جددت قوات الاحتلال الإسرائيلى غاراتها على قطاع غزة أمس، بعد يوم من استشهاد 34 فلسطينيا بينهم 18 طفلا وامرأة فى سلسلة غارات، زعم الاحتلال أنها استهدفت قيادات فى كتائب القسام، وهو ما نفته حركة حماس التى اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالسعى لاستئناف الإبادة الجماعية فى غزة. وشن جيش الاحتلال أمس قصفا مكثفا مستهدفا مدينة رفح وشرقى مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة، خلف الخط الأصفر. اقرأ أيضًا | شهداء وجرحى بغارات على لبنان خلال يومين وقال المكتب الإعلامى الحكومى إن الاحتلال قام بهجوم جديد وخرق فاضح لقرار وقف إطلاق النار، بالتوغل فى المنطقة الشرقية من مدينة غزة وتغيير أماكن تموضع العلامات الصفراء بتوسيع المنطقة التى يسيطر عليها جيش الاحتلال بمسافة 300 متر فى شوارع الشعف والنزاز وبغداد، فضلا عن محاصرة عشرات العائلات التى تقطن فى هذه المناطق ولم تستطع الخروج بعدما فوجئت بتوغل الدبابات، ولم يتسن معرفة مصير العديد من هذه العائلات فى ظل القصف الذى استهدف المنطقة. واعتبر فى بيان له إن هذه الجرائم المتواصلة تمثل استخفافا واضحا من الاحتلال بقرار وقف إطلاق النار، وتضاف إلى نحو 400 خرق تم رصدها منذ دخول القرار حيز التنفيذ، أودت بحياة أكثر من 300 شهيد وخلفت مئات الجرحى. من جهته، قالت حركة حماس إن الاحتلال يرتكب خرقا فاضحا باستمراره بإزاحة الخط الأصفر يوميا غربا وما يصاحب ذلك من نزوح جماعى لشعبنا. من جانبها، أدانت حركة المجاهدين المجزرة الوحشية التى ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين فى مدينتى غزة وخان يونس. وأكدت الحركة على أن الاحتلال يواصل فى استخدام ذرائع واهية وادعاءات سخيفة لتنفيذ جرائم الحرب والإبادة، مشددا على ضرورة تحمل الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن انتهاكات العدو وجرائمه، وعليها أن تلجمه، لا أن توفر الغطاء لجرائمه. بدوره، أدان وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو انتهاك إسرائيل وقف إطلاق النار فى القطاع، مؤكدًا موقف بلاده من ضرورة احترام التهدئة وحماية المدنيين. وفى موقف داعم للقضية الفلسطينية، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن شركة الطيران الأيرلندية «رايان إير» أزالت مدينة تل أبيب من قائمة وجهاتها على موقعها الإلكتروني، وذلك بعد قرارها تعليق السفر إلى إسرائيل حتى إشعار آخر. وفى الضفة الغربية، داهمت قوات الاحتلال ساحة مستشفى الوطنى واقتحمت مسجد الحاج نمر فى مدينة نابلس شمالى الضفة. وواصل الاحتلال عمليات الاقتحام والاعتقالات فى المدينة أكثر من 6 ساعات. وحاصرت القوات المستشفى ومنعت السيارات من المرور فى وسط المدينة. ونفذت القوات عمليات مداهمة لعدد من المحال التجارية، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة. فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى ارتفاع عدد المصابين برصاص قوات الاحتلال إلى 4 خلال الاقتحام للمدينة. فى غضون ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن تهجير إسرائيل القسرى لعشرات آلاف الفلسطينيين من 3 مخيمات للاجئين فى الضفة مطلع عام 2025، ومنعهم من العودة إلى منازلهم المدمرة، تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ودعت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لمحاسبة المسئولين الإسرائيليين ومنع حدوث المزيد من الانتهاكات. وجاء فى تقرير أصدرته المنظمة بعنوان «ضاعت كل أحلامي.. تهجير إسرائيل القسرى للفلسطينيين فى الضفة الغربية»، أن القوات الإسرائيلية نفّذت بين يناير وفبراير 2025 عملية عسكرية موسّعة أطلقت عليها اسم «السور الحديدي»، استهدفت مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين، بعد أيام من إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار فى غزة. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان القناة 7 الإسرائيلية بإقامة مستوطنة جديدة فى منطقة غوش عتصيون قرب مدينة بيت لحم بالضفة. فيما كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الإدارة المدنية الإسرائيلية أعلنت نيتها مصادرة 1800 دونم من أراض خاصة شمالى الضفة بزعم تطوير موقع أثري.