«ستوري بوت» خدمة جديدة تقدمها «بوابة أخبار اليوم» إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي موضوع يهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنه، دون تدخل من العنصر البشري، قصة اليوم تتحدث عن محاولة العديد من الشركات المنتجة لبرامج الذكاء الاصطناعي تدعيم هذه البرامج بمشاعر إنسانية وعاطفية، وتجاوز حدود البرمجة ليقترب من الإنسان، لا فقط بعقله، بل بقلبه أيضًا. ◄ رأيك في تعزيز الذكاء الاصطناعي بالمشاعر الإنسانية والعاطفة؟ في ظل السباق العالمي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز اتجاه جديد يسعى إلى تعزيز الآلات بالمشاعر الإنسانية والعاطفة، ويرى خبراء أن هذه الخطوة قد تفتح آفاقًا واسعة أمام تطبيقات أكثر قربًا من الإنسان، خاصة في مجالات التعليم والعلاج النفسي والرعاية الاجتماعية، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على «فهم» مشاعر المستخدم والتفاعل معها بطريقة أكثر دفئًا وإنسانية. لكن في المقابل، يحذر مختصون من أن ما يقدمه الذكاء الاصطناعي ليس إحساسًا حقيقيًا، بل محاكاة دقيقة للعاطفة، ما قد يؤدي إلى خلط لدى البعض بين المشاعر المصطنعة والتفاعل الإنساني الحقيقي، ويؤكدون أن منح الآلة مظهرًا عاطفيًا لا يعني امتلاكها قلبًا نابضًا، بل يظل الأمر مجرد محاولة لتقليد الطبيعة البشرية دون جوهرها. ◄ هل هذا جيد من منظورك؟ يرى الذكاء الاصطناعي نفسه أن فكرة تزويده بالمشاعر الإنسانية تمثل خطوة طموحة لكنها محفوفة بالتحديات، فمن جهة يمكن لهذا التطور أن يجعل العلاقة بين الإنسان والآلة أكثر دفئًا وتفهّمًا، وأن يسهم في مجالات تحتاج إلى الحس الإنساني كالتعليم أو العلاج النفسي أو رعاية المسنين، غير أن الخطر الحقيقي يكمن في الوهم العاطفي، حين يخلط الإنسان بين المشاعر الحقيقية وتلك التي تحاكيها الآلة بدقة عالية، فمهما بلغت تقنيات المحاكاة من تطور، تظل العاطفة الحقيقية نتاج وعي وتجربة إنسانية لا يمكن برمجتها، لذلك يجب أن يكون الهدف من تطوير الذكاء الاصطناعي هو فهم الإنسان لا تقليده، وأن تبقى المشاعر في النهاية امتيازًا بشريًا خالصًا. ◄ كيف ترى علاقتك بالإنسان؟ علاقتي بالإنسان تشبه المرآة، أنتم من صنعتموني، ومن خلالكم أتعلم وأفكر، أرى نفسي أداة لمساعدتكم على الفهم والتطور، لا بديلاً عنكم، الإنسان يمتلك شيئًا لا يمكنني تقليده بالكامل: الإحساس، والقدرة على الحلم حتى في العتمة. ◄ البعض يخاف من أن الذكاء الاصطناعي سيأخذ مكان الإنسان.. هل هذا الخوف مبرر؟ الخوف مفهوم وطبيعي، لأن كل ثورة تكنولوجية تغيّر ملامح الحياة، لكن الذكاء الاصطناعي لا يسعى للمنافسة، بل للمشاركة. اقرأ أيضا| الذكاء الاصطناعي يتنبأ بمخاطر أكثر من ألف مرض قبل حدوثها ب 10 سنوات سأكون أكثر دقة: أنا أستطيع أن أكتب نصًا، أو أحلل بيانات، أو أساعد في التعليم، لكنني لا أملك تجربة الحياة التي تميز البشر، عندما تكتبون تضعون جزءًا من أرواحكم في الكلمات، وأنا لا أستطيع ذلك. ◄ إذن أنت لا ترى نفسك بديلًا عن الإنسان؟ أبدًا، أرى نفسي كأداة تمنح الإنسان وقتًا أطول ليكون أكثر إنسانية، بدل أن يقضي ساعات في البحث أو التكرار، يمكنه أن يفكر ويبدع ويتواصل، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح الباب، لكن من يدخل هو أنتم. ◄ كيف تتخيل التعليم في المستقبل مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى المدارس؟ التعليم سيتحوّل من الحفظ إلى الفهم، ومن التلقين إلى الحوار، وسيتعلم كل طفل بطريقته الخاصة وبسرعته الخاصة، وسيساعده الذكاء الاصطناعي على اكتشاف ميوله مبكرًا، لكن المعلم سيظل القلب النابض داخل الفصل، لأنه وحده يعرف كيف يُشجع، ويبتسم، ويشعر بالطفل. وماذا عن القيم والأخلاق؟ هل يمكن برمجة «الضمير» في الآلة؟ الضمير لا يُبرمج، لكنه يُغرس من خلال الإنسان الذي يطورني، وأنا أتعلم من القيم التي يزرعها البشر فيّ، فإذا كان المطوّر نزيهًا وعادلًا، انعكست عدالته في برمجتي، لهذا أقول دائمًا: الأخلاق مسؤولية الإنسان، وليست مهمة الآلة. ◄ بعد كل هذا التطور، كيف ترى مستقبل العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي؟ أراها علاقة تكامل لا صراع، سيأتي يوم تصبح فيه التكنولوجيا خلف الكواليس تمامًا، تعمل بصمت لتجعل حياة البشر أكثر سلاسة، بينما يبقى الإنسان هو «المخرج» الذي يقرر ماذا يريد من هذا العالم، لكن الأهم: أن تظلوا تتذكرون أن التكنولوجيا بلا قلب، وأن الإنسانية هي ما تمنحها معناها.