في أوائل القرن العشرين أنشأ الأمير يوسف كمال بن الأمير أحمد كمال باشا بن احمد رفعت باشا بن ابراهيم باشا بن محمد على باشا الكبير المجموعة المعمارية بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا على الشاطيء الغربي لنهر النيل لتكون تحفة معمارية يدير من خلالها أملاكه الزراعية التي تجاوزت ستة عشر ألف فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، بعد أن اختار لها موقعا متميزا يجمع في إطلالته بين الخضرة والماء و الطبيعة الجبيلة، ومن ضمن معالم السياحة الداخلية التي ستضع قنا على الخريطة السياحية. تقع هذه المجموعة على الجانب الغربي لنهر النيل بمدينة نجع حمادي، وتم إنشاؤه في عام 1908، بإشراف مهندس القصور المعمارية انطونيو لاشياك وهو من أشهر المعماريين الذين قدموا إلى مصر. ويُعد قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي الذي استغرق بناءه 13 عاماً من أجمل القصور الموجودة بصعيد مصر، حيث يمثل القصر طرازاً معمارياً فريداً يجمع في تصميماته و مبانيه العديد من الطرز المعمارية المختلفة ، ما بين الطراز المعماري الإسلامي والأوروبي الحديث تروي الدكتورة سحر عبد الفتاح حسن مسؤول الوعي الأثري والتواصل المجتمعي بمناطق اثار قنا الإسلامية والقبطية أن الأمير يوسف كمال المولود في 1882 م أحد أهم أمراء الأسرة العلوية التي أسسها محمد على باشا وحكمت مصر حوالي مائة وسبعة وأربعين سنة " 1805 _ 1952م " وتتابع على حكم مصر أحد عشر من الحكام منهم الوالي أو الباشا أو الخديوي أو السلطان أو الملك، أن منشأ المجموعة المعمارية كان معنيا بالامور الجغرافية و الفلكية كما كان مولعا بالصيد في البراري الصحراوية وقد برحلات كثيرة إلى بلاد الهند وكشمير وألف العديد من الكتب في مجال الجغرافيا والترجمة وغيرها من العلوم كما كان مولعا بالفنون والعمارة الإسلامية وجامعا للتحف والمقتنيات حيث مدرسة الفنون الجميلة بدرب الجماميز والتي أصبحت فيما بعد كلية الفنون الجميلة. وتشير الدكتور سحر عبد الفتاح إلى أن الأمير يوسف كمال تدرج في عدة وظائف حتى استطاع أن يصبح وريثا لحكم مصر في عهد السلطان حسين كامل 1914 - 1917م، لافتة أنه أنشأ العديد من القصور والعمارات منها قصره في المطرية وقصره في نجع حمادي وقصره بأرمنت وقصر ستانلي باي بالرمل في الإسكندرية وفيلا شوتش إلى جانب إنشاء مدرسة ابتدائية في مدينة نجع حمادي و هي الآن مدرسة أبو بكر الصديق التابعة لإدارة المدينة التعليمية. توضح مسؤولة الوعي الاثري والتواصل المجتمعي بمناطق اثار قنا أن المجموعة المعمارية الأثرية تتكون من مبنى القصر " الحرملك " ومبنى السلاملك ومبنى قاعة الطعام وضريح الشيخ عمران وملحقاته ومبنى المطبخ وملحقاته ومبنى تفتيش دائرة الأمير يوسف كمال ومبنى سكن ناظر الدائرة والفسقية " النافورة" و السبيل والأسوار المحيطة. و تعد المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بنجع حمادي من أهم الآثار الإسلامية والقبطية في مناطق اثار قنا المفتوحة للزيارة بعد أن تم تطويرها ورفع كفاءة عناصرها المعمارية في سبتمبر 2019، حيث تستقبل الزائرين المصريين بجانب الوافدين من الدول العربية والعالمية من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعه الخامسة مساء يوميا وعلى مدار الأسبوع بجانب الرحلات المدرسية والجامعية و تقام بداخلها العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة وفقا للقوانين واللوائح المنظمة لذلك الشأن وتبين الدكتورة سحر عبد الفتاح أن تذكرة الطالب المصري تبلغ قيمتها خمسة جنيهات فقط في حين تبلغ تذكر الزائر المصري 10 جنيهات فقط يستمتع بها الوافد بجولة بين عناصر المجموعة المعمارية الأثرية ويستمع إلى شرح مفصل حول تاريخ الأثر بجانب مشاهدته المقتنيات الأثرية للأمير يوسف كمال التي تم عرضها بعد انتهاء أعمال التطوير وافتتاحها لاستقبال الزائرين.