بالفيديو| الناخبون يصطفون أمام لجان الانتخابات بالجيزة    انتخابات النواب 2025، توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمدرسة الشهيد جمال حسين بالمنيب    حماس وطني يملأ لجان الجيزة.. الطوابير تمتد والأعلام ترفرف والشرطة توفر غطاء الأمن والأمان    «الوطنية للانتخابات»: مشاركة إيجابية من المواطنين في التصويت    انتخابات مجلس النواب 2025.. السجن والغرامة لكل من يتلاعب بأصوات الناخبين    ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 11 نوفمبر 2025    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر    10 قطاعات رئيسية، تعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر    انقطاع المياه 6 ساعات عن مركز بلطيم لهذا السبب    رئيس وزراء العراق: انتخابات مجلس النواب تُجرى بأجواء آمنة ومستقرة    وزير الخارجية يؤكد اعتزاز مصر بعلاقاتها الراسخة مع روسيا    انضمام صلاح ومرموش لمعسكر الفراعنة بالإمارات اليوم    هشام نصر: عبد المجيد ومحمد السيد مستقبل الزمالك.. ولن نكرر نفس الخطأ    الشحات: لا أحد يستطيع التقليل من زيزو.. والسوبر كان «حياة أو موت»    نص تقرير المعمل الكيماوي لكمية مخدرات ضبطت بحوزة شخص في المطار    اليوم.. محاكمة 9 متهمين في «رشوة وزارة الصحة»    انتخابات مجلس النواب 2025.. توافد الناخبين للإدلاء بأصواتهم داخل مدرسة خطاب الخاصة بأرض اللواء| صور    لحظة خروج جثمان إسماعيل الليثي من المستشفى استعدادًا لدفنه (فيديو)    رئيس الوزراء يستعرض ترتيبات انطلاق مهرجان حديقة تلال الفسطاط الشتوي    وزير الصحة يبحث مع نظيره الهندي التعاون في صناعة الأدوية والاستثمار المشترك    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    حبس عاطلين لاتهامهما بسرق دراجة نارية فى طوخ بالقليوبية    انطلاق التصويت في اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025 بدوائر الهرم والعمرانية    مجلس الشيوخ الأمريكى يقر مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومى    وزير الرى: التعديات على مجرى النيل تؤثر سلبا على قدرته فى التصرفات المائية    بدء التصويت باليوم الثاني ل انتخابات مجلس النواب بالإسكندرية    هتندع.. عاجل من الأرصاد بشأن طقس اليوم الثلاثاء    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 11نوفمبر 2025    مرشح واقعة اللافتات الشهيرة بقنا على أحداث الأمس: انا لقيت عربية بطاطا قعدت أكل منها وسبت اللجنة"    ننشر كواليس لقاء وفد روسي رفيع المستوى بالرئيس السيسي    عادل عبدالرحمن: الزمالك أنفق في الميركاتو الصيفي "أضعاف" الأهلي    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    بعد تداول فيديو.. «الداخلية» تضبط سائق «ربع نقل» سار عكس الاتجاه في الجيزة    زلزال يضرب كريت باليونان| هل شعرت مصر بالهزة؟.. البحوث الفلكية توضح    بسمة بوسيل تقف إلى جانب آن الرفاعي بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز    بتوقيع عزيز الشافعي...بهاء سلطان يشعل التحضيرات لألبومه الجديد بتعاون فني من الطراز الرفيع    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني بالمحلة الكبرى.. ويوجه بإعداد تقرير عاجل    بينها حالات اغتصاب.. نزوح جماعي وانتهاكات بحق النساء في الفاشر (تفاصيل)    بعد إجراء الكنيست ضد الأسرى الفلسطينيين.. بن غفير يوزع البقلاوة (فيديو)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    بعد دخوله العناية المركزة.. ريم سامي تطمئن الجمهور على نجلها    مقتل شخصين إثر تحطم طائرة إغاثة صغيرة في فلوريدا بعد دقائق من إقلاعها    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    4 أسابيع من التقدم.. حظ برج الدلو اليوم 11 نوفمبر    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من فضلك.. لا تذكر غزة!
يوميات الأخبار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 10 - 11 - 2025


د. ياسر ثابت
يعجبنى الباحث الذى ينقب ويتحقق ويجتهد بحثًا عن الحقيقة ولا شيء سواها
زهور غزة .. وأشواك لندن
«يمكنكِ ذكر أوكرانيا، لكن من فضلك لا تذكرى غزة.. الأمر حساس للغاية بالنسبة لأطفالنا، بغض النظر عن انتماءاتهم».
