فى الحقيقة أننا نحاول جميعا الهروب من قدر الله وأثناء رحلة الهروب يرتكب كل منا كثيرا من الموبقات والمعاصى ظنا منه بأنه يعوض أشياء بأخرى.. وأحيانا تجد من هو منطويا على نفسه يعيش حالة من اليأس والحزن ولا يخرج منه إلا بإنهاء حياته لأن الدنيا كلها قد اجتمعت عليه ولا مفر من تغير تلك الحالة الضبابية إلا بالخلاص منها.. كتبت ذلك من خلال قراءة سطور بعض الجرائم.. وأثناء التمعن فى فحواها وجدت أنها قصص مأساوية انتزع من قلوب أصحابها الإيمان وأصبحت خربة ولا يسكنها الا الشياطين أنفسهم . فمثلا عندما تقدم زوجة على إنهاء حياة أسرة كاملة بدس السم لها وترى بأعينها حالة الإعياء التى وصل إليها الأطفال والزوج ولا يتحرك لها ساكن فاعلم أن القلب قد مات من زمن بعيد ولا يرى اى نور من نور الله، وعندما يقدم رجل على التخلص من سيدة وأبنائها بالسم فاعلم أيضا أن بجريمته انحراف عن مسار الله الصحيح الذى رسمه الله لعباده للبعد عن الشهوات، وعندما يعود شاب من رحلة سفره ليقتل زوجته وطفله فاعلم أنه أيضا يعيش ثورة الشك التى تدمر كل شئ حولها.. وعندما يقدم رجل على الخلاص من أطفاله لراحتهم من عناء الحياة أو الخوف عليهم من الفقر فارتكب جرما وكفرا بالله الذى قال فى كتابه ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم . اما السيدة التى أقدمت على الخلاص من الأسرة تجدها لم تفكر لحظة أنها تزوجت رجلا كان متزوجا من غيرها ولديه أطفال فلماذا اقدمت على تلك الزيجة وتظاهرت بانها ستصبح لهما أما رغم أن بداخلها بركان قد ينفجر فى أى لحظة وعندما تسأل عن جرمها تجدها تقول أنها علمت أن زوجها سيقوم برد زوجته القديمة.. وكان على الشاب الذى أنهى حياة أم وأطفالها بدس السم أن يسلك مسار الله الصحيح لعباده.. و على الآخر الذى أقدم على قتل زوجته وطفله أن يراجع قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.. فميزان ربك لا يخطئ وإنما نقص منك ميزان عقلك بانحرافه عما كتبه الله ولوتدبرنا قول الرسول لأبى هريرة فى معرض حديثه ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. لعاش كل منا فى رضا وغنى بفضل الله.