا لكن هذا النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج طبيعى لإستراتيجية الدولة المصرية الراسخة منذ عام 2014، التى تبنت سياسة خارجية تقوم على الانفتاح على كل دول العالم وإقامة علاقات متوازنة مع جميع القوى الفاعلة دوليًا دون الانغلاق أو الاعتماد على دولة بعينها أو الانحياز لتحالف ضد آخر. هذه «الدبلوماسية العسكرية» المتزنة، المدعومة باستقلالية القرار الوطنى ونزاهته، هى التى جعلت مصر محل تقدير واحترام عالمى، وحولت القاهرة إلى مساحة آمنة ومحايدة تلتقى فيها مختلف الأقطاب؛ فالجميع يدرك أن مصر دولة رشيدة تمثل أحد أهم الفاعلين لتوازن القوى فى المنطقة والعالم، وأن رسالتها من هذا التجمع هى «القوة من أجل السلام»، مما يمنح كل الدول -رغم خلافاتها- الثقة الكاملة للمشاركة والتواجد تحت مظلة «إيديكس». وماذا عن العائد المعنوى والاقتصادى للدولة؟ - المعرض يسهم فى التسويق للمنتجات العسكرية المصرية وانتشارها فى أكثر من دولة على مستوى العالم، فضلاً عن توقيع عقود شراكات التعاون الدفاعى وتوقيع مذكرات التفاهم مع كبرى الكيانات الصناعية وفرصة كبيرة للشركات المدنية المصرية لعرض منتجاتها العسكرية. كيف ينعكس تنظيم «إيديكس» على تطوير منظومة التسليح فى القوات المسلحة؟ يتيح هذا المعرض الفرص لمعاينة التطور المتسارع فى تكنولوجيا التسليح من خلال عرض كبرى الشركات الصناعية لمنتجاتهم، وبالنسبة لنا تكون الفرصة من منظور آخر يتمثل فى تقديم عروض للشركات للتعاقد معها أو توقيع مذكرات تفاهم للمشاركة فى التصنيع من خلال توفير موارد بشرية وخامات أولية بهدف نقل التكنولوجيا وتوطينها، ومزج الخبرات الأجنبية بالمصرية بما ينعكس على تطوير منظومة التسليح. ما تقييمكم للكيانات الصناعية العسكرية المصرية ووضع السلاح المصرى عالمياً؟ - مصر لديها قلاع صناعية عسكرية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلاح ولا شك أن مصر لها ثقل كبير إقليمياً وعالمياً، ولدينا سمعة قوية ورائجة، وما حققته مصر من إنجازات فى الحرب على الإرهاب يؤكد قدرة المقاتل والسلاح المصرى؛ فلدينا أسلحة أثبتت كفاءة عالية كالعربات والبلدوزرات المدرعة وكاشفات الألغام وهناك أسلحة مصرية مهمة ستعرض لأول مرة من خلال المعرض. هل نجحت مصر بالفعل فى تصدير منتجاتها العسكرية؟ وما هى أبرز هذه المنتجات؟ - بالفعل، قدمت مصر العديد من الأسلحة للسوق العالمية، كالعربة «التمساح» بأنواعها، والمدرعة «فهد»، والأجهزة الكهروبصرية، والقطع البحرية مثل القرويطة من طراز «جوويند»، والفرقاطة من طراز «ميكو»، واللنشات «الريب القتالى المدرع». وعندما تمتلك مصر سلاحاً تسعى العديد من الدول لاقتنائه لأننا أصبحنا «مصدر ثقة»، وتتميز أسلحتنا بالجودة وانخفاض الأسعار مقارنة بالدول الأخرى. يشهد العالم ثورة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعى والأنظمة غير المأهولة (درونز). أين موقع «إيديكس 2025» والصناعة المصرية من هذا التطور المتسارع؟ - نحن ندرك تماماً أن شكل الحروب قد تغير، وأن المعيار لم يعد فقط فى «حجم» المعدة، بل فى «ذكائها» لذا، خصصنا فى هذه النسخة مساحات واسعة لعرض أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الحروب السيبرانية، والأنظمة غير المأهولة سواء الجوية أو البحرية. وسيشهد الزائر للمعرض طفرة حقيقية فى هذا المجال؛ حيث تعرض مصر منظومات متطورة من الطائرات المسيرة (UAVs) المصممة والمصنعة بأيادٍ مصرية، بالإضافة إلى أنظمة مجابهة الطائرات المسيرة مما يؤكد أننا انتقلنا من مرحلة استيعاب التكنولوجيا إلى مرحلة إنتاجها وتطويرها لتناسب طبيعة التهديدات الحديثة. تعتبر كبرى الشركات العالمية مصر بوابتها الرئيسية نحو القارة السمراء.. كيف يُعظم المعرض من التعاون العسكرى مع الأشقاء الأفارقة؟ - هذا صحيح تماماً، فمصر بحكم موقعها وريادتها هى «مفتاح الأمان» للقارة يمثل «إيديكس» فرصة ذهبية للدول الإفريقية الشقيقة للاطلاع على أحدث النظم الدفاعية، التى تناسب طبيعة مسارح العمليات فى القارة، وذلك دون الحاجة للسفر إلى قارات بعيدة.. نحن فى هذا المحفل ليس فقط لعرض المنتجات، بل لتعزيز التعاون فى مجالات التدريب المشترك، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود. وجود الوفود الإفريقية بكثافة يؤكد ثقتهم فى الرؤية المصرية، ونحن من جانبنا نضع كل إمكاناتنا وخبراتنا التصنيعية والفنية فى خدمة قضايا الأمن والاستقرار الإفريقي، لأن أمن إفريقيا هو امتداد مباشر للأمن القومى المصرى. أخيرًا.. ما هى رسالتكم للمواطن؟ - أحب أن أبعث لكل المصريين رسالة تأكيد بأن خطة تطوير القوات المسلحة مستمرة ولم ولن تتوقف، وأننا نحافظ على السلام من خلال امتلاك قوة عسكرية قادرة على حماية أمننا، ونحن لا نتوقف عن مسايرة ركب التطور العسكرى وتزويد قواتنا المسلحة بأحدث الأسلحة من أجل السلام كى نحمى أرض مصر وسماءها وسواحلها وشعبنا وقراره.