هذا هو التحذير الذى تلقته كاتبة الأطفال البريطانية أنجالى رءوف من مدير مدرسة فى جنوب لندن كان من المقرر أن تُلقى كلمة فيها.
فى مقالها المنشور فى جريدة «الأوبزرفر» البريطانية بتاريخ 22 أكتوبر 2025، قالت أنجالى رءوف: هذه هى التحذيرات التى أتلقاها غالبًا من المعلمين قبل حديثى مع الأطفال حول موضوع محورى فى بعض قصصي: اللاجئون الفارون من الحرب.. فإلى جانب كونى كاتبة أطفال، فأنا أيضًا ناشطة فى مجال حقوق الإنسان، وأعتقد أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية فى غزة.
وتتابع: هذه التحذيرات، التى بدأت كهمسات عابرة عام 2023، تُقدم لى الآن غالبًا كتوجيه رسمي، مع حاشية تُفيد بأن المدارس غير سياسية؛ وأنه لا يُسمَح للمعلمين بالتصرف ك»مؤثرين» سياسيين، وأننى كضيفة، عليَّ أن أُحيّد نفسي. لمدة عامين، أومأت برأسى وابتلعت هذه التعليمات، على الرغم من علمى بأن الأحداث الخارجية تؤثر على الكثير من الأطفال - والموظفين - بشكل أقرب إلى الوطن مما يرغب الكثيرون فى قطاع التعليم فى الاعتراف به. فالأطفال والموظفون الذين تُمزق أوطان أجدادهم بسبب الحرب، سواء كانت فلسطين أو السودان أو الكونغو أو اليمن أو أفغانستان، لا يعيشون حياة واحدة فقط. إنهم - نحن - نعيش حياة متوازية، حيث «هنا» فى ملاذ المملكة المتحدة، غالبًا ما يكون.. خلافات مع «هناك» حيثما زالت الروابط العائلية، الحالية والتاريخية، قائمة. البلدان التى نسمع عنها على قنوات الأخبار على مدار الساعة ليست بلادًا بعيدة. إنها أماكن يعيش فيها الأجداد والأعمام والعمات وأبناء العمومة والأصدقاء، على بُعد قفزة واحدة، أو رحلة جوية، أو عطلة صيفية.
بكلماتٍ واضحة تقول الكاتبة البريطانية: ومع ذلك، فى الفصول الدراسية ذاتها التى نُعلّم فيها الأطفال رفع أصواتهم ضد الظلم والدفاع عن حقوق الآخرين، يُعلّم الكثيرون الآن كتم مخاوفهم.
فى منتصف أكتوبر الجاري، واصل النظام الإسرائيلي، فى خضم وقف إطلاق النار، استهداف لبنان وقصفه؛ وأفرج عن جثث رهائن فلسطينيين مشوهة؛ وسمح للمستوطنين بارتكاب العنف ضد العائلات الفلسطينية؛ وقتل عائلة مكونة من 11 فردًا، بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء أثناء عودتهم إلى منزلهم الذى تعرض للقصف، وأطلق النار على محمد بهجت الحلاق، البالغ من العمر11عامًا، أثناء لعبه كرة القدم مع أصدقائه. ومع ذلك، ورغم كل ما سبق، فإن إسكات الذات فى المدارس البريطانية ما زال قاعدةً تُسهم فى خلق شكل جديد من أشكال القمع: شكلٌ يقف مباشرةً احتمالات للدروس التى تُدرّس عادةً.
وهذا قد يُفسّر لماذا نرى تصدّعاتٍ تظهر فى مواضع لم يعد فيها ثقل الصمت يُثقل كاهلها. لمحتُ ذلك لأول مرة قبل بضعة أشهر، عندما أشارت موظفة استقبال فى مدرسة إلى حبلها المُثقل بالشارات، ووجّهت نظرى إلى شعار بطيخة صغير - رمز المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. قالت: «إنها طريقتى لأُظهر للأطفال أننى لا أدعم ما يحدث للأبرياء».
ثم كانت هناك مُعلّمة ترتدى أقراطًا على شكل بطيخة؛ وأخرى غطّت لوحها بملصقات بطيخ لامعة، وأخرى قالت: «شكرًا لكِ على التحدث علنًا عما لا نستطيع قوله»، قبل أن تُقدّم لى طبقًا من البطيخ.
