في زحام الأحداث الدولية والإقليمية التي يمر بها العالم، خاصة في السنوات الثلاث الماضية، التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، كانت مصر تعمل بهدوء في أحد أهم المشروعات الاستراتيجية، وهو توطين صناعة المركبات بمختلف أنواعها "سيارات أتوبيسات ومكوناتها، وتم اتخاذ خطوات تنفيذية لتوطين صناعة عربات مترو الأنفاق في مصنعين في شرق بورسعيد وبرج العرب بشراكات عالمية مع كوريا وفرنسا وألمانيا. توطين هذا النوع من الصناعات يمنح مصر امتيازات عديدة، منها حق المعرفة الخاص ببراءات الاختراعات العالمية، وبالتالي مواكبة تطوير البحث العلمي وتعزيز مكانة التعليم المصري، ومواكبته لتطور العالم، ويمكن مصر أيضا من الاعتماد علي نفسها كما فعلت الصين في مشروع القطار السريع عندما استطاعت بعد 10 سنوات من التعاون مع شركة سيمنز الألمانية أن تقوم بتصنيع قطارها وتطور مختبراتها حتي أصبحت الدولة الأولى في العالم التي تصنع القطار المغناطيسي الذي يسير بسرعة 400 كيلو متر وهذه الصناعة كفيلة باستيعاب الأيدي العاملة في بلد مثل مصر عدد سكانها تجاوز 110 مليون نسمة وينمو سكانها 2% سنويا. الدول التي تتعاون مع مصر في هذه الصناعات تعلم تماما أنها بوابة ل 53 دولة في القارة الأفريقية، لديها امتيازات جمركية وضريبية مع هذه الدول، ما يسمح بدخول المنتج المصري بامتيازات لا تحصل عليها كوريا والصين ودول الاتحاد الأوربي. إن المجهود الكبير الذي تقوم به مصر في هذا المشروع بمتابعة دقيقة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجيهه المستمر إلى الحكومة من شأنه أن يؤتي ثماره خلال فترة قريبة وهذا يتطلب تعاونا بين جميع الجهات من الأكاديميات العلمية مرورا بالأجهزة المعنية لإنجاح هذا المشروع. الحقيقة أن الشكر واجب للفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء على إصراره ومثابرته في دخول مصر عصر توطين صناعات عربات المترو ومستلزماتها في مصنعي نيرك في شرق بورسعيد وألستوم في برج العرب وجذب مصنعين كبار مثل محمد منصور لكي ينشأ مصنعا باستثمارات 150 مليون دولار في مدينة 6 أكتوبر لتصنيع السيارات الملاكي . وكذلك يجب توجيه الشكر إلى المهندس محمد شيمي وزير قطاع الاعمال العام، الذي نجح في إعادة شركة النصر لصناعات السيارات إلى الحياة بعد توقف 14 عامًا، وبعد أن كنا نصنع السيارة فيات 128 و127 ، توقف المصنع منذ عام 2009 ثم أصبح ينتج الأتوبيسات والميني باص بعلامة تجارية عالمية «نصر سكاي» مرورا السيارات حتى الكهربائية منها وفقًا للقياسات العالمية مع التصدير إلى دول أوروبية. كلمة أخيرة.. بعد كل هذا المجهود التي قامت بها الدولة في توفير البيئة المناسبة، والمناخ الاستثماري الجاذب، تحتاج الحكومة إلى احترافية في الترويج لهذه الصناعات في المعارض الدولية، إن توطين هذه الصناعات الثقيلة حدث عظيم، ولكن الاستمرارية والتواجد في الفاعليات العالمية، ومعرفة كل آخر التطورات يحافظ علي فرصنا في البقاء بين كبار هذه الصناعة التي تشهد منافسة عالمية. - مدير تحرير المصري اليوم