في خطوة غير مسبوقة في عالم المال والتكنولوجيا، يقترب رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وسبيس إكس، من أن يصبح أول تريليونير في العالم، بعد موافقة مساهمي تسلا على خطة تعويض مالية ضخمة قد تمنحه خلال السنوات المقبلة ثروة تتجاوز حدود الخيال. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن هذه الحزمة غير المسبوقة من الأسهم قد تجعل ماسك يتربع على عرش التاريخ المالي كصاحب أول ثروة تتخطى التريليون دولار، وهو ما يعادل 275 مليون دولار يوميا على مدار عشر سنوات. تفاصيل خطة تسلا أقر مساهمو شركة تسلا حزمة مكافآت ضخمة تتيح لماسك الحصول على 423.7 مليون سهم إضافي خلال العقد المقبل، شريطة أن تصل القيمة السوقية للشركة إلى 8.5 تريليون دولار، أي بزيادة قدرها 466% عن قيمتها الحالية. اقرأ أيضا| رئيسة «تسلا» تحذر من فقدان ماسك إذا لم يمنح أجره البالغ تريليون دولار وفي حال تحقق هذا الهدف، سيجني ماسك ثروة تقدر بنحو تريليون دولار أمريكي، ما يجعله ليس فقط أغنى رجل في العالم، بل الأغنى في التاريخ الحديث. وقال ماسك بعد التصويت، وفقا لواشنطن بوست: "ما نحن بصدد الشروع فيه ليس مجرد فصل جديد من مستقبل تسلا، بل كتاب جديد كليا". وأضاف أنه يطمح إلى جعل "تسلا" شركة متعددة القطاعات من خلال خارطة طريق تشمل: تطوير روبوت أوبتيموس الشبيه بالبشر. تعزيز مشروع السيارات ذاتية القيادة. إطلاق أسطول ضخم من المركبات الكهربائية المستقبلية. وفي نفس السياق أوضح أن مهمة الشركة الجديدة لم تعد مقتصرة على "تسريع الانتقال إلى الطاقة المستدامة"، بل أصبحت تهدف إلى تحقيق وفرة اقتصادية مستدامة للبشرية. ماذا يمكن أن يشتري التريليون قائمة طريفة بالأشياء التي يمكن شراؤها بمبلغ تريليون دولار ،أي الرقم الذي يسعى ماسك للوصول إليه ، وجاءت أبرز المقارنات كالآتي: شراء 2000 يخت فاخر مثل يخت الملياردير جيف بيزوس، مع تخصيص 25 مليون دولار سنويا لصيانة كل يخت. امتلاك 465 سفينة "أيقونة البحار"، وهي أكبر سفينة سياحية في العالم، بعدد يقارب حجم أسطول البحرية الأمريكية. بناء 333 ناطحة سحاب بارتفاعات شاهقة في مختلف أنحاء العالم. منح 2923 دولارا لكل مواطن أمريكي كهدية مالية مباشرة. شراء جميع منازل ولاية هاواي البالغ عددها نحو 572 ألف منزل. امتلاك اقتصاد سويسرا تقريبا، إذ يبلغ ناتجها المحلي نحو 900 مليار دولار فقط. هذه الأرقام تضع حجم التريليون في سياق يصعب تخيله، حيث تظهر مدى الفارق بين أغنى رجل في العالم وبقية الاقتصاد العالمي. التريليون القادم| إنجاز أم تهديد؟ رغم الإعجاب بقدرة ماسك على تحويل طموحه إلى واقع، إلا أن هذه الخطوة أثارت أيضا نقاشا عالميا حول العدالة الاقتصادية، والتفاوت الهائل في توزيع الثروة، خاصة مع استمرار تسريحات العمال وتزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء في قطاع التكنولوجيا. ويرى خبراء الاقتصاد أن وصول فرد واحد إلى هذا الحد من الثراء "يعيد تعريف مفهوم رأس المال نفسه"، وقد يحدث تغييرات جذرية في أسواق المال وتوجهات الاستثمار العالمي. بينما يرى البعض أن إيلون ماسك يكتب فصلا جديدا في تاريخ ريادة الأعمال والابتكار، يخشى آخرون أن يؤدي هذا الصعود المذهل إلى اختلال موازين الاقتصاد العالمي. لكن المؤكد أن رحلة ماسك نحو التريليون لن تكون مجرد سباق مالي، بل اختبار حقيقي لحدود الطموح البشري وقدرته على إعادة تشكيل مستقبل الكوكب.