من الحقائق التى باتت مؤكدة على أرض الواقع إقليميا ودوليا بصفة عامة وفى المنطقة العربية والشرق أوسطية على وجه الخصوص، أنه لا يوجد أدنى شك على الإطلاق فى القول بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية، هى صاحبة القول الفصل فى الحد من الاندفاعات والمواقف الإسرائيلية المتصفة بالشطط والرعونة، منذ إنشائها وحتى اليوم. وإن الولاياتالمتحدة تستطيع إن أرادت بصدق وجدية وقف التعنت الإسرائيلى وإصرارها على خرق الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار فى غزة، والخروج عن الالتزام بإعلان نهاية الحرب وفقًا لما نصت عليه المبادرة الأمريكية وما تأكد فى قمة شرم الشيخ للسلام التى أعلنت إسرائيل التزامها بها. هذه الحقيقة المؤكدة كانت ولا تزال واضحة لمصر ولكل الدول والشعوب على المستويين الإقليمى والدولى قبل وخلال وبعد انعقاد القمة،..، كما كانت واضحة ومؤكدة بالنسبة لكل القادة والزعماء المشاركين فى القمة سواء العرب أو المسلمون أو الأوربيون. وبالتوازى مع هذه الحقيقة كانت هناك حقيقة أخرى واضحة وماثلة فى عيون وعقول هؤلاء الزعماء والقادة الحضور فى قمة السلام بشرم الشيخ، وهى أن إسرائيل لا تريد ولا ترغب على الإطلاق فى وقف إطلاق النار، وإنهاء جرائم الإبادة الجماعية التى تقوم بها ضد الفلسطينيين طوال العامين الماضيين، دون رادع أو مانع ودون حسيب أو رقيب. وهذه الحقيقة لم تكن محل شك نظرا لأنها كانت ولا تزال معلنة ومؤكدة على لسان «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى وبقية المسئولين فى حكومة التطرف والعنصرية والإرهاب الإسرائيلية. وفى ظل ذلك الموقف الإسرائيلى المعلن المؤسس على هاتين الحقيقتين، كان هناك اقتناع مؤكد لدى مصر وكل الزعماء والقادة الحضور فى شرم الشيخ والمشاركين فى قمة السلام، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية، والرئيس ترامب على وجه الخصوص، هو الشخص القادر على التأثير الفعال ودفع إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار وإيقاف حرب الإبادة الجماعية. والمتابع لتطورات الأحداث والوقائع التى جرت وتجرى على أرض الواقع يدرك صحة هذا الاقتناع،..، وهو ما يدفع كل المهتمين والمتابعين لمسار مبادرة السلام الأمريكية والتطورات والمستجدات الخاصة بالالتزام بها والوفاء بما تضمنته من بنود ونصوص.. يعلقون آمالا كبيرة على قدرة الولاياتالمتحدة على التأثير الإيجابى على إسرائيل، ودفعها للالتزام بالمبادرة وتنفيذها بالأمانة الواجبة ،..، فهل يحدث ذلك؟!.