ثم جاءت الرسائل المباشرة على حسابى على إنستغرام، تُلمّح إلى محاولة الأطفال كسر الوضع الراهن. أولًا من أمّ تُخبرنى أن ابنتها اختارت التحدث عن وعد بلفور فى مناظرة حول حلّ النزاعات - لتتعرّض للتوبيخ أمام جميع طلاب صفها. أعادت صياغة خطابها، ثمّ اقترحت موضوعًا للصف التالي. مناظرة: «كيف يُمكن أن يكون النقاش مناظرة إذا كان الأطفال يُعاقَبون على حديثهم عن حقائق الحياة؟».
تضيف: أرسل لى أحد أولياء الأمور رسالةً ليُخبرنى فيها أن مشروع ابنه الفنى لشهادة الثانوية العامة اعتُبر «مُسيئًا» للغاية للتقديم. ماذا رسم؟ لوحة تُخلّد ذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتى قُتِلت على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، مع عائلتها وسائقى سيارات الإسعاف الذين هبوا لإنقاذها. وقد استبدل تكريمًا لها ال 355 رصاصة التى أُطلِقت عليها ورسم 355 زهرة.
تختم أنجالى رءوف مقالها بالقول: يميل أطفالنا إلى رؤية ما نراه؛ لذا، لا يسعنى إلا أن أسأل فى كل مرة أغادر فيها مدرسةً صامتةً: من تخدم سياسة الصمت هذه؟، هل نُعلّم قادة الغد ومواطنيه التزام الصمت فى وجه الظلم المُعلن عالميًا؟، أن يُحافظوا على «خفة» تأثيرهم، مهما كانت التكلفة البشرية؟
بالنظر إلى أشكال المقاومة الجديدة، المُعلنة وغير المُعلنة التى أشهدها، فإن الإجابة هى «لا» مُدوية.
انتهى كلام الكاتبة البريطانية عن الزهور التى تتحدى الصمت وتنبت فى كل مكان، تكريمًا لغزة وضحاياها.
محمد فوزى.. الحقيقى!
يعجبنى الباحث الذى ينقب ويتحقق ويجتهد بحثًا عن الحقيقة ولا شيء سواها. من ذلك كتاب والمؤرخ الفنى أشرف غريب الذى يحمل عنوان «محمد فوزى الوثائق الخاصة» (بتانة، 2019)؛ والذى صحّح عددًا من المعلومات المغلوطة عن الفنان محمد فوزى.
انفرد أشرف غريب لأول مرة فى الكتاب بنشر شهادة ميلاد محمد فوزى الحقيقية، التى تثبت أن تاريخ ميلاده الصحيح هو 19 أغسطس عام 1918، وليس كما هو متداول عبر شبكة الإنترنت 15 أغسطس عام 1918، كما نشر لأول مرة مكان ميلاده الحقيقى وهو شارع الشيخ صباح فى قرية كفر أبو جندي، إحدى قرى مدينة طنطا محافظة الغريبة، بالإضافة لشهادة ميلاد زوجته الأولى هداية عبد المحسن.
وأشار غريب إلى أن فوزى كان يهوى لعبة كرة القدم: «من المعلومات غير المتداولة عن الفنان الراحل، هو شغفه الشديد بممارسة كرة القدم، وعشقه لنادى الزمالك، وكان قائد فريق مدرسته فى اللعبة، وسافر خلال تلك الفترة إلى عدد من القرى فى بلدته من أجل ممارسة اللعبة، وكانت كرة القدم سببًا رئيسيًا فى ذيع صيته مطربًا؛ إذ كان يستغل فترات السفر مع فرقته الرياضية لأداء عدد من الأغنيات، إلى أن انتبه القائمون فى المدرسة لموهبة فوزى الغنائية، وأصبح بعد ذلك مطربًا للمدرسة».. ونفى غريب فى كتابه المعلومات المنتشرة حول رفض اعتماد الإذاعة المصرية فوزى مطربًا والاكتفاء به ملحنًا، لضعف صوته، قائلًا: «كل المعلومات المنتشرة عن رفض اعتماده فى الإذاعة المصرية مطربًا والاكتفاء به ملحنًا حتى عام 1954، غير صحيحة بتاتًا، وأثبتُ نفيها فى الكتاب بوثيقة من الإذاعة المصرية تشير إلى أنه فى 6 فبراير عام 1938 تحديدًا فى تمام الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلًا، أذيعت أغنية للمطرب فوزى (حبس الحو)، وهو الاسم الحقيقى لمحمد فوزى بعنوان (بين النخيل والبدر طالع) من كلمات عاصم مظهر وألحان سعيد فؤاد، وفى عام 1941 أذاعت الإذاعة المصرية أغنيات لفرقة فاطمة رشدى من ألحان محمد فوزي، مما يشير إلى أن الإذاعة المصرية اعتمدت محمد فوزى فى البداية مطربًا ومن ثمّ ملحنًا».
