فى سابقة هى الأولى من نوعها، أجرت جريدة «الأخبار» جولة حصرية داخل متحف مراكب الملك خوفو بالمتحف المصرى الكبير، الذى فتح أبوابه للزيارة تزامنًا مع الافتتاح الرسمى للمتحف، ووفقا لما نشرته جريدة الأخبار فقد اطلع الزائرون خلال الجولة على ابتكار اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف، الذى أعد نهر النيل المصغر أمام قاعة مراكب الشمس، محاطًا بعشرة تماثيل متساوية للإلهة سخمت، وفى المقدمة تمثال ضخم للإله حابى، مما جذب الزوار لالتقاط الصور التذكارية قبل دخول قاعة مركبى الشمس. داخل المتحف، تتواصل الرحلة البصرية والسرد التاريخى، بدءا من قاعة الاستقبال التى تقدم معلومات تعريفية عن نهر النيل ودوره فى حياة المصريين القدماء ومعتقداتهم، مرورًا بتاريخ منطقة أهرامات الجيزة واكتشاف مركب خوفو الأولى وتقنيات نقلها وترميمها، وصولًا إلى مراحل استخراج المركب الثانى وأعمال الترميم الجارية. كما يضم العرض المتحفى مواد توثيقية عن الملك خوفو، والمهندس الذى صمم هرمه الأكبر، والعمال الذين شيدوا هذا الأثر الخالد الذى لا يزال يدهش العالم حتى اليوم.. وقال الدكتور حسن كمال، مدير مركز الترميم بالمتحف، خلال الجولة التى رافقت «الأخبار»، إن متحف مراكب خوفو يعد أحد أبرز المتاحف النوعية فى العالم، إذ يقدم تجربة فريدة لا مثيل لها، تجمع بين أصالة التاريخ وروعة العرض المتحفى الحديث، ويضم المتحف قطعتين أثريتين نادرتين، هما مركب خوفو الأولى والثانية، واللتان تعتبران من أقدم وأضخم الآثار العضوية التى وصلت إلينا من عمق التاريخ المصرى القديم، بعد أن صمدتا آلاف السنين بجوار الهرم الأكبر. وقال إنه لأول مرة فى التاريخ، يعرض المركبان الملكيان جنبا إلى جنب داخل موقع واحد فى المتحف الكبير، وقد تم نقل مركب خوفو الأولى من منطقة أهرامات الجيزة بعد عملية دقيقة ومعقدة، خضعت خلالها لأعمال ترميم وتأهيل وفق أحدث المعايير العلمية العالمية، لتعرض فى مشهد مهيب يعيد للأذهان عظمة الملك خوفو ومهارة صناعه. وأشار الى مركب خوفو الثانية، والتى استكملت عملية استخراج ألواحها الخشبية وجميع أجزائها من موقعها الأصلى، وتم نقلها إلى المتحف الكبير بالتعاون مع الجانب اليابانى، وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الترميم، ستستكمل خلال أيام قليلة أعمال إعادة التركيب داخل قاعة العرض، على مجسم تم تركيبة بالفعل فى تجربة تفاعلية تتيح للزوار متابعة عملية التجميع خطوة بخطوة، فى حضور الجانب اليابانى ليشهدوا عن قرب كيفية استعادة ملامح مركب ملكى من قلب التاريخ. ويبدأ سيناريو العرض المتحفى من الخارج، حيث تم إعداد منطقة تمهيدية تروى للزائرين قصة المراكب فى الفكر المصرى القديم، من خلال محاكاة لتدفق نهر النيل وعلاقته بالحياة والبعث فى العقيدة الفرعونية. ويقف فى صدر هذه المنطقة تمثال للإله «حابى»، إله الفيضان والنيل، عند مجرى مائى يرمز للنهر الخالد، تحيط به عشرة تماثيل للإلهة «سخمت» رمز الحماية والقوة، كما تتضمن المنطقة الخارجية نموذجًا دقيقًا لإحدى الحفر الأصلية التى اكتُشفت فيها المراكب، إلى جانب عرض 18 كتلة حجرية أثرية كانت تُستخدم لتغطية الحفر، وتحمل نقوشًا أصلية ورسوم «جرافيتى» تركها العمال المصريون القدماء، إضافة إلى خراطيش الملوك خوفو وجدف رع.