الغربية : محمد عوف شهدت قرية صناديد التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، جريمة قتل عائلية بشعة، تضاف إلى سلسلة الجرائم التي شهدتها المحافظة مؤخرًا، حيث أقدم شاب يبلغ من العمر 25 عامًا على قتل شقيقه الأصغر من والده والذي يبلغ من العمر 15 عامًا، إثر خلافات حادة نشبت بينهما بسبب تقسيم الميراث، بعد اعتراضه على تقسيم أملاك والده على حياته ،حيث طعنه طعنة نافذة في الرأس بواسطة سلاح أبيض «مطواة» مما أدى إلى إصابته بنزيف حاد وتهتك بالمخ ووفاته في الحال، و نقلت جثة المجني عليه إلى مشرحة مستشفى طنطا الجامعي تحت تصرف النيابة العامة، والتي أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، التفاصيل في السطور القادمة. لم يكن صباح قرية صناديد التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية كسائر الأيام؛ فهدوء الريف انكسر على صرخة مدوية أشعلت أرجاء القرية، بعد أن أقدم شاب على قتل شقيقه الأصغر طعنًا في الرأس بسلاح أبيض، بسبب الخلاف على تقسيم ميراث والدهما الذي حرص على توزيعه قبل وفاته، في مشهد مأساوي هزّ مشاعر الأهالي وألقى بظلال الحزن على البيوت المجاورة. تلقى اللواء أسامة الهواري، مدير أمن الغربية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طنطا بورود بلاغ من الأهالي يفيد بوقوع جريمة قتل داخل قرية صناديد ووجود جثة صبي غارق في دمائه أمام منزله. على الفور انتقلت قوة من مباحث مركز طنطا، إلى موقع الحادث، وبالمعاينة المبدئية، تبيّن أن المجني عليه طالب بالمرحلة الثانوية، يبلغ من العمر 15 عامًا، مصابًا بطعنة نافذة في الرأس أحدثت نزيفًا حادًا وتهتكًا في المخ، أودت بحياته على الفور. كشفت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة شقيقه الأكبر (25 عامًا)، العائد حديثًا من ليبيا، بعد أن نشبت بينهما مشادة كلامية بسبب اعتراضه على تقسيم أملاك والده. تشكل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة وتبين من التحريات أن الأب، وهو مزارع في العقد السادس من العمر، كان قد قرر توزيع ممتلكاته على أبنائه وهو على قيد الحياة، لتجنّب الخلافات من بعده، فمنح الابن الأكبر «قيراط أرض»، بينما كتب منزل العائلة باسم الابن الأصغر ووالدته، في محاولة لحمايتهما من أي نزاعات مستقبلية. لكن هذا القرار لم يلقَ قبولًا من الابن الأكبر، الذي اعتبره ظلمًا صارخًا بحقه، خاصة أنه كان يعمل في ليبيا ويُرسل المال لأسرته، وعقب عودته إلى مصر، دخل في خلافات متكررة مع والده، مطالبًا بإعادة تقسيم التركة، ومع فشل محاولاته المتكررة، قرر الانتقام على طريقته المأساوية. في يوم الحادث، تتبع المتهم شقيقه الأصغر أثناء عودته إلى المنزل بصحبة زوجة والده، وباغته بطعنة في الرأس مستخدمًا «مطواة» حادة، فسقط أرضًا وسط ذهول الجيران، فيما حاول الجاني الاعتداء على زوجة والده التي حاولت الدفاع عن المجني عليه، لكن الأهالي تدخّلوا بسرعة وتمكنوا من السيطرة عليه وتسليمه لقوات الشرطة. نقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى طنطا الجامعي تحت تصرف النيابة العامة، والتي أمرت بندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة تفصيليًا، كما تم التحفظ على السلاح المستخدم. بمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات، اعترف تفصيلًا بارتكاب الجريمة، مبررًا فعلته بأنه كان يشعر بالظلم في توزيع الميراث، وقال : «ما كنتش ناوي أقتله.. بس كنت متضايق ومقهور، الدنيا ضاقت بيا لما شفت البيت اللي المفروض يبقى ليا مكتوب باسمهم»، وبعرض المتهم على النيابة العامة، قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات. وفي مشهد إنساني مؤلم، جلس الأب المكلوم أمام منزل العائلة يتلقى العزاء في نجله الأصغر شارد الذهن، وعيناه تفيضان بالدموع، مرددًا بمرارة: «كنت عايز أرتاح واطمئن عليهم.. وزعت الميراث وأنا عايش علشان ما يتخانقوش بعدي، لكن اللي كنت خايف منه حصل وأنا لسه على قيد الحياة. اقرأ أيضا: شاب يُنهى حياة والده بسبب الخلاف على ملكية «توك توك»