تريد إسرائيل تثبيت القاعدة التى تقول إنها توقع على الاتفاقات لكى تمزقها وليس لكى تلتزم بها. ويريد مجرم الحرب نتنياهو بأى وسيلة أن يستعيد صورة «المنتصر» عند أنصاره قبل أن تطيح به الانتخابات القادمة. والنتيجة أن التصعيد مستمر فى غزة رغم التزام المقاومة بتعهداتها فى اتفاق إنهاء الحرب حتى الآن، وأن العدوان المستمر على لبنان يهدد بالانفجار الكامل بعد قصف العاصمة بيروت واغتيال أحد قادة حزب الله العسكريين.. وكأنه لا يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار ولا توجد لجنة مراقبة فى لبنان يرأسها جنرال أمريكى أو مركز تنسيق عسكرى ومدنى بقيادة أمريكية داخل إسرائيل لمتابعة تنفيذ خطة ترامب. وكأنه ليس من المفترض أن تكون هناك تقارير ترصد هذه الانتهاكات الإسرائيلية وإجراءات لابد من اتخاذها لإيقافها!! الصمت الأمريكى هنا غير مبرر. ندرك أن المبعوث الأمريكى «ويتكوف» مشغول بأزمة أوكرانيا، وأن زميله المبعوث الأمريكى إلى لبنان «باراك» ضاعت آثاره بعد انتشار وثائق تورطه فى فضيحة «أبستين» الأخلاقية.. لكن هذا كله لا يمكن أن يكون سبباً للصمت على انتهاكات إسرائيل خاصة مع الادعاءات المستمرة من نتنياهو بأن ما يفعله هو تطبيق للاتفاقات التى وقعها (!!) ومع إدراك الجميع «وأولهم الولاياتالمتحدة» أن ماضى نتنياهو فى إفشال الاتفاقات لا يحتاج للمزيد، وأن الصمت على انتهاكات إسرائيل يخصم من قوة أى اتفاق مهما كان الدعم له!! الشائع أن واشنطن رفضت طلب نتنياهو منح إسرائيل ورقة ضمانات أمريكية بأن يكون لها حق التدخل العسكرى فى غزة بعد الاتفاق. لكن نتنياهو يريد أن يفرض ذلك بالأمر الواقع فى غزة كما يحدث فى لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار (!!) يريد نتنياهو الاستمرار إلى ما لا نهاية فى «استراتيجية» تعتمد على إغلاق أى باب للحل السياسى من ناحية، وإبقاء كل الأبواب مفتوحة أمام الحل العسكرى (مع ضمان الدعم الأمريكى اللامحدود) لم يعد هذا ممكناً فى ظل انكشاف جرائم إسرائيل أمام العالم، ومع حقيقة أنها أصبحت عبئاً ثقيلاً حتى على الحليف الأكبر الأمريكى!! فى انتظار موقف أمريكى حاسم يوقف التصعيد العسكرى الإسرائيلى، وينقذ اتفاقيات وقف القتال وإنهاء الحرب فى غزةولبنان قبل أن يغتالها الإرهاب الإسرائيلى الذى يقوده نتنياهو. ما هو محل اختبار الآن هو خطة لإنهاء الحرب تحمل اسم الرئيس الأمريكى وقرار من مجلس الأمن يمثل الشرعية الدولية، ورأى عام دولى يدين جرائم إسرائيل وينتصر للحق الفلسطينى ولاستقرر لبنان والمنطقة.. والصمت على جرائم إسرائيل لم يعد ممكناً ولا مقبولاً!!