قطار التغيير ينطلق سريعاً على الساحة الإقليمية والعربية والشرق أوسطية، حاملاً معه خلال العامين الماضيين وقائع وأحداثاً جديدة وملامح مستجدة وخطوطاً مستحدثة وتوجهات مختلفة وراسماً لواقع جديد فرض نفسه على المنطقة والناس بسطوة السلاح ولغة القوة وسيطرة الأمر الواقع. وفى نظرة سريعة على المنطقة ترى واقعاً جديداً فى الجنوب اللبنانى، الذى بات مرتعاً للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتعدى المستمر والدائم على السيادة اللبنانية والشعب اللبنانى بصفة عامة وفى الضاحية الجنوبية على وجه الخصوص. ولعل فى الحادث الأخير أو الجريمة الأخيرة، التى ارتكبتها إسرائيل فى لبنان والمتمثلة فى اغتيال رئيس أركان حزب الله، المثال الحى على الانتهاك المستمر والدائم من جانب إسرائيل للأراضى اللبنانية، دون رادع أو مانع ودون عقاب أو مساءلة،...، وهو ما أصبح للأسف الشديد واقعاً قائماً ومألوفاً ومعمولاً به رغم سوئه. وإذا ما ألقينا بالنظر إلى جوار لبنان، حيث الأراضى السورية التى أصبحت واقعة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى، لوجدنا ذات السياق القائم على الفظاظة و«النطاعة» الإسرائيلية الفجة، يشد الانتباه بقوة إلى مزيج منفر من مظاهر الغطرسة والغرور الطافحين على رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» وهو يتحرك ويتنقل على الأراضى السورية المحتلة فى الجنوب السورى. كان الإرهابى «نتنياهو» منتفخاً بالخيلاء والغرور وهو يجوب أرض الجنوب السورى، الذى احتله عقب تولى «أحمد الشرع» الرئاسة السورية فى بداية العام الحالى بعد أن بدل اسمه من «أبو محمد الجولانى» إلى أحمد الشرع. وخلال جولة «نتنياهو» فى الجنوب السورى راح يؤكد فى غرور ووقاحة بالغين، أن قواته لن تترك هذه المنطقة التى استولت عليها لحماية إسرائيل. وهكذا نرى قطار المتغيرات قد أثر تأثيراً كبيراً وواضحاً ليس فى لبنان فقط، الذى ترفض إسرائيل أن تنسحب من الأراضى والمواقع التى احتلتها من أرضه فى الجنوب، كما ترفض أيضاً الكف عن الاعتداءات والاغتيالات المستمرة التى تمارسها ضده،..، بل امتد على سوريا أيضاً.. حيث احتلت الجنوب السورى، وتمددت فى الجولان وجبل الشيخ ومدت نفوذها إلى المنطقة الدرزية، وألقت بظلالها على مجريات الأمور هناك وأصبحت عاملاً مشتركاً فيما يجرى هناك من قلاقل وتداعيات، سيكون لها بالتأكيد تأثيرات سلبية على واقع ومستقبل المنطقة فى ظل الأطماع الإسرائيلية غير الخافية فى سورياولبنان، والصمت الأمريكى المتعمد على الممارسات الإسرائيلية وتمددها العدوانى المستمر على الأراضى اللبنانية والسورية.