كانت ليلة من ليالى أرض الكنانة الخالدة.. أبهرت مصر كعادتها العالم وأهدت الإنسانية هرمًا رابعًا تجسد فى المتحف المصرى الكبير.. احتفال أسطورى عابر للقارات وفرحة صاخبة للمصريين بالشوارع والميادين ستظل محفورة فى أذهانهم أمد الدهر.. نطقت التماثيل الصامتة وروت للعالم حكاية شعب وعظمة حضارة يحتضنها المتحف المصرى الكبير الذى يعد أعظم وأهم مشروع أثرى وضع مصر فى قلب خريطة السياحة العالمية... الافتتاح تحول إلى كرنفال وطنى جميل، حيث خرج المصريون إلى الشوارع والميادين ابتهاجًا بالحدث الأهم والجاليات المصرية أقامت الاحتفالات وأضاءت عواصم العالم وتصدر افتتاح المتحف مانشيتات الصحف العالمية والمواقع الإلكترونية ليعلن عودة مصر إلى صدارة المشهد الحضارى والإنسانى. المصريون كانوا على قلب رجل واحد حيث وحّد المتحف الكبير المصريين وكان لسان حال الجميع: «لا صوت يعلو على صوت الافتتاح».. قاموا بتنحية الخلافات جانبًا وشهدنا حالة رائعة من الاصطفاف الوطنى والفخر والفخار بمصرنا الحبيبة.. الملايين حرصوا على وضع صورهم وصور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعى مرتدين الأزياء الفرعونيّة الجميلة بعد تغييرها بفعل الذكاء الاصطناعى ليؤكدوا انتماءهم الشديد وفخرهم بحضارتهم الأقدم على وجه الأرض. الضيوف من الرؤساء وأعضاء الوفود انبهروا بروعة وجمال المتحف ولم يضيعوا هذه الفرصة التاريخية، فقاموا بالتقاط الصور السيلفى مع الملك الذهبى رمسيس الذى استقبلهم بشموخ فى بهو المتحف ومع الملك توت عنخ آمون وتماثيل الدرج والقاعات الملكية. العالم تابع الحدث التاريخى باهتمام شديد ومواقع التواصل الاجتماعى، امتلأت بصور المتحف والعروض الضوئية المبهرة التى زيّنت ليل القاهرة وتأكد الجميع أن مصر كانت ولا تزال منارة للحضارة الإنسانية وقلبًا نابضًا للثقافة الإنسانية. ظهور الفنان فاروق حسنى صاحب فكرة إنشاء المتحف لأول مرة وكذلك الفنانة المحبوبة شريهان بعد طول غياب أثلج صدور المصريين. وكم كان رائعًا ظهور صورة الطفل حسين عبد الرسول صاحب الفضل الحقيقى فى الوصول إلى أعظم كشف أثرى عرفته الإنسانية فى القرن العشرين، حيث اكتشف مقبرة توت عنخ آمون فى وادى الملوك بالأقصر عام 1922 وهو بمثابة رد اعتبار بعد أن ظل اسمه غائبًا عن المشهد .