في إنجاز جديد يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها مصر في مجال استرداد آثارها المهربة، أعلنت السلطات الهولندية رسميًا عن إعادة رأس تمثال أثري نادر من عهد الملك تحتمس الثالث، أحد أعظم حكام مصر في الدولة الحديثة. وتأتي هذه الخطوة في إطار التعاون الدولي لحماية التراث الإنساني ومكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، لتؤكد مجددًا المكانة العالمية للحضارة المصرية القديمة وما تمثله من قيمة تاريخية وفنية فريدة تُلهم العالم حتى اليوم. ◄ فراغ أمني القطعة الأثرية عبارة عن رأس تمثال منحوت بدقة فنية عالية من حجر الجرانيت الأحمر، ويُرجّح أنها كانت جزءًا من تمثال ملكي كبير يمثل الملك تحتمس الثالث، أحد أعظم الفراعنة الذين حكموا مصر في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، والذي امتد حكمه لأكثر من نصف قرن شهدت فيه مصر ذروة قوتها ونفوذها الإمبراطوري. وقد تم حفظ القطعة خلال السنوات الماضية في أحد المتاحف الهولندية، قبل أن تُقرر السلطات هناك تسليمها رسميًا إلى الجانب المصري بعد التأكد من مصدرها الأصلي، والتثبت من خروجها بطريقة غير مشروعة خلال فترة الاضطرابات التي شهدتها المنطقة عقب أحداث عام 2011. اقرأ أيضا| بوابة المتحف المصري الكبير.. كيف عاد الملك رمسيس إلى عرشه؟ وتُعد هذه الإعادة إضافة جديدة لجهود مصر في استرداد آثارها المهربة، والتي أثمرت عن استعادة مئات القطع من مختلف الدول خلال السنوات الماضية بفضل التعاون الوثيق بين وزارة السياحة والآثار والبعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج. ◄ حماية التراث ويُذكر أن هولندا كانت قد أعادت إلى مصر العام الماضي ثلاث قطع أثرية ثمينة، من بينها رأس مومياء مصرية، لتؤكد من جديد التزامها بمبادئ احترام التراث الإنساني وحماية الممتلكات الثقافية من التهريب والاتجار غير المشروع. تأتي هذه الخطوة لتؤكد أن الحضارة المصرية ما زالت تحظى بإجلال العالم وتقديره، وأن الجهود المصرية في حماية تراثها واستعادة كنوزها ستظل مستمرة، حفاظًا على ذاكرة الأمة وإرثها الإنساني الذي لا يقدَّر بثمن.