يحذر خبراء التغذية من أن بعض الأطعمة التي نستهلكها يوميًا دون تفكير كالخبز والأرز وحبوب الإفطار، قد تكون أخطر على مستويات السكر في الدم من قطعة حلوى!. فبينما يعتقد كثيرون أن السكر هو العدو الوحيد، يؤكد المختصون أن الكربوهيدرات البسيطة المخفية في طعامنا اليومي ترفع سكر الدم بوتيرة متكررة، مما يهدد بزيادة الوزن والإصابة بمقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع الثاني. وكشف خبير التغذية البريطاني ستيف بينيت، مؤلف كتاب «تحمّل السكر» ومدرب الصحة العامة، أن أنماط التغذية الحديثة تسببت في إغراق أجسامنا بجرعات متكررة من السكر تفوق قدرتها الطبيعية على التحمل. وقال بينيت في تصريحات صحفية، " إن جسم الإنسان صُمم للتعامل مع ارتفاعات محدودة في سكر الدم، لكننا اليوم نبدأ يومنا بحبوب الإفطار، ثم نأكل الخبز في الغداء، وننهيه بالبيتزا أو المعكرونة في العشاء، مما يجعل هرمون الإنسولين يعمل طوال اليوم بلا توقف، إلى أن تفقد الخلايا حساسيتها له، وهى الخطوة الأولى نحو الإصابة بالسكري من النوع الثاني". وأوضح أن الارتفاعات المتكررة في السكر بعد الوجبات لا تضر فقط بعملية التمثيل الغذائي، بل تدفع الجسم لتخزين الفائض على شكل دهون، ما يزيد من مخاطر السمنة وتصلب الشرايين ومرض ألزهايمر وفقدان البصر. وأكد أن الخطر لا يقتصر على الحلويات والمشروبات الغازية، بل يشمل أيضًا الكربوهيدرات المكررة الموجودة في أطعمة شائعة مثل الخبز الأبيض والأرز والمكرونة، إذ تتحول هذه المواد بسرعة إلى جلوكوز بفعل إنزيمات الفم والجهاز الهضمي. وأضاف بينيت موضحًا: "يحتوي دم الإنسان بأكمله على ما يعادل ملعقة صغيرة واحدة فقط من السكر، ومع ذلك فإننا نغمر أجسامنا يوميًا بكميات تعادل عشرات الملاعق من خلال أطعمة نعتبرها صحية أو غير مؤذية". وللحد من هذه الارتفاعات الخطيرة، قدّم بينيت استراتيجيتين بسيطتين: 1- تقليل تناول الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع مثل الخبز الأبيض والبطاطس والمكرونة، واستبدالها بأطعمة غنية بالألياف أو منخفضة السكر مثل الكينوا والقرنبيط. 2- تغيير ترتيب تناول الطعام، بحيث يبدأ الشخص بتناول الخضروات الورقية الغنية بالألياف، تليها البروتينات والدهون، ثم الكربوهيدرات في النهاية، وهو ترتيب يمكنه خفض ارتفاع السكر إلى النصف تقريبًا. كما أوضح بينيت أن بعض الأطعمة الشائعة تسبب ارتفاعات مفاجئة في السكر: حبوب الإفطار: تحتوي غالبًا على سكريات مخفية، وقد تعادل تأثير ثماني ملاعق من السكر الأبيض، وينصح باستبدالها بالبيض أو الزبادي أو المكسرات. الأرز والبطاطس: يفضل استبدالهما بخضروات بديلة منخفضة المؤشر الجلايسيمي مثل القرنبيط أو الكينوا. الفواكه الاستوائية مثل الموز والمانجو والأناناس ترفع سكر الدم سريعًا، بينما يُعد التوت خيارًا أفضل لضبط مستويات السكر. وختم خبير التغذية البريطاني تصريحه بالتأكيد على أن التحكم في نوعية وتوقيت تناول الطعام لا يحمي فقط من السكري، بل يسهم أيضًا في خفض الوزن، وتحسين صحة القلب، وإطالة العمر، قائلاً: "الطعام يمكن أن يكون دواءً أو سُمًّا، والاختيار في أيدينا".