قبل 3 سنوات قرر الفنان محمد الجيار أن يطور أسلوبا جديدا فى النحت بخامة غير تقليدية، تعتمد على إعادة التدوير، ليبدأ تجربته مع عجينة الورق المهمل، لتتحول إلى مجسمات تجمع بين الفن والحفاظ على البيئة. يقول الجيار: «اخترت عجينة الورق تحديدا بعد أن بحثت كثيرا عن خامة خفيفة وسهلة التشكيل ومتوفرة فى كل بيت، وعندما جربتها اكتشفت أنها خامة مرنة للغاية، يمكن أن تتحول لأى شكل نتخيله، ومن هنا بدأت أتعامل معها كأنها مادة نحت حقيقية». اقر أ أيضًا | أدب الحرب فى الأعلى للثقافة دور المبدعين فى التأريخ لنصر أكتوبر ويشرح طريقة عمل العجينة قائلا: «يمكن أن تتكون ببساطة من ورق وماء فقط، لكن فى بعض الأعمال تضاف مواد مثل الغراء لزيادة الصلابة، وتحتاج القطعة الواحدة إلى حوالى 24 ساعة حتى تجف تماما، حسب كثافة الطبقة المستخدمة، لتصبح قوية كأنها خشب وتتحمل الصدمات دون أن تنكسر». أما عن نوع الورق، فيوضح: «أى نوع يصلح لكن هذا يرجع للشغل نفسه، فالتصميمات الكبيرة تحتاج ورقا قويا مثل الكرتون، أما القطع الصغيرة فيمكن أن يتم تنفيذها بورق الجرائد أو المناديل، وأنا أقوم بشراء الورق لأنى أستهلك كميات كبيرة، لكن من ينفذ تصميمات صغيرة فى المنزل بإمكانه إعادة تدوير الكراتين أو المناديل القديمة». بدايته كما يقول كانت بدافع الفضول وحب التجربة وليس الدراسة الأكاديمية، فهو لم يدرس هذا النوع من الفنون وكل ما تعلمه عنه كان عن طريق الممارسة والخطأ والتجربة، ويرى أن الفن يمكن أن يكون طريقة فعالة لنشر الوعى البيئى، فهو وسيلة بسيطة توصل فكرة بدون كلام كثير، فعندما يرى الناس قطعة فنية جميلة مصممة من أشياء كان مصيرها القمامة فهى رسالة قوية إن كل شيء حولنا له قيمة». وعن أحلامه المقبلة، يقول الجيار إنه يسعى لاستخدام فنه فى نشر الوعى بفكرة الاستدامة، وأن الجمال غير مرتبط بالمال بل بنظرة الفنان للعالم، وأن الفن ليس رفاهية بل هو طريقة تفكير ونظرة مختلفة للعالم. يستعد الجيار حاليا لإطلاق ورش عمل لتعليم صناعة المجسمات بعجينة الورق، وسوف يعلن عنها قريبا، وعندما سئل عن الشخص الذى يتمنى أن يقتنى إحدى تصميماته، أجاب دون تردد: «نجيب ساويرس، فأنا أحترم هذا الرجل، وأحب أفكاره وإنسانيته، لأنه يدعم الفن بصدق».