أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه التفاعلي مع المتقدمين الجدد للالتحاق بأكاديمية الشرطة أن الأعمال الدرامية التي سيطرت على الساحة الفنية لعقود طويلة لعبت دورًا كبيرًا في تغيير نظرة الأجيال الجديدة للحياة الأسرية والزوجية وفي تشكيل مفاهيم غير واقعية حول شكل الحياة الاجتماعية ومستوى المعيشة داخل المجتمع المصري. اقرأ أيضا: إنفاق الصين يهبط لأدنى مستوى منذ 2021 وخلال كلمته طرح السيد الرئيس رؤية نقدية شاملة لدور الدراما في تشكيل الوجدان العام وتأثيرها على الوعي والعلاقات الإنسانية ومعدلات الطلاق المتزايدة في المجتمع. واستعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي ممارسات الأعمال الفنية وتقديمها لأنماط اجتماعية لا تعكس واقع الحياة المصرية، مشيرا إلى أن الدراما لم تعرض نموذج الزوجة التي تكافح مع زوجها بل ركزت على منازل فخمة ورفاهية مبالغ فيها لا يستطيع تحقيقها نحو ثلثي المجتمع هذا التناقض بين الواقع وما يُعرض على الشاشة جعل كثيرًا من المشاهدين يقارنون حياتهم بتلك النماذج الدخيلة ما أسهم في زيادة الشعور بعدم الرضا والتوتر داخل الأسر دراما غير واقعية وارتفاع نسب الطلاق وأوضح السيد الرئيس أن المجتمع خلال العقود الماضية شهد تراكمًا لثقافة فنية تقدم واقعًا غير حقيقي ما أدى إلى تشكيل رؤية مختلفة عن القيم الأصيلة بل وأسهم في انتشار الطموحات غير الواقعية التي يلهث وراءها أفراد المجتمع دون مراعاة لقدراتهم الاقتصادية والاجتماعية. ولفت إلى أن هذه الصورة الاستهلاكية المرفهة التي تقدمها الدراما جعلت بعض الشباب يتعاملون مع الحياة الزوجية وكأنها رفاهية مستقرة وليست منظومة من الصبر والكفاح المشترك. إعادة بناء الوعي وشدد السيد الرئيس على أن بناء شخصية مصرية سوية لا يمكن أن يتحقق من خلال مسلسل واحد أو عمل فني منفرد وإنما يحتاج إلى رؤية طويلة المدى وجهد مشترك من كتاب الدراما والمثقفين والمختصين في علوم النفس والاجتماع. وأكد أن علاج أي مشكلة يتطلب فهم جذورها أولًا مضيفًا: لو لم يتم تشخيص الحالة بشكل صحيح فلن نصل إلى حلول فعالة.