حوار السينما والفلسفة
ما زال المجال الذى يجمعُ بين السينما والفلسفةِ مجالًا حديثًا نسبيًّا. ويُعدُّ كتاب داميان كوكس ومايكل ليفين «السينما والفلسفة: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى» الذى ترجمته نيفين عبد الرءوف، ثمرةً للجهود الرَّائدة لأولئكَ الفلاسفة والمُنَظِّرين السينمائيين الذينَ ساعدوا على إرساء هذا المزهور غزة .. وأشواك لندن
«يمكنكِ ذكر أوكرانيا، لكن من فضلك لا تذكرى غزة.. الأمر حساس للغاية بالنسبة لأطفالنا، بغض النظر عن انتماءاتهم».
هذا هو التحذير الذى تلقته كاتبة الأطفال البريطانية أنجالى رءوف من مدير مدرسة فى جنوب لندن كان من المقرر أن تُلقى كلمة فيها.
فى مقالها المنشور فى جريدة «الأوبزرفر» البريطانية بتاريخ 22 أكتوبر 2025، قالت أنجالى رءوف: هذه هى التحذيرات التى أتلقاها غالبًا من المعلمين قبل حديثى مع الأطفال حول موضوع محورى فى بعض قصصي: اللاجئون الفارون من الحرب.. فإلى جانب كونى كاتبة أطفال، فأنا أيضًا ناشطة فى مجال حقوق الإنسان، وأعتقد أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية فى غزة.
وتتابع: هذه التحذيرات، التى بدأت كهمسات عابرة عام 2023، تُقدم لى الآن غالبًا كتوجيه رسمي، مع حاشية تُفيد بأن المدارس غير سياسية؛ وأنه لا يُسمَح للمعلمين بالتصرف ك»مؤثرين» سياسيين، وأننى كضيفة، عليَّ أن أُحيّد نفسي. لمدة عامين، أومأت برأسى وابتلعت هذه التعليمات، على الرغم من علمى بأن الأحداث الخارجية تؤثر على الكثير من الأطفال - والموظفين - بشكل أقرب إلى الوطن مما يرغب الكثيرون فى قطاع التعليم فى الاعتراف به. فالأطفال والموظفون الذين تُمزق أوطان أجدادهم بسبب الحرب، سواء كانت فلسطين أو السودان أو الكونغو أو اليمن أو أفغانستان، لا يعيشون حياة واحدة فقط. إنهم - نحن - نعيش حياة متوازية، حيث «هنا» فى ملاذ المملكة المتحدة، غالبًا ما يكون.. خلافات مع «هناك» حيثما زالت الروابط العائلية، الحالية والتاريخية، قائمة. البلدان التى نسمع عنها على قنوات الأخبار على مدار الساعة ليست بلادًا بعيدة. إنها أماكن يعيش فيها الأجداد والأعمام والعمات وأبناء العمومة والأصدقاء، على بُعد قفزة واحدة، أو رحلة جوية، أو عطلة صيفية.
بكلماتٍ واضحة تقول الكاتبة البريطانية: ومع ذلك، فى الفصول الدراسية ذاتها التى نُعلّم فيها الأطفال رفع أصواتهم ضد الظلم والدفاع عن حقوق الآخرين، يُعلّم الكثيرون الآن كتم مخاوفهم.
فى منتصف أكتوبر الجاري، واصل النظام الإسرائيلي، فى خضم وقف إطلاق النار، استهداف لبنان وقصفه؛ وأفرج عن جثث رهائن فلسطينيين مشوهة؛ وسمح للمستوطنين بارتكاب العنف ضد العائلات الفلسطينية؛ وقتل عائلة مكونة من 11 فردًا، بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء أثناء عودتهم إلى منزلهم الذى تعرض للقصف، وأطلق النار على محمد بهجت الحلاق، البالغ من العمر11عامًا، أثناء لعبه كرة القدم مع أصدقائه. ومع ذلك، ورغم كل ما سبق، فإن إسكات الذات فى المدارس البريطانية ما زال قاعدةً تُسهم فى خلق شكل جديد من أشكال القمع: شكلٌ يقف مباشرةً احتمالات للدروس التى تُدرّس عادةً.
