بمشهدٍ أسطورى يليق بعظمة التاريخ الذى يحمله بين جدرانه، شهد العالم حدثاً ثقافياً استثنائياً بافتتاح المتحف المصرى الكبير، لم يكن الافتتاح مجرد حدث عابر، بل كان إعلاناً مدوياً للعالم بأن مصر، مهد الحضارات، لا تزال قادرة على إبهار العالم بجمال ماضيها وروعة حاضرها وطموح مستقبلها. لقد تجسدت العالمية الحقيقية لهذا الصرح من خلال الحضور الكثيف للوفود الرسمية، حيث شارك فى حفل الافتتاح 79 وفداً رسمياً قدموا إلى أرض الكنانة، ليرسموا بحضورهم خارطة طريق جديدة للسياحة العالمية، معلنين للعالم أن بريق الحضارة المصرية لا يزال يشع بقوة، يهدى السائحين إلى كنوز لم تروها عيونهم من قبل. يشكل هذا الاهتمام الدولى غير المسبوق دفعة هائلة لصناعة السياحة فى مصر، فالتغطية الإعلامية العالمية الواسعة التى رافقت الحدث بمشاركة هذه الوفود تُعد حملة دعائية تليق بعظمة مصر، و تعيد توجيه أنظار العالم نحو مقصدها الأبرز، وهذا من شأنه أن ينعش السياحة بقوة وينعكس إيجاباً على الاقتصاد . لقد تحول هذا الصرح العملاق من حلم إلى حقيقة ملموسة، بفضل رؤية ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبجهد وعزيمة أبناء مصر، ليكون منارة ثقافية تليق بتراث مصر، إنه ليس مجرد مبنى يضم آثاراً، بل هو رسالة خالدة تؤكد أن مصر كانت، وستظل، قبلة للحضارات ومصدراً للإشعاع الفكرى والعلمي. لقد تميز حفل الافتتاح باستخدام أحدث تقنيات العرض والابتكار البصري، حيث مزج بين عبق التراث وروح الحداثة، ليقدم للعالم تجربة فنية رائعة. وفى لمسة عبقرية تُظهر بُعد النظر، تم تخصيص مساحة تبلغ خمسة آلاف متر مربع داخل المتحف ليكون «متحف الطفل»، هذه المساحة ليست للعرض فقط، بل هى تجربة تعليمية مبتكرة تهدف إلى تنمية شغف النشء بتاريخهم العريق، من خلال أنشطة تفاعلية ووسائط متعددة، سيتمكن الأطفال من استكشاف عالم أجدادهم الفراعنة بطريقة ممتعة تحفز الفضول وتطلق العنان للإبداع، لترسخ فيهم حب التاريخ والانتماء لهذه الوطن. «المتحف المصرى الكبير هو أكثر من متحف؛ فهو صرح يحمل رسالة للمستقبل، يؤكد للأجيال القادمة أنهم أبناء حضارة عظيمة، وأن الحفاظ على هذه الهوية هو واجب وطنى، وبهذا يظل متحفاً خالداً يروى قصة الماضى العريق، ويبشر بمستقبل مشرق، وهو بحق هدية مصر للعالم.»