قدمت د.إنجي البستاوي، ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، ماستر كلاس بعنوان "الارتجال بين التعلم والفطرة الإنسانية"، قدمت فيه قراءة لفنون الارتجال ودوره في تطوير أدوات الممثل وتعزيز تفاعله مع اللحظة المسرحية الحية. وأوضحت البستاوي، أن الارتجال لا يقتصر على الكوميديا كما يظن البعض، بل يشمل أيضا الارتجال التراجيدي الذي وصفته بأنه "أقوى وأصعب" نظرا لحاجته إلى صدق شعوري وقدرة على خلق توتر درامي حقيقي، مضيفة أن الارتجال يتنوع بين جماعي وفردي، وارتجال مسرحي مباشر يعتمد على التفاعل بين الممثل والجمهور في لحظة فعل ورد فعل. وتطرقت البستاوي، إلى مفهوم المسرح الارتجالي بوصفه عملا يقوم على اتفاق مسبق على الخطوط العامة للعرض، بينما يستخرج النص النهائي من أداء الممثل والمخرج ومن الحالة المسرحية نفسها، دون وجود مؤلف يكتب النص مسبقا، وشددت على أن هذا النوع من المسرح يبرز حضور الممثل وقدرته على صناعة الدراما من اللحظة ذاتها. اقرأ أيضا: في ذكرى رحيل «توفيق الدقن».. الشرير المحبوب في ذاكرة الفن المصري ولفتت البستاوي، إلى أن تطبيق تدريبات الارتجال لاتقصتصر فقط على الفن والفنانين، ولكن يمكنها أن تفيد في المؤسسات الحكومية حيث أن تطبيقها داخل المؤسسات الحكومية يسهم في الحد من البيروقراطية، لما توفره هذه التدريبات من مرونة في التفكير وقدرة على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية. وقدمت د.إنجي البستاوي، خلال "الماستر كلاس"، رؤية توضحية لأهمية الارتجال كفن قائم بذاته، وأداة تدريبية مؤثرة داخل وخارج المسرح، وبالعكس في الحياة بشكل عام وتأثيرها على الأشخاص في مختلف مناحي الحياة وليس الفن أو المسرح فقط يذكر أن، الارتجال يعد أحد أقدم أشكال الأداء المسرحي، يقوم على بناء المشهد في لحظته دون نص ثابت، قد اشتهر في ثقافات متعددة، من الكوميديا ديلارتي في إيطاليا إلى مدارس الارتجال الحديثة في أوروبا وأمريكا، وأصبح اليوم منهجا تدريبيا أساسيا للممثلين، يستخدم لتطوير الخيال، وسرعة البديهة، والقدرة على التفاعل مع المواقف المتغيرة.