وهذا قد يُفسّر لماذا نرى تصدّعاتٍ تظهر فى مواضع لم يعد فيها ثقل الصمت يُثقل كاهلها. لمحتُ ذلك لأول مرة قبل بضعة أشهر، عندما أشارت موظفة استقبال فى مدرسة إلى حبلها المُثقل بالشارات، ووجّهت نظرى إلى شعار بطيخة صغير - رمز المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. قالت: «إنها طريقتى لأُظهر للأطفال أننى لا أدعم ما يحدث للأبرياء».
ثم كانت هناك مُعلّمة ترتدى أقراطًا على شكل بطيخة؛ وأخرى غطّت لوحها بملصقات بطيخ لامعة، وأخرى قالت: «شكرًا لكِ على التحدث علنًا عما لا نستطيع قوله»، قبل أن تُقدّم لى طبقًا من البطيخ.
ثم جاءت الرسائل المباشرة على حسابى على إنستغرام، تُلمّح إلى محاولة الأطفال كسر الوضع الراهن. أولًا من أمّ تُخبرنى أن ابنتها اختارت التحدث عن وعد بلفور فى مناظرة حول حلّ النزاعات - لتتعرّض للتوبيخ أمام جميع طلاب صفها. أعادت صياغة خطابها، ثمّ اقترحت موضوعًا للصف التالي. مناظرة: «كيف يُمكن أن يكون النقاش مناظرة إذا كان الأطفال يُعاقَبون على حديثهم عن حقائق الحياة؟».
تضيف: أرسل لى أحد أولياء الأمور رسالةً ليُخبرنى فيها أن مشروع ابنه الفنى لشهادة الثانوية العامة اعتُبر «مُسيئًا» للغاية للتقديم. ماذا رسم؟ لوحة تُخلّد ذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتى قُتِلت على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، مع عائلتها وسائقى سيارات الإسعاف الذين هبوا لإنقاذها. وقد استبدل تكريمًا لها ال 355 رصاصة التى أُطلِقت عليها ورسم 355 زهرة.
تختم أنجالى رءوف مقالها بالقول: يميل أطفالنا إلى رؤية ما نراه؛ لذا، لا يسعنى إلا أن أسأل فى كل مرة أغادر فيها مدرسةً صامتةً: من تخدم سياسة الصمت هذه؟، هل نُعلّم قادة الغد ومواطنيه التزام الصمت فى وجه الظلم المُعلن عالميًا؟، أن يُحافظوا على «خفة» تأثيرهم، مهما كانت التكلفة البشرية؟
بالنظر إلى أشكال المقاومة الجديدة، المُعلنة وغير المُعلنة التى أشهدها، فإن الإجابة هى «لا» مُدوية.
انتهى كلام الكاتبة البريطانية عن الزهور التى تتحدى الصمت وتنبت فى كل مكان، تكريمًا لغزة وضحاياها.
محمد فوزى.. الحقيقى!
يعجبنى الباحث الذى ينقب ويتحقق ويجتهد بحثًا عن الحقيقة ولا شيء سواها. من ذلك كتاب والمؤرخ الفنى أشرف غريب الذى يحمل عنوان «محمد فوزى الوثائق الخاصة» (بتانة، 2019)؛ والذى صحّح عددًا من المعلومات المغلوطة عن الفنان محمد فوزى.
انفرد أشرف غريب لأول مرة فى الكتاب بنشر شهادة ميلاد محمد فوزى الحقيقية، التى تثبت أن تاريخ ميلاده الصحيح هو 19 أغسطس عام 1918، وليس كما هو متداول عبر شبكة الإنترنت 15 أغسطس عام 1918، كما نشر لأول مرة مكان ميلاده الحقيقى وهو شارع الشيخ صباح فى قرية كفر أبو جندي، إحدى قرى مدينة طنطا محافظة الغريبة، بالإضافة لشهادة ميلاد زوجته الأولى هداية عبد المحسن.
