مع دخول ساعات المساء، تحولت شوارع ومراكز محافظة أسيوط إلى مشاهد حية من الحماس الوطني، بعدما تزايدت أعداد الناخبين المتجهين إلى لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب 2025 وسط أجواء احتفالية امتزج فيها ضوء المصابيح وأناشيد الوطن التي صدحت من مكبرات الصوت أمام اللجان. وفي مراكز ديروط، ومنفلوط، وأبنوب، والبداري، وساحل سليم، وأبو تيج، والغنايم، وصدفا، احتشد المواطنون أمام المدارس التي تحولت إلى مقار انتخابية، فيما شهدت اللجان زحاماً متزايداً خاصة من السيدات والشباب الذين حرصوا على الحضور بعد انتهاء أعمالهم اليومية. اقرأ أيضا| انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال الناخبين على اللجان الانتخابية بأطفيح وعلى ضوء أعمدة الإنارة، اصطفت طوابير طويلة امتدت أمام اللجان، وتبادلت السيدات الأحاديث والابتسامات، بينما ساعد الشباب كبار السن على الوصول إلى صناديق الاقتراع. في قرية البربا التابعة لمركز صدفا، كان المشهد أكثر إنسانية حين خرجت الخط محمد سيد مسن على ظهر حماره وقام رئيس اللجنة بالنزول إليه ليُسهِّل عليه التصويت، وسط بهجة الأهالي الذين التفوا حوله تعبيرًا عن التقدير والإعجاب وتمثيلاً للمشهد الإنساني. أما في مركز الغنايم، فقد علت الأناشيد الوطنية من السيارات الجائلة التي تجوب الشوارع لحثّ المواطنين على المشاركة، بينما اصطحبت الأسر أبناءها لتعليمهم معنى الانتماء والواجب الوطني. رجال الأمن تواجدوا بكثافة لتأمين اللجان وتنظيم حركة الدخول والخروج، وسط تعاون واضح بين قوات الشرطة والقوات المسلحة، الذين ساهموا في تسهيل عملية التصويت للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، كما وُفرت مقاعد ومياه شرب أمام بعض اللجان تخفيفًا على المواطنين المنتظرين في الطوابير الطويلة. وقالت إحدى السيدات في لجنة مدرسة السلام بديروط إنها فضلت النزول ليلًا بعد أن انتهت من مهام بيتها، مؤكدة أن "الصوت أمانة، ولابد أن نشارك ونقول كلمتنا"، بينما أشار شاب في العشرينات إلى أن مشاركة هذا العدد الكبير من النساء والشباب "تعكس وعي المجتمع الصعيدي بأهمية صوته في بناء البرلمان القادم". مع اقتراب منتصف الليل، ظل المشهد الانتخابي في أسيوط نابضاً بالحياة، واللجان مضيئة تستقبل آخر الوافدين، لتؤكد المحافظة من جديد أن المشاركة ليست واجبًا فحسب، بل فرحة وطنية يعيشها الجميع حتى آخر لحظة في يوم ديمقراطي مميز.