مصر على موعد مع حدث تاريخى عظيم خلال أيام معدودات وهو افتتاح أكبر متحف يضم آثارا تمتد إلى آلاف السنين بحضور قادة وشخصيات عالمية كبيرة تجعل من مصر محط أنظار العالم فى هذا اليوم، وهى الدولة التى تحتضن أقدم وأكثر المناطق والمدن الأثرية فى العالم والتى يأتيها السياح والخبراء من كل مكان للتعرف والاطلاع على أقدم الحضارات. ويعد المتحف أكبر مشروع حضارى وثقافى عالمى تلتقى فيه الحضارة القديمة مع الحديثة. ويقع على مساحة نصف مليون م2 ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية يتم عرضها للعالم لأول مرة، وستسهم فى إبهار الجميع. ويقع المتحف المصرى فى موقع متميز على الهضبة الواقعة بين الأهرامات والقاهرة الحديثة، مما يتيح الفرصة لزائريه مشاهدة أهرامات الجيزة الثلاثة من خلال الواجهة الزجاجية الكبيرة ببهو مدخل المتحف الكبير. هذه الهضبة تجعلنا نتذكر المواقف الهامة للكاتبة د.نعمات أحمد فؤاد التى اهتمت بالتراث المصرى ودافعت عنه بشدة، كما دافعت عن هضبة الأهرام ضد مشروع سياحى خاص فى عام 1977، وظهور هذا المتحف المصرى الذى يعد من أهم المواقع الأثرية فى مصر، كدليل على اهتمامها العميق بالحفاظ على التراث المصري، فهى تستحق الإشادة والتكريم فى هذا اليوم التاريخي. إن الحضارة المصرية تعد من أقدم الحضارات فى العالم وآثار مصر وتاريخها ومناخها تجذب الملايين سنويا لزيارتها والاطلاع على حضارتها. هذا الحدث يتطلب وضع استراتيجية لمضاعفة عدد السائحين والزائرين لمصر وفق آليات وخطط واضحة تسهم فى الاهتمام بكل ما هو إيجابى داخل المجتمع المصري، وخاصة وجود بنية تحتية متكاملة وحالة أمنية محكمة تشعر الزائرين بالراحة وكأنهم فى بلدانهم.