وأشار غريب إلى أن فوزى كان يهوى لعبة كرة القدم: «من المعلومات غير المتداولة عن الفنان الراحل، هو شغفه الشديد بممارسة كرة القدم، وعشقه لنادى الزمالك، وكان قائد فريق مدرسته فى اللعبة، وسافر خلال تلك الفترة إلى عدد من القرى فى بلدته من أجل ممارسة اللعبة، وكانت كرة القدم سببًا رئيسيًا فى ذيع صيته مطربًا؛ إذ كان يستغل فترات السفر مع فرقته الرياضية لأداء عدد من الأغنيات، إلى أن انتبه القائمون فى المدرسة لموهبة فوزى الغنائية، وأصبح بعد ذلك مطربًا للمدرسة».. ونفى غريب فى كتابه المعلومات المنتشرة حول رفض اعتماد الإذاعة المصرية فوزى مطربًا والاكتفاء به ملحنًا، لضعف صوته، قائلًا: «كل المعلومات المنتشرة عن رفض اعتماده فى الإذاعة المصرية مطربًا والاكتفاء به ملحنًا حتى عام 1954، غير صحيحة بتاتًا، وأثبتُ نفيها فى الكتاب بوثيقة من الإذاعة المصرية تشير إلى أنه فى 6 فبراير عام 1938 تحديدًا فى تمام الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلًا، أذيعت أغنية للمطرب فوزى (حبس الحو)، وهو الاسم الحقيقى لمحمد فوزى بعنوان (بين النخيل والبدر طالع) من كلمات عاصم مظهر وألحان سعيد فؤاد، وفى عام 1941 أذاعت الإذاعة المصرية أغنيات لفرقة فاطمة رشدى من ألحان محمد فوزي، مما يشير إلى أن الإذاعة المصرية اعتمدت محمد فوزى فى البداية مطربًا ومن ثمّ ملحنًا».
حوار السينما والفلسفة
ما زال المجال الذى يجمعُ بين السينما والفلسفةِ مجالًا حديثًا نسبيًّا. ويُعدُّ كتاب داميان كوكس ومايكل ليفين «السينما والفلسفة: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى» الذى ترجمته نيفين عبد الرءوف، ثمرةً للجهود الرَّائدة لأولئكَ الفلاسفة والمُنَظِّرين السينمائيين الذينَ ساعدوا على إرساء هذا المجالِ كمبحثٍ مُهِمٍّ دائم التطوِر وفى سبيلِه حتمًا للازدهار.
ويأتى كتاب «السينما والفلسفة: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى» الذى صدر باللغة العربية عام 2018 عن مؤسسة هنداوى فى 334 صفحة، ليمنحنا فرصة الاطلاع على مجموعة ثرية مِن الأفلام، يستعرض من خلالها عددًا مِن أهمِّ القضايا الفلسفية، ومِن بينها: نظرية المعرِفة، وما وراء الطَّبيعة، وعِلم الوجود، والذكاء الاصطناعي، والزمن. ثُمَّ ينتقِل بالقارئ نحو استكشافٍ جديٍّ لمسألة «الوضع البشري» وما تتضمَّنه من إشكاليات كالإرادةِ الحُرة والهُوية الذاتية والموت ومعنى الحياة.
إنهُ مزيجٌ فريدٌ تندرُ مصادفته فى الكتب التى تتناول الفلسفة والسينما؛ حيث يجمع المؤلفان فى كتابهما المميِّز بين أقلام أبرز الفلاسِفة وعدسات أشهرِ صُنَّاع الأفلام فى بحثٍ مُتعمِّق نحو فهمٍ أفضل للحياة وقضايا الفِكر .جالِ كمبحثٍ مُهِمٍّ دائم التطوِر وفى سبيلِه حتمًا للازدهار.
ويأتى كتاب «السينما والفلسفة: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى» الذى صدر باللغة العربية عام 2018 عن مؤسسة هنداوى فى 334 صفحة، ليمنحنا فرصة الاطلاع على مجموعة ثرية مِن الأفلام، يستعرض من خلالها عددًا مِن أهمِّ القضايا الفلسفية، ومِن بينها: نظرية المعرِفة، وما وراء الطَّبيعة، وعِلم الوجود، والذكاء الاصطناعي، والزمن. ثُمَّ ينتقِل بالقارئ نحو استكشافٍ جديٍّ لمسألة «الوضع البشري» وما تتضمَّنه من إشكاليات كالإرادةِ الحُرة والهُوية الذاتية والموت ومعنى الحياة.
إنهُ مزيجٌ فريدٌ تندرُ مصادفته فى الكتب التى تتناول الفلسفة والسينما؛ حيث يجمع المؤلفان فى كتابهما المميِّز بين أقلام أبرز الفلاسِفة وعدسات أشهرِ صُنَّاع الأفلام فى بحثٍ مُتعمِّق نحو فهمٍ أفضل للحياة وقضايا الفِكر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.