البرازيل.. بدء أعمال قمة المناخ ومصر صوت إفريقيا فى المؤتمر

تتجه أنظار العالم نحو مدينة بيليم فى ولاية بارا شمال البرازيل، حيث تستعد لاحتضان الحدث البيئى الأهم على مستوى العالم، وهو مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP30»، المقرر انعقاده غدا الاثنين ولمدة أسبوعين بمشاركة أكثر من 150 دولة، إلى جانب آلاف الخبراء والمنظمات الدولية المعنية بالعمل المناخي وشهد اليومان السابقان للمؤتمر «قمة القادة»، بمشاركة واسعة من زعماء العالم.
وفى كلمته الافتتاحية، حذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة من أن «فشل العالم فى الحفاظ على حدّ التسخين عند 1.5 درجة مئوية يُعدّ فشلًا أخلاقيًا وإهمالًا قاتلًا»، داعيًا إلى اتخاذ قرارات جريئة لإنقاذ مستقبل الكوكب.
اقرأ أيضًا | الرئيس البرازيلي: آمل أن تحلّ خلافاتنا مع واشنطن قريبًا
أما الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، فأعلن عن إطلاق مبادرة ضخمة بعنوان «صندوق الغابات الاستوائية للأبد Tropical Forests Forever Fund»، تهدف إلى توفير آلية تمويلية بمليارات الدولارات لدعم الدول التى تحافظ على غاباتها، باستثمارات مبدئية بلغت 125 مليار دولار.
وكانت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، قد ألقت كلمة مصر فى قمة القادة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أن «العالم ما زال يعانى فجوة كبيرة بين التعهد والتنفيذ، وأن التمويل المناخى لا يزال دون المستوى المطلوب».
وقالت الوزيرة إن «قمة بيليم تمثل رسالة أمل وتجديد للثقة فى قدرة المجتمع الدولى على العمل المشترك»، داعية إلى إحياء روح اتفاق باريس القائمة على العدالة والمسئولية المشتركة، وشددت على أن الهدف الجماعى الجديد للتمويل (NCQG) يجب أن يُبنى على احتياجات الدول النامية ويحقق التوازن بين التخفيف والتكيف، مع الاعتماد على منح عادلة لا قروض مرهقة.
وأكدت الوزيرة أن التكيف يمثل أولوية وجودية لإفريقيا، مشيرة إلى ضرورة الوفاء بتعهد مضاعفة تمويل التكيف وتفعيل الهدف العالمى للتكيف لدعم المجتمعات الأكثر هشاشة، كما رحبت بالتقدم فى إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذى أقرّ فى قمة شرم الشيخ COP27، مطالبة بالإسراع فى ضخ موارد جديدة فيه «كمنح لا كقروض».وأضافت أن العدالة المناخية هى الأساس لأى نظام مناخى منصف، وكانت الوزيرة أكدت أن مصر تمثل «صوت القارة الإفريقية» فى المفاوضات المناخية، وتدافع عن حق شعوبها فى تمويل عادل ومنصف لتنفيذ برامج التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي.
وأكدت د. منال عوض، القائم بأعمال وزير البيئة، أن الدولة المصرية اتخذت خلال السنوات الأخيرة خطوات جادة نحو تنويع خليط الطاقة، من خلال التوسع فى الطاقة المتجددة، حيث تستهدف الدولة الوصول إلى 42% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030، مع وجود مشاريع رائدة فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، كما تعمل مصر على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير البنية التحتية للنقل والتوزيع، إلى جانب الاستثمار فى الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء باعتبارهما من ركائز مستقبل الطاقة منخفضة الانبعاثات.
جاء ذلك خلال مشاركة د. منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، فى حوار المائدة المستديرة «التحول فى مجال الطاقة»، والتى عُقدت برئاسة لولا دا سيلفا، الرئيس البرازيلى.
وأشارت إلى أن العالم يشهد تحولاً غير مسبوق فى أنظمة الطاقة، تحولاً يستهدف تحقيق التنمية المستدامة، وضمان أمن الطاقة، مع الإسهام بشكل جاد فى الوفاء بالتزاماتنا الجماعية بموجب اتفاق باريس، مشيرة إلى أن رؤية مصر تؤكد على أن التحول فى مجال الطاقة ليس مجرد خيار، بل ضرورة تنموية واستراتيجية نعمل على تحقيقها بما يتسق مع أولوياتنا الوطنية وظروفنا الاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت السفيرة مى طه خليل، سفيرة مصر لدى البرازيل، أن السفارة تعمل بالتنسيق الكامل مع الوفد المصرى لضمان مشاركة مشرفة، مشيرة إلى أن مصر ستنظم جناحًا خاصًا لعرض قصص النجاح المصرية فى التحول الأخضر والتنمية المستدامة. ومن جهة أخرى أنهت السلطات البرازيلية الاستعدادات اللوجستية الخاصة بضمان نجاح المؤتمر وبوقت كاف، حيث تم تحديث مطار بيليم الدولى وتوسيع مرافقه لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الوفود، إلى جانب تطوير شبكة الطرق ووسائل النقل العام، وتجهيز مراكز المؤتمرات والفنادق لاستقبال الضيوف.
كما خصصت الحكومة البرازيلية استثمارات ضخمة قُدرت بأكثر من 4.5 مليار ريال برازيلى لتأهيل المدينة وجعلها مركزًا عالميًا للحدث. وأكدت وزارة البيئة البرازيلية أن القمة ستكون «منعطفًا مهمًا فى تاريخ مؤتمرات المناخ»، نظرًا لموقعها فى منطقة الأمازون التى تمثل رمزًا عالميًا للحفاظ على البيئة ومكافحة إزالة الغابات، مشيرة إلى أن انعقاد المؤتمر فى هذه المنطقة يحمل رسالة قوية للعالم بضرورة حماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
تحمل قمة بيليم أجندة مزدحمة تشمل العديد من القضايا والملفات الهامة على ضوء نتائج القمم السابقة التى شهدتها العديد من دول العالم ومن بينها مصر ومنها تمويل التكيف المناخى للدول النامية ومراجعة التزامات الدول الكبرى بخفض الانبعاثات وحماية غابات الأمازون مع تعزيز دور القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى العمل المناخي.